طهران، باريس، نوفو اوغاريفو (روسيا) - أ ب، رويترز، أ ف ب - دعت الدول الست الكبرى طهران إلى اجتماع قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك والتي تبدأ في 23 الشهر الجاري، على رغم امتعاض غربي من رزمة الاقتراحات التي سلمتها إيران الى ممثلي هذه الدول الأربعاء الماضي، وتمحورت حول سبل تسوية المشاكل الدولية من دون التطرق إلى تسوية للملف «النووي». في الوقت ذاته، حذر رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين من عواقب مهاجمة إيران أو فرض عقوبات جديدة عليها، فيما اعتبر مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي ان التراجع عن «الحقوق» النووية لبلده يعني «انهيار» النظام. وخلال خطبة صلاة الجمعة التي ألقاها في جامعة طهران، توعد خامنئي المعارضة بأن النظام سيتعامل ب «قسوة» معها. وأكد المنسق الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا تمسك الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) بإجراء «مفاوضات ذات مغزى مع ايران، لمعالجة مصادر قلق المجموعة الدولية من البرنامج النووي». وقال بعد مشاورات أجراها ممثلو الدول الست عبر دائرة مغلقة أمس، أنها تدعو إلى التفاوض مع إيران «في نطاق الجهود الكبيرة التي بذلتها» هذه الدول «منذ مدة طويلة وفق سياسة المسارين» التي تشمل تأييد قرارات مجلس الأمن الخاصة بإيران والالتزام بمفاوضات معها. وأشار سولانا الى اتصالات تجرى مع مكتب كبير المفاوضين النوويين في ايران سعيد جليلي، لترتيب اجتماع في أقرب وقت ممكن. وأعلنت كريستينا غالاش الناطقة باسم سولانا ان الدول الست اتفقت، على «ان تطلب من الإيرانيين عقد اجتماع في أسرع وقت»، مضيفة ان هذه الدول «تواصل درس» الاقتراحات التي سلمتها طهران ولا يزال هدفها التوصل الى «مفاوضات جوهرية» معها. ولفتت الى ان الاقتراحات «لم تشكل رداً على الأسئلة المتعلقة بالملف النووي»، مشيرة الى ان الرزمة تناولت قضايا شاملة ولم تتضمن الأجوبة المطلوبة حول مصادر قلق المجموعة الدولية، بل تناولت المشكلة النووية في شكل عابر». وأوضحت غالاش أن إيران أبدت في رزمة الاقتراحات استعدادها «للتعاون مع المجموعة الدولية في ما يتعلق بمواجهة تحديات الإرهاب والوضع في أفغانستان والأمن الإقليمي، لكنها لا تجيب عن طلب المجموعة الدولية» وقف تخصيب اليورانيوم. ويبحث وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في بروكسيل الاثنين المقبل، في الملف النووي لإيران والوضع الداخلي فيها وانتهاكات حقوق الإنسان. وقال مصدر في الرئاسة السويدية للاتحاد أن الدول الأعضاء «ستبحث في إمكان تقريب مواقفها من المشكلة النووية والوضع في ايران». في باريس، قالت الناطقة باسم الخارجية كريستين فاج: «بحثنا مع شركائنا في تفاصيل الوثيقة الإيرانية» التي «لا تستجيب مطالب التعهد بالتفاوض على البرنامج النووي الإيراني». وتابعت: «هذا الموضوع الذي يثير قلقاً كبيراً لدى المجتمع الدولي، هو ما نريد مناقشته مع الإيرانيين». ونقلت وكالة «فرانس برس» عن ديبلوماسي من الدول الست في بروكسيل قوله: «يجب ان نرى هل لا نزال نحاول الحوار، أو نعتبره لاغياً». وأضاف ان «هناك مزيداً من الإدراك (بين دول الاتحاد الأوروبي) لماهية البرنامج النووي الإيراني فعلياً. ونحن في مرحلة شديدة الخطورة الآن». ترى الدول الأوروبية ان الوقت مهم جداً الآن، وينبغي ألا نمضي سنتين أخريين في التفاوض». وفي مقابل التشدد الأوروبي، قال رئيس الوزراء الروسي ان موسكو «لا تملك أساساً للشك» في ادعاء إيران أن برنامجها النووي للأهداف السلمية. ونبه الى ان مهاجمة إيران «ستكون في غاية الخطورة وغير مقبولة، ومن شأنها ان تقود الى موجة من الإرهاب وتقوي شوكة المتطرفين، وأشك كثيراً في قدرة الضربات على تحقيق هدفها المعلن». لكنه دعا الإيرانيين الى «التروّي في برنامجهم النووي». ونقل ديمتري بيسكوف الناطق باسم بوتين عنه قوله خلال لقائه خبراء أجانب في الشؤون الروسية في مقر إقامته، ان مهاجمة إيران «لن تسوي المشكلة، بل ستؤذي المنطقة بأسرها. أما العقوبات فلن تحدث التأثير المطلوب».