سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الوزيرة الأميركية فجأة في بيروت والتقت الرؤساء الثلاثة وقوى 14 آذار ... وعون يأمل بعد لقاء سليمان ب"شيء ايجابي سريعاً" رايس تؤكد التزام حل مزارع شبعا عبر ال1701 وتتوقع مفاوضات مباشرة سورية - إسرائيلية قريباً
أكدت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس لرؤساء الجمهورية والمجلس النيابي والحكومة في لبنان وقادة قوى 14 آذار ان الرئيس جورج بوش يولي مسألة مزارع شبعا التي تحتلها إسرائيل أهمية خاصة وانه عازم على إيجاد حل لها بإعادتها تدريجاً الى السيادة اللبنانية من خلال الإسراع في استكمال تطبيق القرار الدولي الرقم 1701، بصرف النظر عن ما ستؤول اليه المفاوضات غير المباشرة الجارية حالياً بين سورية وإسرائيل من نتائج، متوقعة ان تتحول الى مفاوضات مباشرة في القريب العاجل. راجع ص 7 و8 كما تمنت رايس، باسم بوش للرئيس اللبناني ميشال سليمان"ان يحقق ما يتطلع اليه من آمال عكسها في خطاب القسم الذي كان له وقع جيد لدى دول العالم أجمع"، موجهة اليه دعوة لزيارة الولاياتالمتحدة. كما هنأته بانتخابه وهنأت اللبنانيين باتفاق الدوحة مؤكدة ان بلادها تدعم"جهود إسرائيل لإرساء سلام مع سورية"، مشددة على ضرورة أن يكون هناك سلام شامل إذ لا يمكن معالجة كل مسار على حدة. وكانت زيارة رايس المفاجئة لبيروت طغت أمس على الانشغال السياسي اللبناني بإزالة العقبات التي ما زالت تؤخر تشكيل حكومة الوحدة الوطنية. وسجلت أمس خطوة لافتة على طريق حل الأزمة الحكومية بعد مضي أكثر من أسبوعين على تكليف الرئيس فؤاد السنيورة تأليفها، تمثلت بلقاء عقد في القصر الجمهوري في بعبدا بين الرئيس سليمان ورئيس تكتل"التغيير والإصلاح"ميشال عون الذي أمل بعد الاجتماع بالوصول الى"شيء إيجابي بسرعة"، نافياً أن يكون لديه اعتراض على توزير الياس المر، مؤكداً أن المشكلة في التوزيع وليست في الأسماء. وانشغل الوسط السياسي في لبنان بمواكبة زيارة رايس التي استمرت خمس ساعات التقت خلالها الرؤساء سليمان ونبيه بري والسنيورة، وكذلك قادة 14 آذار رئيس كتلة"المستقبل"النيابية سعد الحريري والرئيس أمين الجميل ورئيس"اللقاء النيابي الديموقراطي"وليد جنبلاط الذي عاد أمس من السعودية ورئيس حزب"القوات اللبنانية"سمير جعجع في اجتماع عقد في دارة الرئيس رفيق الحريري في قريطم. وعلمت"الحياة"ان زيارة رايس أحيطت بسرية تامة وتقررت ليل أول من أمس عندما أبلغت القائمة بالأعمال الأميركية في بيروت ميشيل سيسون قيادات التقتها ان شخصية أميركية مهمة ستزور لبنان بعدما كانت أبلغتهم قبل أيام ان مساعد رايس لشؤون الشرق الأوسط ديفيد ولش سيصل الى بيروت في الوقت الذي وصلت فيه رايس. ومع ان سيسون لم تبلغ أحداً ان الزائر هو رايس، فإن معظم القيادات الرسمية كانت تتوقع وصولها باعتبار ان واشنطن لم توفد حتى الآن أي مسؤول رفيع المستوى لتهنئة الرئيس سليمان بانتخابه خلافاً لما فعله عدد كبير من الدول الأوروبية وأركان اللجنة الوزارية العربية التي رعت الحوار بين الأطراف اللبنانيين في الدوحة الذي أنتج الاتفاق الذي مهد لانتخاب الرئيس وفتح الباب أمام البحث في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية. وكشفت المصادر المواكبة لمحادثات رايس في بيروت ان زيارتها كانت مهمة وجاءت في محلها، ليس لتأكيد انضمامها الى الحاضنة الأوروبية والعربية والدولية الداعمة لاتفاق الدوحة فحسب، وإنما لتمرير رسالة واضحة للبنانيين مفادها ان واشنطن تدعم الاتفاق من دون شروط ومن دون أي تردد، نافية ما يشيعه بعض الأطراف من أنها لا تؤيده وتتحفظ عنه، والدليل على ذلك التأخر في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية. واعتبرت المصادر زيارة رايس تعبيرا عن الحضور المعنوي والسياسي للولايات المتحدة في لبنان خصوصاً انه يستعد للدخول في مرحلة جديدة بموازاة المفاوضات غير المباشرة المتقدمة بين سورية وإسرائيل، مشيرة الى انها جددت القول ان بلادها معنية بتوفير كل أشكال الدعم للبنان ليستعيد سيادته واستقراره. ولفتت المصادر الى أن رايس ركزت في محادثاتها الخاطفة على الموقف الأميركي المستجد من ضرورة تحرير مزارع شبعا، وقالت ان الرئيس بوش كان أول من بادر الى فتح هذا الموضوع عندما استقبل منذ أسبوعين السفير اللبناني انطوان جديد في البيت الأبيض لمناسبة تسلمه أوراق اعتماده سفيراً لدى الولاياتالمتحدة. ونقلت المصادر عن رايس قولها ان بوش أخذ على عاتقه الشخصي توفير الحل لمسألة المزارع انطلاقاً من البند المتعلق بها في القرار 1701 وانه تعهد الضغط على إسرائيل لإقناعها بالانسحاب منها وتسليمها الى الأممالمتحدة من خلال القوات الدولية المنتشرة في جنوبلبنان على أن تعيدها الأخيرة الى سيادة السلطة اللبنانية. وفي هذا السياق أكدت رايس ان بوش تحدث شخصياً مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن ضرورة الإسراع في إنجاز المسح الذي تقوم به الفرق التابعة للأمم المتحدة في منطقة المزارع. واعتبرت رايس، كما نقل عنها ان الانتهاء من المسح الجغرافي لمنطقة المزارع، سيتيح لبان إدراجه في تقريره الى مجلس الأمن في شأن تطبيق القرار 1701. وإذ أكدت رايس ان الحل المقترح للمزارع لن يكون مرتبطاً بمصير المفاوضات الجارية بين سورية وإسرائيل، قالت إن التقرير الذي سيعده بان سيكون بمثابة عامل ضغط على إسرائيل للطلب منها الانسحاب من المزارع لمصلحة انتشار القوات الدولية فيها. وأبلغت رايس عدداً من القيادات اللبنانية ان واشنطن تدعم المفاوضات السورية ? الإسرائيلية التي تجرى حالياً بصورة غير مباشرة وبرعاية تركية، وقالت إنها تتوقع ان تتحول"الآن وفي وقت قريب"الى مفاوضات مباشرة بين الطرفين. كما أكدت استمرار المساعي الأميركية لإعادة المزارع الى السيادة اللبنانية وقالت:"ان مساعينا مستمرة وستتصاعد في الأسابيع المقبلة". وأشارت رايس في محادثاتها مع القيادات اللبنانية الى أن موضوع الاتصالات السورية ? الفرنسية كان نوقش أخيراً في القمة الفرنسية ? الأميركية في باريس بين الرئيسين جورج بوش ونيكولا ساركوزي. وإذ أشارت رايس الى دعوة فرنسا سورية الى حضور القمة الأورو-متوسطية في 13 تموز يوليو المقبل، قالت ان لدى واشنطن ثقة بأن فرنسا ستوجه الى القيادة السورية الرسائل اللازمة الداعمة للبنان ولسيادته واستقراره ولإقامة علاقات ديبلوماسية بين البلدين، ما يناقض اعتقاد كثيرين بأن تطبيع العلاقات الفرنسية ? السورية سيكون على حساب لبنان ومصالحه الحيوية. وأوضحت رايس ان ساركوزي كان صريحاً مع بوش في هذا المجال، وقالت إن فرنسا ملتزمة كل تعهداتها حيال لبنان وخصوصاً لجهة المحكمة الدولية لمحاكمة المتهمين في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري. وبالنسبة الى لقاء سليمان وعون، قالت مصادر مواكبة للمشاورات في شأن تشكيل الحكومة ان مجرد الاجتماع يعني أن البحث بدأ يأخذ منحى جديداً يمهد لتكثيف التواصل للإسراع في تأليف الحكومة. وفيما تابع السنيورة اتصالاته بعدد من الأطراف المعنيين، تترقب قيادات 14 آذار نتائج لقاء بعبدا معتبرة، بحسب مصادرها، انها ستظهر تباعاً من خلال المواقف التي ستصدر عن عون. وكان الحريري تابع جهوده أمس ونجح في إنهاء الإشكال الطارئ بين النائبين في"التكتل الطرابلسي المستقل"الوزير محمد الصفدي ومحمد كباره، والتقى أمس لهذه الغاية الأخير بعدما كان اجتمع أول من أمس مع الصفدي. وينتظر ان يعقد اجتماع آخر في الساعات المقبلة بين النائب الحريري والنائبين الصفدي وكباره تتويجاً لعودة العلاقة بينهما الى مجراها الطبيعي. الى ذلك نقل سفير المملكة العربية السعودية في لبنان عبدالعزيز خوجة عن بري تفاؤله بأن تتم الأمور بسرعة. وأكد رداً على سؤال حول الاتصالات السعودية ? الإيرانية انه"إذا كان هناك شيء يدعو الى الوفاق من أجل استقرار لبنان وتوحيد كلمته، فنحن مستعدون للتشاور والتعاون مع أي كان. أما العلاقات السعودية ? الإيرانية فهي خاصة ويجب أن تبقى قوية".