أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان محادثات بلاده مع واشنطن في شأن خططها لنشر"الدرع الصاروخية"في شرق أوروبا، لم تحقّق تقدّماً. ودعا الأميركيين إلى تجميد هذه الخطط الأحادية، محذّراً من ان تنفيذها يؤدي إلى"انهيار النظام الدولي". في الوقت ذاته، شدد الوزير الروسي على رفض بلاده فرض عزلة على سورية وإيران في مناقشة قضايا المنطقة، مؤكداً ضرورة إشراك قوى سياسية مثل"حماس"و"حزب الله"في"حوار بناء لحل المشاكل"الإقليمية. وتضمن خطاب لافروف في موسكو أمس أمام مؤتمر دولي عقد تحت عنوان:"روسيا في القرن الواحد والعشرين - نظرة إلى المستقبل"، عرضاً لأبرز محاور السياسة الخارجية الروسية ومواقف موسكو من الملفات الدولية والإقليمية الساخنة، ونظرتها الى العلاقات الدولية حالياً. وتوقف لافروف طويلاً أمام الخلاف الروسي - الأميركي في ملفات، لافتاً إلى أن علاقات البلدين تشهد"أزمة ثقة واحترام". وأشار إلى أن"الثقة والإحترام كانا أكبر خلال حقبة الحرب الباردة، وكان الجانبان يشعران بالحاجة الى التعاون والعمل المشترك في القضايا الملحة لهما وللعالم". ودعا الوزير الى بناء"علاقات نديةٍ مبنيةٍ على أساس الثقة والحوار بين روسيا من جهة والولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي من جهة أخرى". لكنه اعترف بعدم تفاؤله، مشيراً إلى جمود محادثات الجانبين حول أبرز المشاكل العالقة بينهما، وهي خطة واشنطن لنشر"الدرع الصاروخية"في شرق أوروبا. وزاد ان الحوار بين البلدين في هذا الشأن"لم يحقّق أي تقدم". وفي الشق المتعلق بالشرق الأوسط، طالب لافروف الولاياتالمتحدة وإسرائيل بتقديم"أدلة حقيقية على امتلاك طهران برنامجاً نووياً عسكرياً". وذكّر بالوضع في العراق قبل الحرب، وقال ان"المجتمع الدولي يجب أن يكون واثقاً من أن أي إجراءات تتّخذ تحت شعار ضمان تنفيذ قرارات مجلس الأمن، لا بد من ان تدعم بحقائق، ولا يصح القول في هذه المرحلة ان إيران تستمر في صنع الأسلحة النووية، فيما تؤكد الحقائق المتوافرة، انها لا تخالف القواعد المفروضة عليها". كما أعلن أن بلاده ترفض فكرة عزل إيران، وحضّ على إشراكها في الحوار الدائر حول قضايا المنطقة. وأضاف أن هذا الأمر ينسحب أيضاً على"العراق وأفغانستان وكل دول المنطقة والقوى السياسية فيها"، مشدداً على عدم جواز عزل"أي بلد أو قوة سياسية"عند مناقشة القضايا الإقليمية و"هذا ينطبق على سورية، كما ينطبق على حماس لدى مناقشة العلاقات الفلسطينية - الإسرائيلية والتسوية في المنطقة، لأن المهمة الأساسية ليست عزل الحركة بل في إشراكها في النقاش البناء". واستدرك أن الأمر ذاته ينسحب لبنانياً على"حزب الله"، مشدداً على وجوب"إشراكه في العملية السياسية الجارية". على صعيد آخر، أعلن فيتالي لينيك نائب قائد قوات الصواريخ الاستراتيجية الروسية أنها ستجهز تدريجاً بالصواريخ البالستية العابرة للقارات من الجيل الأحدث"آر اس 24"، وذلك بالتزامن مع جدول سحب الأنظمة الحربية الحالية من الخدمة. وأكد أن"الدرع الصاروخية الروسية كانت وتبقى الأكثر ضمانة"لحماية الأمن الروسي. معلوم أن هذا النظام الصاروخي يعد واحداً من أنظمة"توبول"الأكثر تطوراً في روسيا والتي يصفها المسؤولون الروس بأنها"لا مثيل لها في العالم". وكانت وزارة الدفاع الروسي أعلنت أن نظام"توبول"يشكل أساس المجموعة الضاربة لقوات الصواريخ الاستراتيجية"، التي سيكون في إمكانها ضمن القوات النووية الاستراتيجية الروسية، ضمان"أمن البلاد وحلفائها حتى أواسط القرن الواحد والعشرين".