أبدى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أسف بلاده للموقف الإيراني من الاقتراحات الدولية لتسوية المشكلة النووية، وحدد أولويات السياسة الروسية للعام الجديد، مؤكداً أن موسكووواشنطن ستستأنفان قريباً مفاوضات لتوقيع معاهدة جديدة للحد من التسلح النووي. وعرض لافروف أمس، خلال مؤتمره الصحافي السنوي، أبرز محطات العام الماضي على صعيد السياسة الخارجية الروسية ، مشيراً إلى تسارع وتيرة الاتصالات الدولية لتسوية ملفات الأمن الاستراتيجي وقضايا مكافحة الإرهاب والحد من أسلحة الدمار الشامل ومواجهة القرصنة وغيرها من القضايا التي شغلت العالم. وزاد أن أحداث عام 2009 كانت بالدرجة الأولى مالية - اقتصادية في إشارة إلى الأزمة التي ضربت روسيا بقوة. وتطرق إلى أولويات السياسة الروسية في العام الجديد، مشيراً الى توجه موسكو نحو «تعميق الشراكة الاستراتيجية مع الاتحاد الأوروبي وتعزيز علاقات التعاون والشراكة مع بلدان رابطة الدول المستقلة». واعتبر لافروف أن العام الجديد «لن يكون سهلاً على صعيد العلاقات الدولية». إيران وقال ان بلاده «تأسف لأن إيران تعتبر أنه من غير الممكن حالياً الموافقة على الصيغة المقترحة لها في ما يخص إنتاج الوقود لمفاعل الأبحاث في طهران». وأشار الى ضرورة بذل جهود إضافية بخصوص هذه القضية واستئناف المفاوضات حول تسوية جميع المسائل المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني. وزاد: «هدفنا واضح تماماً، نود ألا تبقى لدى المجتمع الدولي شكوك بخصوص الطابع السلمي البحت لهذا البرنامج. وعندها، لن يجادل احد حول حق ايران باستخدام الطاقة النووية السلمية». وأشار إلى التحركات الدولية داخل مجلس الأمن لاتخاذ «إجراءات إضافية محتملة وأمل في ان تسترشد الجهات التي يتوقف عليها اتخاذ قرارات بمصالح ترسيخ نظام عدم الانتشار وليس باعتبارات وأجندات خاصة». «ستارت» وحول ملفات الأمن الاستراتيجي أكد لافروف أن موسكووواشنطن سوف تستأنفان قريباً مفاوضات للتوصل إلى معاهدة جديدة للحد من الأسلحة النووية (ستارت 2) معرباً عن أمله في تجاوز النقاط الخلافية التي ما زالت عالقة. وقال ان روسيا ليست مستعدة حالياً لتشكيل منظومة الدرع الصاروخية مع الولاياتالمتحدة على الأساس الذي تقترحه واشنطن، في إشارة إلى اقتراح بانضمام روسيا إلى خطة أطلسية لبناء نظام دفاع صاروخي مشترك. وشدد لافروف على أن المطلوب روسياً «ان نبدأ من نقطة الصفر في تحليل من اين وما هي مخاطر انتشار الصواريخ. نحن لسنا مستعدين لقبول نتائج التحليلات التي توصل اليها غيرنا والآليات التي وضعت من دوننا لمواجهة التهديدات الافتراضية». الشرق الأوسط وتطرق إلى الوضع في الشرق الأوسط معتبراً أن إسرائيل «سارت خطوة في الاتجاه الصحيح بقرار تجميد جزء من النشاط الاستيطاني لكن «هذه الخطوات ليست كافية وما زال مطلوباً عمل الكثير». وقال الوزير الروسي إن موسكو ماضية في اتصالاتها مع حركة المقاومة الإسلامية «حماس» و «الاتصالات أضحت أكثر حيوية الآن، لأن مسألة المصالحة الفلسطينية غدت حادة وملحة» مشيراً إلى أن موسكو «تدعم العلاقة مع «حماس» ونحن على ثقة بأنه في اي نزاع، من الضروري عدم عزل اي طرف» من دون أن يؤكد أو ينفي صحة انباء ترددت عن عزم رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل القيام بزيارة الشهر المقبل إلى موسكو.