أعلنت وزارة الدفاع الأفغانية أمس، ان الجيش "طهر بالكامل" بالتعاون مع قوات الحلف الأطلسي ناتو إقليم ارغنداب في ولاية قندهار الجنوبية، من مقاتلي حركة"طالبان"، مشيرة الى مقتل 56 من مقاتلي الحركة وجرح عشرات آخرين معظمهم أجانب في الهجوم الذي أطلق أول من أمس، فيما بقيت حصيلة قتلى الجيش على حالها بسقوط جنديين في صفوفه راجع ص10. وكشف حاكم ولاية قندهار أسد الله خالد ان غالبية الجرحى الأجانب من"طالبان باكستان"، لكن الحلف الأطلسي رفض تأكيد هذه المعلومات مكتفياً بالإشارة الى وقوع"حوادث صغيرة". وقال الجنرال كارلوس برانكو، الناطق باسم قوات الأطلسي إن"عناصر الحركة آثروا عدم القتال". وأشار حاكم قندهار الى ان الجيش والشرطة الأفغانيين وقوات"الأطلسي"تواصل تفتيش المنطقة بحثاً عن متشددين قد يكونون مختبئين في منازل قرويين، وتحدى زعيم"طالبان باكستان"بيعة الله محسود بإرسال مزيد من مقاتليه"كي نسحقهم". ولم يسمع أمس، دوي تحليق مروحيات"الأطلسي"فوق ارغنداب أو إطلاق نار، فيما باشر الجيش تطهير المنطقة من الألغام. وصرح الجنرال برانكو بأن ضغوط المتمردين على السكان تسببت في نزوح 700 عائلة الى مدينة قندهار. واستهدف الهجوم حوالى 600 من مقاتلي"طالبان"لجأوا الى الإقليم بعد أيام من نجاح الحركة في تحرير بين 900 و1100 من رفاقهم الذين احتجزوا في سجن ساربوزا في قندهار. وقال محللون إن"الغارة على السجن والتسلل الى إقليم أرغنداب تظهر ثقة طالبان بنفسها"، في وقت طرحت الحصيلة المرتفعة للقتلى والجرحى في صفوف القوات الأجنبية مزيداً من التساؤلات في بلادهم عن طبيعة مهمتهم في أفغانستان وفاعليتها. ورأى قائد قوات"الأطلسي"في جنوبأفغانستان العقيد مارك ليسارد أن تسلل"طالبان"الى ارغنداب يعد"نكسة"لعمليات الحلف، متوقعاً حصول انتكاسات أخرى في المستقبل. وأضاف:"الأكيد أنها طالبان حققت نوعاً من النجاح التكتيكي"، علماً أنها هزمت في كل مرة حاولت فيها السيطرة على مواقع أو الدفاع عنها في مواجهة القوات الأجنبية، قبل ان يكثف مقاتلو الحركة نصب المكامن وشن الهجمات الانتحارية. وخلال زيارة لواشنطن، أعلن السفير الأميركي في كابول ويليام وود ان"طالبان"تستطيع ان تتسبب في مشاكل كثيرة في أفغانستان،"لكن إقليم ارغنداب الاستراتيجي لن يقع في أيديها". وأضاف:"لا تستطيع طالبان البقاء في المنطقة، لأنها تفتقد التأييد الشعبي. وهي خسرت قادة ومقاتلين والسيطرة الميدانية، وأهمها في إقليمي سايغان وقلعة موسى العام الماضي". وتحدث السفير الأميركي عن معلومات"موثوقة"تفيد بحصول"انقسامات"في الحركة واستياء المقاتلين من تركيزهم على ترهيب المدنيين الأبرياء.