أعلن الجيش الأميركي أمس، نيته سحب 3500 جندي من العسكريين الذين استقدموا في اطار تعزيز القوات في العراق، في شباط فبراير عام 2007. وأوضح الجيش الأميركي في بيان أن"جنود فرقة المشاة الثالثة سيعودون الى قاعدتهم في جورجيا خلال الأسابيع المقبلة". وتأتي عودة الجنود في إطار خطة الولاياتالمتحدة لسحب 30 ألف عسكري أُرسلوا في اطار عملية تعزيز القوات منذ شباط 2007، للحد من أعمال العنف في العراق. وأشار البيان إلى أن استقدام جنود فرقة المشاة الثالثة أسهم في الحد من أعمال العنف في مناطق جنوببغداد. وقال جنرال دان الين إن"مواصلة سحب هذه القوات يؤكد استمرار التقدم في العراق"، وفقاً للبيان. وأضاف:"بعد تموز يوليو الماضي سيقيم القادة العسكريون أوضاع قواتنا لفترة 45 يوماً، ثم يتقرر بعدها حجم القوات المطلوبة مستقبلاً". وكانت واشنطن أعلنت أنها تسعى إلى استكمال انسحاب 30 ألف جندي من قواتها البالغة 150 ألف عسكرياً في العراق، في حلول تموز يوليو المقبل. ويقول مسؤولون أميركيون إن عدد الجنود الأميركيين المنتشرين في العراق حالياً يبلغ 156 ألفاً فيما يتواصل انتشار عشرة آلاف جندي آخرين من دول"التحالف"بقيادة الولاياتالمتحدة. ويشدد الين على أن الولاياتالمتحدة في العراق تواصل سياستها تدريب قوات الأمن العراقية التي أثمرت عن انخفاض في مستوى اعمال العنف في العراق. وقُتل ما لا يقل عن 166 جندياً أميركياً في العراق خلال الفترة الماضية من عام 2008، ما يرفع عدد الذين قُتلوا منذ بدء العمليات العسكرية في هذا البلد في آذار مارس عام 2003، الى 4071، بحسب حصيلة أعدتها وكالة"فرانس برس"، استناداً الى أرقام موقع مستقل على الانترنت. ويتزامن الاعلان مع جهود ديبلوماسية عراقية مع ايران المجاورة للحد من اعمال العنف ووقف الاشتباكات بين القوات الاميركية والعراقية من جهة وميليشيا جيش المهدي الشيعية، وسط اتهامات اميركية بدعم ايراني لهذه الميليشيا. ويتهم القادة العسكريون الأميركيون في العراق، الميليشيا الشيعية باستخدام صواريخ وقنابل من ايران. واعربت الولاياتالمتحدة الاثنين عن استعدادها الدائم للبحث في القضايا الامنية في العراق مع طهران لكنها اعتبرت ان الامر يصبح"بلا معنى"اذا اصرت الجمهورية الاسلامية على دعمها الميليشيات الشيعية. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية توم كايسي إن"بحث اي امر مع ايران سيكون بلا معنى ما دام الايرانيون لم يبدلوا موقفهم". وكان كايسي يعلق على اعلان طهران رفضها خوض جولة رابعة من المفاوضات مع الولاياتالمتحدة حول الوضع الامني في العراق، ما دامت واشنطن تهاجم الميليشيات الشيعية في بغداد. واضاف"بناء عليه، سنظل مستعدين وسنواصل اظهار النية الحسنة ... لاجراء مشاورات ثلاثية جديدة"مع حكومة بغداد. وتابع ان الايرانيين"لم يقوموا بأي خطوة لتسوية المشكلات الاساسية التي نواجهها ويواجهها العراقيون"،على رغم تأكيدهم انهم يدعمون الاستقرار في العراق. وكان الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية محمد علي حسيني قال إن"الموضوع الرئيسي لمباحثاتنا مع الولاياتالمتحدة هو امن العراق واستقراره لكننا نشهد حاليا عمليات القصف الاميركية والمجازر التي تحصل في حق العراقيين". واضاف"في ظل هذه الظروف لن تحقق المباحثات اي نتيجة ولن يكون لها اي معنى". لكن الحكومة العراقية تتحاشى توجيه اتهامات مباشرة لايران، وردا على سؤال عن اشارة القيادة الاميركية في العراق على الدوام الى مصادرة اسلحة ايرانية، قال علي الدباغ الناطق باسم الحكومة العراقية"ليس لدينا مثل هذه الادلة. ونحن نبحث عن ادلة ونريد تقديم وثائق في وقت لاحق". واضاف"اذا حصلنا على هذه الادلة فسندافع عن بلدنا". وقتل مئات وجرح اكثر من 2600 شخص خلال اشتباكات بين القوات الاميركية والعراقية من جهة، و"جيش المهدي"من جهة أخرى، في مدينة الصدر حيث يعيش نحو مليوني شخص شرق بغداد منذ نهاية.