فجرت امرأة نفسها أمس أمام محكمة بعقوبة كبرى مدن محافظة ديالى المضطربة، موقعة 12 قتيلاً و25 جريحاً غداة اعلان السلطات العراقية اعتقال المسؤولة عن إعداد الانتحاريات في تنظيم"القاعدة".وقال رئيس مجلس محافظة ديالى ابراهيم باجيلان إن العملية خُطط لها لتكون عملية مزدوجة ينفذها رجل وامرأة، إلا أن الرجل فشل في تفجير نفسه واعتقلته الشرطة في موقع الانفجار. وأبدى في تصريحات الى وكالة"أسوشيتد برس"استياءه من العمليات المتكررة، قائلاً:"يبدو أن بعقوبة مخترقة وبات للارهابيين موطئ قدم فيها. لديهم أشخاص يوفرون الملجأ الآمن لهم لينفذوا هجمات". وأشار الى نشر السلطات المحلية 50 امرأة في المنطقة للبحث عن انتحاريات محتملات، لكن هناك حاجة للمزيد منهن للسيطرة على الطرق المؤدية الى داخل المدينة. وقال قائد عمليات ديالى عبدالكريم الربيعي ل"الحياة"إن"الانتحارية فجرت نفسها أثناء مرور موكب قائمقام قضاء الخالص عدي الخزران قرب مبنى محافظة ديالى القريب من محكمة استئناف ديالى، ما أدى إلى مقتل 12 شخصاً واصابة 25 آخرين". وكان مصدر أمني طلب عدم كشف اسمه قال لوكالة"فرانس برس"إن"انتحارية ترتدي حزاماً ناسفاً فجرت نفسها أمام مبنى محكمة بعقوبة، ما أسفر عن مقتل خمسة جنود بينهم ضابطان برتبة رائد وشرطي وثلاثة اشخاص واصابة 21 آخرين". وأكد أن"الانتحارية فجرت نفسها أمام مبنى المحكمة حيث تتوقف دوريات للجيش والشرطة بغرض الحماية". كما أشار مراسل"فرانس برس"إلى العثور على ساقي الانتحارية في مكان الحادث ونقلهما الى المستشفى، كما عثر على بقايا من رأسها فوق أحد المباني القريبة. يشار إلى أن المحكمة تقع إلى جانب مبنى محافظة ديالى. بدوره، قال المحامي محمد التميمي الذي يعمل في المحكمة:"خرجت مع أحد زملائي لنسخ بعض الأوراق، فشاهدت امرأة تضع نقاباً كانت متجهة نحو المحكمة ولم يظهر منها سوى العينين". وأضاف"لكنها فجأة فجرت نفسها قبيل دخولها المحكمة، ما أسفر عن وقوع اصابات كثيرة بين المراجعين. كما أُصيب زميلي المحامي بجروح في ساقه ويده".وكان الناطق باسم وزارة الدفاع اللواء الركن محمد العسكري أكد أن"قوات خاصة تابعة لوزارة الدفاع قبضت على قيادية تشرف على إعداد وتهيئة الانتحاريات في مناطق عمل القاعدة، وخصوصاً في محافظة ديالى". وقال إن"اعتقال ابتسام عدوان 38 عاماً المشرفة على إعداد الانتحاريات ولقبها أم فاطمة يأتي اثر ورود معلومات عن وجودها في قرية حمادي شرق بعقوبة". وتابع أن"عدوان ورطت الانتحارية رانيا"، في اشارة الى رانيا ابراهيم البالغة من العمر 15 عاماً، والتي تقول إن زوجها وامرأة أخرى أرغماها على ارتداء حزام ناسف يزن عشرين كليوغراماً لتفجير نفسها في حشد من الشرطة وسط سوق بعقوبة. لكن عناصر الشرطة اعتقلتها فور الاشتباه بها في 25 آب اغسطس الماضي. ورانيا هي أصغر انتحارية في العراق تعتقل مع حزامها الناسف. ونفذت نساء حوالي 30 عملية انتحارية غالبتيها وقعت في ديالى، أكثر مناطق البلاد خطراً بسبب تركيبتها الديموغرافية المتنوعة، ويعتبرها البعض عراقاً مصغراً، نظرا لتعدد القوميات والطوائف من عرب واكراد وتركمان وشيعة وسنة ومسيحيين. كما ضاعفت"القاعدة"هجماتها على قوات"الصحوة"التي تمولها وتسلحها القوات الأميركية، وغالباً ما تكون هذه الهجمات بواسطة انتحاريين. ففي 15 أيلول سبتمبر الماضي، قُتل 22 شخصاً وأُصيب 34 آخرون في بلدروز جنوببعقوبة في عملية انتحارية نفذتها امرأة استهدفت صائمين تجمعوا حول مائدة افطار. وفي 26 آب اغسطس الماضي فجر انتحاري نفسه أمام مركز لتجنيد عناصر الشرطة في ديالى، ما أدى الى مقتل 25 شخصاً. وفي 29 تموز يوليو الماضي، بدأ الجيش العراقي مدعوماً من القوات الأميركية عملية عسكرية واسعة النطاق أطلق عليها اسم"بشائر الخير"استهدفت على حد سواء خلايا"القاعدة"وعناصر الميليشيات الشيعية المتطرفة في المحافظة. من جهته، أكد محافظ ديالى رعد ملا جواد أن"قوات الأمن في صدد توجيه ضربة أخيرة لما تبقى من خلايا القاعدة المتوارية عن الأنظار في عدد من الأقضية والنواحي النائية بعد انهيار معاقلها". وأوضح جواد في تصريح إلى"الحياة""أن ما تبقى من هذه الجماعات ليس إلا عناصر يائسة، ونحن في انتظار مشاركة العشائر في دعم الوضع الأمني الحالي بغرض استكمال خطة بشائر الخير في عودة العائلات المهجرة الى مناطقها بعد استقرار الوضع الأمني في المناطق التي شهدت أعمال عنف طائفي". وعن الاعتقالات التي نفذتها القوات الحكومية ضد قيادات اللجان الشعبية و"مجالس الصحوة"في مناطق أبي صيدا وخان بني سعد، أكد جواد"وجود لجنة للتدقيق في الاتهامات الموجهة بعد صدور مذكرات اعتقال ضد قياديين تابعين للجان الشعبية، وسيصار الى اطلاق كل من لم تثبت ادانته بارتكاب جرائم قتل او اعمال عنف". وأوضح أن"الكتائب الشعبية وتشكيلات الصحوة كان لها الدور الكبير في ملاحقة واعتقال مسؤولين في الخط الأول والثاني لتنظيم القاعدة". جنوباً، أفادت الشرطة أن عبوة أصابت أربعة أشخاص في بلدة الاسكندرية الواقعة على بعد 40 كيلومتراً جنوببغداد. وتابعت أن عبوة كانت مزروعة على الطريق قتلت شرطياً وجرحت آخر في الاسكندريةجنوببغداد. وعثرت الشرطة على جثة في بلدة المسيب الواقعة على بعد 60 كيلومتراً جنوببغداد.