قال المتمردون التشاديون الذين بدأوا هجوماً الأربعاء في شرق البلاد، أمس الجمعة إنهم توغلوا في شكل واسع و "يتقدمون" في اتجاه نجامينا. غير أن السلطات التشادية نفت ذلك، مشيرة إلى"حملة دعاية لا أساس لها". وقال مصدر رسمي تشادي رفيع المستوى:"هذه حملة دعاية من التمرد، وهذا التقدم لا أساس له من الصحة". كذلك قالت مصادر عسكرية إنها لم ترصد تحركات مهمة. وقال أحد المصادر في لهجة ساخرة لوكالة"فرانس برس":"المتمردون موجودون خصوصاً في وسائل الإعلام". وتنشر فرنسا 1200 جندي ومعدات جوية في إطار مهمة"ابيرفييه"، وهي توفر أيضاً معظم عديد القوة الأوروبية يوفور المنتشرة في شرق تشاد. غير أن علي غيدي الناطق باسم التحالف الوطني الذي يضم فصائل متمردة عدة قال في اتصال هاتفي معه من ليبرفيل:"نحن بصدد التقدم. واجتزنا غوز بيدا في شرق تشاد، على بعد 700 كلم من نجامينا". وأضاف:"لم تحدث اشتباكات وتراجع تحليق المروحيات التشادية بعدما أسقطنا مروحية. نحن نتقدم ببطء ولكن بثبات في اتجاه نجامينا وهدفنا هو نجامينا. وهذا ليس سراً". وكانت قوات هذا التحالف وصلت في بداية شباط فبراير الماضي إلى نجامينا وحاصرت قصر الرئيس إدريس ديبي قبل أن يتم صدها. ونقلت وكالة"رويترز"من غوز بيدا عن الجيش التشادي إقراره بأن طائرة هليكوبتر هبطت اضطرارياً بعد تعرضها لمشاكل فنية في اثناء"رحلة تدريبية". ونقلت أيضاً عن الحكومة قولها إن"مرتزقة مأجورين من السودان"، كما تصف تشاد المتمردين، عبروا الحدود يوم الأربعاء لكنها لم تشر إلى قتال. غير أن قوات ايرلندية متمركزة في شرق تشاد كجزء من قوة حماية تابعة للاتحاد الأوروبي لمخيمات اللاجئين التي تديرها الأممالمتحدة، قالت إنها تلقت تقارير عن وقوع قتال في مودينا قرب الحدود السودانية على بعد 70 كيلومتراً شمال شرقي القاعدة الايرلندية في غوز بيدا. وقال القائد ستيفن مورغان الناطق باسم كتيبة المشاة الايرلندية 97:"استطيع أن أؤكد ان طائرة هليكوبتر تشادية اسقطت خارج ابشي مباشرة قرب مهبط الطائرات في ما يبدو أنه هبوط اضطراري نتيجة اضرار اصيبت بها جراء نيران ارضية لمدافع عيار 23 ملليمتراً مضادة للطائرات". وقال:"هناك طائرتان أصيبتا بأضرار لكن الثانية استطاعت الهبوط". وقال إن الاشتباكات تدور على ما يبدو بين قوات برية للمتمردين وطائرات حكومية، لكن لم يكن لديه تفاصيل عن الضحايا. وقال عبدالرحمن كلام الله الناطق باسم التحالف الوطني لمتمردي تشاد ل"رويترز"إن أربعة طوابير من قوات المتمردين تحركت غرباً وتأمل إطاحة نظام الرئيس ديبي بعد فشل هجومها الأخير على نجامينا في شباط فبراير الماضي. وقال إن قوات المتمردين استخدمت مدافع مضادة للطائرات مثبتة على شاحنات في اطلاق النيران على طائرتي هليكوبتر حكوميتين هاجمتاها في منطقة دار سيلا وأسقطت احديهما. وقال كلام الله الذي تنتمي جماعته المسماة"الاتحاد الديموقراطي من أجل التغيير"الى تحالف المتمردين:"نحن نعتزم نقل الحرب الى داخل البلاد". وقال كلام الله إنه يتحدث هاتفياً من فرنسا لكنه على اتصال بالقيادة العسكرية للمتمردين في تشاد. وأوضح أن المتمردين مستعدون لوقف هجومهم إذا ارغمت فرنسا والاتحاد الاوروبي ديبي على الموافقة على الدخول في محادثات مائدة مستديرة في شأن الوضع السياسي في تشاد والمستقبل. وقال:"إذا اشتركت فرنسا والاتحاد الأوروبي في ضمان اتفاق فنحن مستعدون ألا نخوض حرباً". وقال كلام الله إن المتمردين يريدون من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي تعهد تقديم دعم قوي لديبي بعد هجوم المتمردين في شباط على العاصمة، أن يستضيف مؤتمر سلام. وكان من المتوقع على نطاق واسع حدوث هجوم جديد للمتمردين على ديبي منذ هاجم متمردو دارفور العاصمة السودانية الخرطوم في أيار مايو الماضي. وكلا البلدين يتهم الآخر بدعم الجماعات المتمردة المعادية لحكومته.