تابع امس، ولليوم الثاني على التوالي، مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط ديفيد ولش ونائب مستشار الامن القومي في البيت الابيض أليوت أبرامز لقاءاتهما مع القيادات اللبنانية بحثاً عن مخارج لازمة الاستحقاق الرئاسي، واستثنيا من اجندة اجتماعاتهما رئيس تكتل"التغيير والاصلاح"النيابي ميشال عون. والتقى ولش قبل الظهر قائد الجيش العماد ميشال سليمان ووزير المهجرين نعمة طعمة ومطران ابرشية جبيل للطائفة المارونية بشارة الراعي، وظهراً التقى رئيس المجلس النيابي نبيه بري في عين التينة، واستمر الاجتماع نحو الساعة و35 دقيقة لم يدل بعدها ولش بأي تصريح. وانتقل ولش وابرامز الى منزل الرئيس أمين الجميل في منطقة سن الفيل يرافقهما القائم بالأعمال الأميركي بيل غرانت وعقدوا خلوة على مدى نصف ساعة تم خلالها التباحث في آخر المستجدات على الساحة اللبنانية وتحديداً على صعيد الاستحقاق الرئاسي. وتحولت الخلوة الى إجتماع موسع مع مسيحيي قوى 14 آذار في دارة الجميل. وقال ولش بعد اللقاء:"نحن هنا لنقل رسالة واضحة الى اللبنانيين، آن الاوان لتحقيق ارادة الشعب اللبناني مرة اخرى في انتخابات حرة وديموقراطية لرئيس جديد، تقليدياً الرئاسة هي للمسيحيين وهي أعلى مركز لهم، ان لبنان موئل الديموقراطية والحرية في المنطقة وآمل من مختلف الفئات بأن تجتمع معاً لدعم هذا الاستحقاق". واكد ان واشنطن تدعم تطلعات الشعب اللبناني والاكثرية النيابية المنتخبة"، مشدداً على اهمية ان"ينعم لبنان بالأمن والاستقرار والحرية بعيداً عن التدخلات الخارجية من أي جهة اتت". وأضاف:"للبنان اصدقاء كثر في المنطقة والعالم والولاياتالمتحدة فخورة ان تقف الى جانب الشعب اللبناني في تطلعه نحو مستقبل افضل وفي التعبير عما يريد"، ثم توجه الى الجميل قائلاً:"نقدر لك وللعائلة المواقف التي طبعت الحياة السياسية العامة والتضحيات الكبيرة التي قدمتها". وعن عدم زيارته عون اجاب:"التقينا بمختلف التيارات في لبنان قدر الامكان والتقينا سابقاً العماد عون وقد نلتقي مستقبلاً، لم يكن مقرراً ان التقيه في هذه المرحلة، اعرف انه يود ممارسة مسؤولياته السياسية، لديه ممثلون في البرلمان ونحترم، انما ما نطلب منه المساهمة في حل هذه المعضلة، وهذا يعني اتخاذ كل الخطوات الممكنة لتأمين الانتخابات وليس وضع شروط جديدة على الانتخاب". واشار الى ان وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس"لم يكن من المقرر ان تأتي في هذه المرحلة الى لبنان، اعتقد ان التكهنات بزيارتها اعلامية بسبب زيارتها السرية الى العراق التي تمت في اللحظات الاخيرة، كنت هنا منذ ايام وعدت الى لبنان بعد المشاورات في العاصمة الفرنسية وليس زيارتي برفقة نائب مستشار الامن القومي في البيت الابيض وليام ابرامز الا مؤشراً قوياً على اهتمام الرئيس بوش شخصياً بالوضع في لبنان وبمساعدة اللبنانيين على حل الأزمة". وحضر الاجتماع الى جانب الجميل، النواب: بطرس حرب، انطوان زهرا، سمير فرنجية، ورئيس حزب الوطنيين الأحرار دوري شمعون، وعميد الكتلة الوطنية كارلوس إده، رئيس"حركة التجدد الديموقراطي"نسيب لحود، النواب السابقون: غطاس خوري، فارس سعيد، ومنصور غانم البون، الى جانب ميشال الخوري، وميشال معوض وميشال مكتف وايلي خوري. وأعرب الجميل عن تخوفه"من المرحلة المقبلة على لبنان الذي يمر بأدق وقت من تاريخه، ولا نعرف لماذا وصلنا الى هنا ولماذا توضع كل هذه العراقيل امام انتخاب رئيس للجمهورية"، مشيراً الى ان"الاولوية في الوقت الراهن هي لانتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيساً ومن ثم التفاوض في التشكيلة الحكومية". وأشار الى ان الاكثرية التقت مع المعارضة على ترشيح العماد سليمان ونظراً للوضع الدقيق في البلد تجاوبنا بسرعة مع هذا التوجه ولا نعرف حتى الآن لم لا تسهل المعارضة هذا الانتخاب وتضع شروطاً تعجيزية". ورأى ان"هذه الشروط تستلزم مناقشة وحواراً فهل نبقي الرئاسة معلقة لننتهي من الحوار؟ طالما قبلنا بالمرشح التوافقي لم لا تبقي المعارضة الأمور الأخرى الى العام 2009 موعد الانتخابات النيابية التي يمكن ان تفرز اكثرية جديدة وعندها يتسنى للمعارضة ان تحقق برنامجها، يربحوننا جميلة بالانتخابات الرئاسية وكأنها تخصنا وحدنا، لم هذه السلبية الا اذا كان الهدف الانقلاب على الدستور واتفاق الطائف وفرض مسار جديد ونظام جديد على لبنان يعرض مصالحه للخطر". وأشار الى ان زيارة ولش"هي للتشاور، تحاول الولاياتالمتحدة ان توفق بين كل الاطراف ونحن منفتحون على كل الوساطات انما هدفنا انتخاب الرئيس في اسرع وقت ممكن من دون شروط". وعاد ولش الى قريطم واجتمع للمرة الثانية أيضاً مع رئيس كتلة"المستقبل"النيابية سعد الحريري ورئيس"اللقاء الديموقراطي"النيابي وليد جنبلاط في حضور غطاس خوري ونادر الحريري، ومساء زار الوزيرة نايلة معوض.