فاجأ الرئيس اللبناني ميشال سليمان، بعد 21 يوماً من انتخابه رئيسا للجمهورية، بلدته عمشيت بوصوله صباحاً إلى مدفن العائلة في كنيسة سيدة نايا الأثرية، حيث وضع باقة من الزهر على ضريح والده نهاد غطاس سليمان، ثم انتقل إلى داخل الكنيسة وأدى الصلاة لراحة نفسه. بعد ذلك توجه سليمان إلى دارته في عمشيت حيث كانت تنتظره والدته السيدة جوزفين الكلاب واللبنانية الأولى السيدة وفاء وشقيقاه غطاس ومحافظ البقاع وجبل لبنان انطوان، والسفير بهجت لحود، مختار عمشيت ورئيس رابطة مخاتير بلاد جبيل، إضافة إلى افراد العائلة وبينهم عمته السيدة شهيدة البالغة من العمر مئة عام. ولم تمض لحظات على وصوله حتى انتشر الخبر، فاحتشد أبناء البلدة وكثر من بلدات قضاء جبيل، للترحيب به وتهنئته بما"حقق بنزاهته وحكمته للبنان، إذ كان محط توافق القيادات السياسية اللبنانية وثقة المراجع العربية والدولية فقطع الفراغ المخيف الذي استبد ردهاً من الزمن"، بحسب الوكالة الوطنية. ومن أبرز الحاضرين عضو تكتل"التغيير والإصلاح"النائب وليد الخوري والمستشار السياسي للرئيس النائب السابق ناظم الخوري وراعي أبرشية جبيل المارونية المطران بشارة الراعي ورئيس المحكمة المارونية الموحدة المونسينيور فيليب غوش ورئيس بلدية عمشيت انطوان عيسى وأعضاء المجلس البلدي ومخاتير عمشيت وفاعلياتها. وقال عيسى:"إن الرئيس فاجأنا بحضوره ولم يفاجئنا طبعاً بتواضعه وعاطفته نحو أبناء بلدته، لأنه لم يفسح المجال لأي تحضير مسبق فأتت زيارته عفوية وتصرف كما عرفناه مواطناً بين أهله". وتحدث المستشار الخوري عن مزايا سليمان وزيارته العائلية. وقال رداً على سؤال عن مضمون الاتصال الذي جرى بين الرئيس سليمان ورئيس تكتل"التغيير والاصلاح"النائب ميشال عون:"إن الإتصالات جارية والرئيس منفتح على كل القيادات السياسية وهو راعي المصالحة والحوار ويتصرف دائماً ضمن هذا الإطار وهذه المبادئ". وتجنب الإجابة على سؤال عن إصرار سليمان على تشكيل الحكومة قبل الأحد المقبل، وقال:"الرئيس مصر على التفاهم وعلى الوفاء بين الأطراف السياسيين الأساسيين لتشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن"، مشيراً إلى أن"هناك عقبات، ولكن أكثرها ذلل". وأضاف:"اتفاق الدوحة كان واضحاً، والرئيس ينتظر الفرقاء ليتفاهم كل فريق على توزيع الحقائب العائدة له، وهو الآن في هذا الاتجاه، وهو يضغط للتسريع. أما زيارتي للرئيس نبيه بري فكانت أكثر لموضوع القمة الروحية التي سيدعو إليها الرئيس في قصر بعبدا". "وهل هناك عقدة في موضوع تولي الياس المر حقيبة وزارة الدفاع؟"أجاب:"ضمن التشكيلة الحكومية الكل موجود". وتجنب الإجابة عن سؤال يتعلق بما إذا كان الرئيس ما زال متمسكاً بالمر، قائلاً:"الموضوع ليس تمسكاً أو عدم تمسك، الرئيس لم يقل كلمته بعد، وهو ليس فريقاً سياسياً ليكون عنده تمسك أو عدم تمسك، الرئيس يقول كلمته عندما يحصل الاتفاق". وسئل خوري:"متى تتوقع تشكيل الحكومة؟"فأجاب:"ليس هناك توقعات أو نبوءة، العقبات معروفة ولكن الإيجابيات أكثر من السلبيات". قيل له: العماد عون دعا الرئيس الى اختيار حقيبة سيادية واحدة، فهل يتخلى الرئيس عن إحدى الحقائب السيادية؟"أجاب:"هناك اتصال بين الرئيس والعماد عون مفتوح كما مع جميع الفرقاء السياسيين، فهو يحرك الوضع لتسريع تشكيل الحكومة"." وقال النائب الخوري:"هناك اتصالات دائمة للمساعدة في الحل وليس لتذليل العقبات وحسب، حتى تكون هناك حكومة يوافق عليها الجميع". ونفى أن يكون التكتل وضع شروطاً. وقال:"حتى الآن، لم تعالج المواضيع كما يجب، وإن شاء الله يكون هناك تضافر لجهود كل الفرقاء فتشكل هذا الأسبوع. وفي ما خص التكتل هناك مبادرات كل ساعة لقيام حكومة وطنية ولا سيما لإعادة تموضع الشريحة التي نمثلها في الحكم لأنها ما زالت مهمشة منذ عام 2005". وكشف الخوري أن"العماد عون كلفني قبل انتهاء ولاية الرئيس إميل لحود، بحكم قربي من العماد سليمان أن أبحث مع النواب الذين كانوا في فينيسيا بإمكانية طرح العماد سليمان كمرشح توافقي وتزكيته لتولي رئاسة الجمهورية، وهم كانوا في ذلك الوقت لا يريدون عسكرياً للرئاسة ولا تعديلاً للدستور والنائب ميشال المر على علم بذلك، ويستطيع أن يؤكد ذلك".