سارعت كريستينا غالاش الناطقة باسم الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا الى نفي ما أعلنه مستشار البيت الأبيض للأمن القومي ستيفن هادلي، حول استعداد وزراء خارجية دول الاتحاد لإعلان فرض عقوبات جديدة على إيران. وبنى البيت الأبيض إعلانه على اعتبار أن الرئيس الأميركي جورج بوش"نجح"في جولته الأوروبية في إقناع حلفائه في القارة بهذه الخطوة. راجع ص 10 لكن الناطقة باسم سولانا قالت ل"الحياة"على هامش محادثات وزراء الخارجية الأوروبيين في بروكسيل أمس:"لا شيء مطروحاً على الطاولة اليوم". وأضافت أن الاتحاد"ليس جاهزاً بعد لاتخاذ قرار فرض عقوبات جديدة، لأننا سولانا والوفد المرافق عدنا من طهران للتو، ولم نتسلم بعد الرد الإيراني على رزمة الحوافز"الغربية. وتساءلت غالاش:"كيف يمكن فرض عقوبات والرد لم يأت بعد"؟ وأوضحت ان"ما جرى في الأسابيع الأخيرة هو أن لائحة العقوبات الإضافية أعدت وفق توصيات قرار مجلس الأمن الرقم 1803، وتقتضي القوانين الأوروبية بدرس انسجام هذا القرار الدولي مع الإجراءات القانونية للاتحاد". وأعلنت دول الاتحاد أواخر أيار مايو الماضي، أنها مستعدة للموافقة على عقوبات، خصوصا على المصرف التجاري الإيراني الكبير"بنك ملي". وأكدت ناطقة باسم الرئاسة السلوفينية للاتحاد، أنها لا تعلم شيئاً عن أي اتفاق كان مقرراً أمس في شأن العقوبات. وكان رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون اعلن خلال مؤتمر صحافي مع بوش في لندن، ان الاتحاد الأوروبي سيتوافق على عقوبات جديدة ضد إيران، خصوصاً تجميد أرصدة"بنك ملي". وقال:"ستتجاوب أوروبا مع دعوة بريطانيا الى فرض عقوبات جديدة على إيران. سنتحرك اليوم أمس في شكل يؤدي الى تجميد أموال اكبر مصارف إيران في الخارج". وحذر بوش الإيرانيين مجدداً، قائلاً:"عليهم ان يفهموا ان كل الخيارات مطروحة"، مكرراً في الوقت ذاته ان"خياره الأول"هو"تسوية المشكلة ديبلوماسياً". في المقابل، نقلت صحيفة"شاهرواند ايمروز"عن نائب وزير الخارجية الإيراني المسؤول عن الشؤون الاقتصادية محسن طلائع، قوله:"حُوِّل جزء من أرصدة إيران في مصارف أوروبية الى ذهب وأسهم، كما حوِّل جزء آخر الى مصارف آسيوية". وتحدثت الصحيفة عن"تحويل نحو 75 بليون دولار من أرصدة إيران في الخارج والتي كانت مهددة بالتجميد، وذلك بناء على أوامر الرئيس محمود أحمدي نجاد". الى ذلك، شكلت محطة بوش في لندن مناسبة لإبراز جبهة مشتركة مع رئيس الوزراء البريطاني في شأن أفغانستانوالعراق، بعد مقالات صحافية أشارت الى خلاف حول انسحاب القوات البريطانية من العراق. وأكد بوش ان"لا مشكلة"لديه مع موقف براون، علماً أن حوالى أربعة آلاف جندي بريطاني ما زالوا منتشرين في العراق. وأعلن براون ان بريطانيا سترسل تعزيزات لتنضم الى 7800 عسكري بريطاني منتشرين في أفغانستان، ليرتفع بذلك عددهم الى"مستوى قياسي". ورحب الرئيس الأميركي بهذا الإعلان معبراً عن امتنانه لبراون وموقفه"الحازم في مواجهة الإرهاب". ودعا أفغانستان وباكستان الى تعزيز الحوار حول محاربة مقاتلي"طالبان"الذين ينشطون على الحدود بين البلدين. وقال:"يجب حصول تعاون افضل وحوار أوسع بين الحكومتين الباكستانية والأفغانية".