اتخذ التوتر في العلاقات الباكستانية - الأفغانية منحى خطراً أمس، بعد تهديد الرئيس الأفغاني حميد كارزاي بملاحقة"إرهابيين"داخل الأراضي الباكستانية وتدمير مخابئهم هناك، فيما ردت الحكومة الباكستانية برفض التعدي على سيادتها وتأكيد عدم سماحها لأي كان بالتدخل في شؤونها الداخلية. في غضون ذلك، أعلنت قوات التحالف في أفغانستان نجاحها في استعادة 20 سجيناً خلال حملة مطاردة واسعة أطلقتها بعد فرار حوالي ألف معتقل من سجن قندهار جنوب اثر هجوم شنته عناصر من"طالبان". وقتل خلال المطاردة 15 مسلحاً من"طالبان". في كابول، أكد الرئيس الأفغاني ان بلاده"تملك حق القضاء على مخابئ الإرهابيين"في باكستان المجاورة، في إطار"الدفاع المشروع"عن النفس. وجاء ذلك رداً على إعلان زعيم"طالبان - باكستان"بيت الله محسود مسؤوليته عن تنفيذ عمليات ضد القوات الأجنبية في أفغانستان. وقال كارزاي في مؤتمر صحافي:"إذا كان مبرراً لبيت الله محسود أن يرسل مقاتليه إلى أراضي أفغانستان ويقتل مدنيينا والقوات الأجنبية في بلادنا، فإن من حقنا ملاحقته وقواته داخل الأراضي الباكستانية وتصفيته في عقر داره". ورأت مصادر باكستانية ان هذا التصريح، يعطي مبرراً لقوات التحالف التي يقودها الحلف الأطلسي بشن غارات ضد مواقع مشتبه بها داخل الأراضي الباكستانية. وكانت مثل هذه الغارات أثارت استياء شديداً في باكستان، خصوصاً أنها طاولت"خطأ"مدنيين وعسكريين باكستانيين، كما حصل في غارة أخيرة الأسبوع الماضي. وقال طيب صديقي مستشار لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الباكستاني ل"الحياة"إن"الأميركيين أنفسهم يعترفون بأن نفوذ كارزاي لا يتجاوز حدود العاصمة كابول، لذا فهو عاجز عن إرسال قوات أفغانية لملاحقة المقاتلين القبليين في باكستان". لكنه أضاف ان"تبني محسود وغيره من المقاتلين القبليين مسؤولية عمليات ضد القوات الأميركية في أفغانستان من شأنه إعطاء المبرر لملاحقتهم". وأشار صديقي إلى دراسة للأمم المتحدة عن أفغانستان تتحدث عن فساد مستشر هناك، وتحويل نحو 63 في المئة من المساعدات الأجنبية المخصصة لأفغانستان، إلى"مكافآت لخبراء أميركيين ورشاوى وعمولات"، ما يزيد الوضع الأفغاني تأزماً. ورد رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني على تصريح كارزاي، مؤكداً ان باكستان لن تسمح لأحد بالتدخل في شؤونها الداخلية. وقال في تصريح تلفزيوني:"لن نتدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد ولا نسمح لأحد بالتدخل في شؤوننا". ورأى جيلاني ان"تصريحات مماثلة لا تساهم في تحسين العلاقات بين البلدين وستضر بالناس على جانبي الحدود". ونفى الاتهامات لإسلام آباد بأنها لا تبذل ما يكفي من الجهود ضد عناصر"طالبان"المتحصنين على الحدود مع أفغانستان. وتابع:"لا نخوض هذه الحرب لمصلحة أميركا، إنها حربنا نحن ونريد القضاء على التطرف والإرهاب اللذين يتسببان بكل المعاناة".