نزل إلى صالات السينما العالمية الفيلم الأميركي"أنهض"من بطولة الصينية المقيمة في الولاياتالمتحدة الأميركية لوسي ليو. وفيه تؤدي دور امرأة شابة يعضها مصاص دماء فتتحول بدورها كائنة بين الحياة والموت تفتش في شكل مستمر عن ضحية تمص دمها كي تعيش، إلا أنها على عكس غيرها من مصاصي الدماء تظل تحتفظ بوعي كلي في شأن وضعها وحالها وتسعى إلى إبادة الجنس الذي صارت تنتمي إليه. ويمكن تصنيف الفيلم في اللون الخيالي المخيف، مع انه يتميز بحبكة درامية وعاطفية بفضل القصة الغرامية التي تربط بين البطلة وشاب تتعرف إليه ويساعدها في إنقاذ البشرية من مصاصي الدماء. اشتهرت ليو عام 1996 بفضل دورها إلى جوار النجمة الهوليوودية كاليستا فلوكهارت في حلقات"آلي ماكبيل"التلفزيونية الناجحة. غير أنها شاركت كلاً من"درو باريمور وكاميرون دياز بطولة فيلم"ملائكة شارلي"ثم الجزء المكمل له، وهنا أيضاً ساهم العملان في زيادة شهرتها وشعبيتها خصوصاً أنها كانت تمثل شخصية خفيفة الظل وتمارس الألعاب الرياضية الأسيوية بشيء من المرح على عكس زميلتيها الجادتين. وعادت ليو إلى ممارسة هذه الألعاب نفسها ولكن من دون أن تمزح في الفيلم الناجح"أقتل بيل"للسينمائي كوينتين تارانتينو الذي حول ليو هنا إلى امرأة شرسة وقاتلة لا ترحم ولا تعرف غير لغة السيف والرياضات الأسيوية الخطرة. وفيلم"أنهض"الجديد مبني إلى حد كبير على المؤثرات المرئية الضخمة، خصوصاً في اللقطات التي تدور أحداثها في عقل مصاصي الدماء، غير أنه يحبس أنفاس المتفرج ويسمح لبطلته ليو بتقديم الدليل على أنها أكثر من مجرد فنانة جميلة تمارس الحركات الرياضية بمهارة. في باريس التقت"الحياة"ليو وحاورتها. هل فتح التلفزيون أبواب هوليوود أمامك؟ نعم، فلا شك في ان نجاح حلقات"آلي ماكبيل"قد لعب دوره بأسلوب فعال جداً في عرض السينما الهوليوودية أدوارها النسائية الحلوة علي في الفترة الأخيرة. لقد سعيت طويلاً في الماضي الى العمل للشاشة الكبيرة، لكنني لم أقدر حتى على التقدم إلى الاختبارات أمام الكاميرا لاختيار أبطال الأفلام التي يتم تحضيرها. أديتِ لقطات رياضية وتعرضت لأكثر من إصابة بسببها في فيلم"ملائكة شارلي"فهل تحبين المجاذفات؟ - تطلبت مني الحبكة في"ملائكة شارلي"، أسوة بكل من درو باريمور وكاميرون دياز، ممارسة حركات رياضية كثيرة ومتنوعة من دون اللجوء إلى بديلة. وبما أنني رياضية أتدرب ثلاث مرات في الأسبوع، وافقت على الدور بلا تردد وخضعت لتدريب إضافي وشاق تحت مراقبة أحد أبطال الرياضات الأسيوية حتى تكون لياقتي البدنية في أحسن حالاتها عند حلول موعد التصوير. أنا لا أحب المجاذفات في شكل خاص لكنني أقبلها إذا كانت المشاركة في عمل فني محدد تعنيني وتهمني. كيف واجهت دور الشريرة التي لا ترحم في فيلم"أقتل بيل"؟ - تلذذت كثيراً بأداء دور هذه الشخصية لأنها فتاة جميلة يصعب على الرجال مقاومتها والاقتناع الفعلي بقدرتها على الإجرام التام، ما يسبب لهم المفاجآت الرهيبة ويجعلها تتفوق عليهم وتسبقهم في شكل منتظم إلى حين وقوعها في فخ أعمالها السيئة قبل انتهاء الشريط، إذ أنها تلقى حتفها على يدي امرأة مثلها. ولولا ضرورة انتصار الخير على الشر في اختتام الروايات لفازت شخصيتي على الأبطال من رجال ونساء، في هذه الحكاية. هل تعلمت المزيد من الحركات الرياضية الأسيوية خصيصاً من أجل دور الشريرة القاتلة في هذا الفيلم؟ - مثلما ذكرت من قبل أمارس الألعاب الرياضية الأسيوية أصلاً، لكنني تدربت على يد اختصاصي طيلة ثلاثة أشهر من أجل دوري في"أقتل بيل"، وتعلمت كيفية تسديد الضربات وتلقيها من دون أن أصاب بجروح ما لم يحمني كلياً من الكدمات أثناء التصوير. وأنا فخورة بكوننا لم نلجأ إلى بديلة محترفة إلا في لقطات نادرة ليس لأنني عجزت عن أداء المشاهد بل لأن شركات التأمين اشترطت البديلة ضماناً لسلامتي واستمراري في العمل، خصوصاً أن هناك ملايين الدولارات كانت مستثمرة في المشروع. كيف تصفين العمل بإدارة العملاق كوينتين تارانتينو مخرج"أقتل بيل"؟ - تارانتينو في رأيي هو المخرج المثالي للممثل الكسول، بمعنى أنه يكتب كل شيء في سيناريو فيلمه إلى درجة أن الممثل عليه أن يلتزم بما هو مدون في النص من دون أن يحلل المواقف أو يرتجل أو يستخدم خياله للتعمق في شخصيته أكثر وأكثر، إلى درجة أنني أشعر في بعض الأوقات عندما أعمل تحت إدارة تارانتينو مثلما حدث في"بالب فيكشن"ثم الآن في"اقتل بيل"، بأنني لا أفيد في شيء من ناحية الابتكار الفني وبأني أكتفي بنقل ما أقرأه وترجمته إلى أحاسيس وحركات أمام الكاميرا. لكن النتيجة مدهشة فوق الشاشة في النهاية، وهذا هو الأهم بطبيعة الحال. وما رأيك في شخصية بطلة"انهض"التي تؤدينها بمهارة؟ - أرى أن سيناريو الفيلم مغرٍ ورومانسي ومن المفروض أن يثير إعجاب الجمهور على المستوى العالمي، خصوصاً ان المزج بين لوني الخوف والرومانسية الدرامية هكذا، من الأمور النادرة في السينما الأميركية. وكلنا نهوى الحب ونحلم بالعثور على"الطرف الثاني المثالي"ولكن ما الذي يحدث إذا كان هذا الطرف الأخر لا ينتمي إلى الجنس نفسه البشري الذي ننتمي نحن إليه وإذا كانت قبلة واحدة منا قادرة على قتله أو تحويله إلى كائن متوحش؟ المشكلة التي تعاني منها بطلة"أنهض"هي أنها صارت مصاصة دماء، ولكن في شكل نصفي فقط، بمعنى أنها لا تزال واعية بأنها امرأة وقادرة على التمييز بين الخير والشر، الأمر الذي لا يمنعها من قتل غيرها من البشر كي تتغذى، ولكنها تفتش عن وسيلة تبيد بها مصاصي الدماء نهائياً حتى وإن ماتت هي معهم. هل لهذا السبب وافقت على أداء بطولته المطلقة؟ - قرأت السيناريو من أوله الى أخره مرة واحدة من دون استراحة ولو قصيرة، لشدة ما جذبني إليه بفضل مضمونه القوي وحبكته المثيرة. ثم التقيت المخرج سيباستيان غوتييريز الذي فسر لي بشيء من التفصيل مستعيناً برسومات واضحة، كيف كانت المؤثرات المصنوعة بالكومبيوتر ستلعب دورها لدعم أداء الممثلين. ووجدت العملية مدهشة فلم أتردد في قبول الدور، وأنا لست نادمة على تصرفي اطلاقاً لأن الفيلم في رأيي يتعدى من حيث الفعالية ما سبق ورأيته فوق الورق. هل تتوقعين انطلاقة جديدة إذاً وكممثلة درامية، بفضل"انهض"؟ أتمناها فعلاً لأنني واثقة من قدراتي الدرامية، وأود أن يشاركني جمهوري ثقتي في نفسي. انني على وعي بأن أفلامي السابقة وإن كانت كلها جميلة، لم تمنح المتفرج فكرة جيدة عني كممثلة وجعلته يركز اهتمامه على ملامحي وعلى قدراتي الرياضية أكثر من أي شيء أخر، وذلك على الأقل في السينما لأن دوري في حلقات"آلي ماكبيل"لم يعتمد أبداً على المقومات نفسها، ولكن السينما محت إلى حد ما من العقول، ما فعلته من قبل. ماذا عن المنافسة القوية بينك وبين الممثلة الصينية أيضاً ميشيل يوه؟ - ميشيل يوه فنانة لا بأس بها بتاتاً وهي عاشت طويلاً في هونغ كونغ وبالتالي تعتبر نفسها صينية أصيلة وتتهمني بالغش كلما قرأت في مجلة ما إنني أعتبر نفسي صينية بدوري. فيبدو أنها تريد التربع على عرش الممثلات الأسيويات في هوليوود، وهذا لن يحدث طالما إنني موجودة في الأسواق، لأنني بكل بساطة لن أتركه يحدث مثلما لن تسمح كل من غونغ لي وزانغ زي يي أن تصيح يوه في كل مكان أنها الصينية الوحيدة الأصيلة في مهنة السينما في هوليوود. إنها تعتبرك مزيفة بسبب انتمائك الجذري الى نيويورك؟ - أنا مولودة في نيويورك لكن جذوري صينية مئة في المئة. صحيح أنها عاشت في الصين أكثر مني، ولكن هذا العنصر لا يكفي لإلغائي من فوق القائمة. وعلى العموم، أعتبر مسألة المنافسة بيني وبينها لا مجال لها أساساً لأن الميدان السينمائي يتسع لها ولي ولغيرنا من دون أي مشكلة. بروس لي هل أنت مولعة بسينما المغامرات المبنية على المؤثرات؟ نعم، وقد يتعجب القارئ عندما يعرف إن فيلمي المفضل هو"عملية التنين"لبروس لي مثلاً، وإنني كبرت مثل الصبي أتردد إلى السينما لمشاهدة أفلام المصارعة والكاراتيه بدلاً من الحكايات الرومانسية التي تميل إليها الفتيات عموماً. وأي لون موسيقي تفضلين؟ - كبرتُ على أنغام ديانا روس وأعشق تقريباً كل أغنياتها القديمة. ثم هناك مادونا التي تعجبني بفضل قدراتها الصوتية وشجاعتها أمام خوض التجارب الفنية المتنوعة جداً بدلاً من البقاء في الإطار الذي صنع نجاحها ويضمن لها الربح الوفير. هل تتمتعين بهذه الشجاعة الفنية؟ - بكل تأكيد، لذلك تحمست لمشروع"أنهض". هل هناك مشروع لتصوير الجزء الثالث من"ملائكة شارلي"مع صديقتيك درو باريمور وكاميرون دياز؟ - الفكرة موجودة لكن المشروع لم يبدأ بعد بسبب انشغال كل واحدة منا بأفلام أخرى جيدة لا نستطيع التنازل عنها، ولا بد من أن نعود إلى التخطيط من أجله قبل عام 2010. هل هذه زيارتك الأولى الى فرنسا؟ - لا، زرت في الماضي باريس وكذلك حضرت مهرجان"كان"في الجنوب الفرنسي، وعلى رغم انني اعتدت هذا البلد الآن في ما يخص تفننه في المأكولات الغذائية لا أزال أفاجئ نفسي في كل زيارة جديدة وأقضي معظم وقتي في الأكل، وهذا شيء أكرهه لكنني أعجز عن الامتناع عنه بالمرة لكثرة ما أجد الطعام هنا على ذوقي.