سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رايس تشدد على التزام القرارات الدولية ... وقوى الأمن توزع صوراً عن تدريبات عسكرية لأنصار عون . بوش بعد لقائه الحريري يستعجل المحكمة : سورية تلقت رسالة بوقف التدخل في الإنتخابات
وجّهت واشنطن رسالة دعم قوية الى لبنان وحكومته، عبّر عنها الرئيس جورج بوش باستقباله أمس زعيم الأكثرية في البرلمان اللبناني النائب سعد الحريري في البيت الأبيض، وتأكيده"أن الرسالة تم ايصالها الى سورية بعدم التدخل في الانتخابات الرئاسية"، ودعوته المجتمع الدولي الى"الاسراع في تشكيل المحكمة الدولية"الخاصة بمحاكمة المتهمين باغتيال الرئيس رفيق الحريري. وأكدت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس أن"واشنطن والمجتمع الدولي لن يقفا متفرجين ومكتوفي الأيدي أمام المحاولات الكثيرة لترهيب لبنان". وقالت رداً على سؤال ل"الحياة"أن"الالتزام"بقراري مجلس الأمن 1559 و1701 أمر"متوقع"من الرئيس اللبناني المقبل. وفي بيروت كشفت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي صوراً لتدريبات عسكرية، أكدت ان ناشطين من"التيار الوطني الحر"يقومون بها في منطقة جبيل، بعدما أوقفت اثنين من هؤلاء ولاحقت من زودهم بالأسلحة. ووزعت قوى الأمن على الصحف 13 صورة التقطت أثناء التدريبات لعناصر ظهرت بينهم فتيات بلباس الميدان. وذلك رداً على بيان لنواب جبيل في تكتل عون النيابي، اتهم فرع المعلومات في قوى الأمن بارتكاب تجاوزات عبر توقيف اثنين من عناصر التيار. وشدد بيان لقوى الأمن أمس على استكمال التحقيقات حتى النهاية و"عدم السماح بالعبث بمصير الوطن". وكانت الاجهزة الامنية أبلغت مجلس الوزراء في 24 أيلول سبتمبر الماضي في تقارير عن عمليات تدريب وتسلح لبعض قوى المعارضة، وعن تدريبات يقوم بها بعض فرقاء الاكثرية من دون سلاح. راجع ص6 و7 وكان الحريري توّج زيارته العاصمة الأميركية أمس بلقاء مع الرئيس بوش في القاعة البيضاوية في البيت الأبيض، دام زهاء 50 دقيقة، وسبقه لقاء مطول مع رايس ومساعدها ديفيد ولش في مقر الخارجية، واجتماعات متتالية بعد ذلك مع نائب الرئيس ديك تشيني ومستشار مجلس الأمن القومي ستيفن هادلي. وشدّد بوش بعد لقائه الحريري على دعم الولاياتالمتحدة"القوي لإنجاح العملية الديموقراطية في لبنان"، مبدياً قلقه من"التدخّل الخارجي في الانتخابات"الرئاسية ومشيراً الى"أن الرسالة تم ايصالها الى دول مثل سورية لوقف التدخل في الانتخابات الرئاسية". وأكد الرئيس الأميركي أن"المجتمع الدولي قال كلمته بهذا الخصوص ونتوقّع من سورية أن تحترم هذا المطلب". كما أثنى بوش على"شجاعة الحريري"قائلاً انه معجب بتلك الشجاعة ووصفه بأنه قائد عظيم، وتحدّث عن"مأساة قتل والده"الرئيس رفيق الحريري،"الجريمة التي ارتكبت بدم بارد". وانتقد البطء في عملية تشكيل المحكمة لمحاسبة الفاعلين، داعياً المجتمع الدولي الى"التحرّك بسرعة أكبر لمحاسبة"منفذي جريمة اغتيال الرئيس الحريري"وباقي الجرائم التي شهدتها شوارع بيروت". وعبّر بوش الذي يستقبل الحريري للمرة الثانية منذ الانسحاب السوري من لبنان في نيسان أبريل 2005، عن"إعجابه"بطريقة تعامل الحكومة اللبنانية ورئيسها فؤاد السنيورة مع أحداث نهر البارد وجدد نيته تقديم الدعم العسكري والأمني المطلوب للجيش اللبناني وقوى الأمن لمحاربة"العناصر المتطرفة والتي تلجأ الى العنف والإرهاب لتحقيق مبتغاها". وهو ما شدّد عليه الحريري في تصريحاته بعد اللقاء، مشيراً الى أن"الإرهابيين يحاولون إحباط الديموقراطية في لبنان". ولفت الى"إصرار اللبنانيين وثباتهم لحماية الديموقراطية ومنع هؤلاء من النجاح"، وزاد:"دفعنا من دمنا ثمناً للحفاظ على ديموقراطيتنا وسنستمر في الحفاظ عليها". وقبل لقائه بوش، عقد الحريري اجتماعاً مطولاً في مقر وزارة الخارجية مع رايس، شددت خلاله الوزيرة على أن"واشنطن والمجتمع الدولي لن يقفا متفرجين ومكتوفي الأيدي أمام المحاولات الكثيرة لترهيب لبنان"، ملمحة الى تسريع اجراءات تشكيل المحكمة الدولية. وكان الموضوع الانتخابي حاضراً على طاولة اجتماعات الحريري، وأكدت رايس رداً على سؤال ل"الحياة"عما اذا كانت واشنطن تتوقع من الرئيس اللبناني المقبل أن يلتزم القرارين الدوليين 1559 و1701، ان"لبنان دولة تحترم القوانين، ونتوقع من أي حكومة لبنانية أن تلتزم قرارات مجلس الأمن والتي هي ملزمة لأي عضو في الأممالمتحدة، وباعتبار لبنان عضواً في المنظمة". وأشار الحريري الى أنه طلب من رايس"الضغط على سورية لوقف اغتيال النواب اللبنانيين، وفي أسرع وقت ممكن"ول"منع وقف الانتخابات الرئاسية". والتقى الحريري كلاً من تشيني وهادلي ومدير البنك الدولي روبرت زوليك أمس، وسيعقد اليوم اجتماعات مع نائب وزير الدفاع ، نظراً الى وجود الوزير روبرت غيتس في أميركا اللاتينية، كما سيلتقي مسؤولين سابقين معنيين بعملية السلام والتحضيرات لمؤتمر الخريف. وبموازاة زيارة الحريري لواشنطن التي ينتقل منها الى نيويورك، غادر بيروت الى جنيف أمس لحضور مؤتمر برلماني رئيس المجلس النيابي نبيه بري، فيما اجتمع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الى أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني مساء أمس. وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة"ان المحادثات تناولت دعم قطر الجهود الهادفة الى تعزيز الأمن والاستقرار في لبنان وتأكيد قطر أهمية الوفاق بين اللبنانيين. وعلم ان السنيورة أطلع المسؤولين القطريين على تطورات ملف الاستحقاق الرئاسي وجهود إعادة إعمار مخيم نهر البارد. وشارك في المحادثات نائب رئيس الوزراء القطري وزير الطاقة والصناعة عبدالله العطية الذي استقبل السنيورة ورئيس الديوان الأميري الشيخ عبدالرحمن بن سعود آل ثاني ووزير المهجرين اللبناني نعمة طعمة ومستشارو السنيورة. وفي الشمال اللبناني، دفنت السلطات اللبنانية جثث 98 مسلحاً من عناصر"فتح الاسلام"قتلوا في المعارك التي شهدها مخيم نهر البارد بين التنظيم والجيش اللبناني على مدى نيف و3 أشهر، ولم يتقدم ذووهم لاستلام جثثهم. وهم مجهولو الهوية ومن غير اللبنانيين، وعرف ان بعضهم فلسطينيون.