اتهم أحد قادة الجيش الأميركي في العراقإيران بتدريب مقاتلين يطلقون الصواريخ وقذائف المورتر على "المنطقة الخضراء" المحصنة وسط العاصمة العراقية، ولهذا أصبحوا"أكثر دقة"خلال الأشهر الثلاثة الماضية. تزامن ذلك مع اتهام الصينالولاياتالمتحدة"بتضليل الرأي العام"عبر اعلانها وصول صواريخ صينية الى مسلحين مناوئين للقوات الأميركية، عبر إيران. وقال القائد الميداني للقوات الاميركية في العراق اللفتنانت - جنرال رايموند أوديرنو خلال مؤتمر صحافي:"خلال الأشهر الثلاثة الماضية، شهدنا تحسناً ملحوظاً في قدرات من يطلق قذائف مورتر وصواريخ، على التصويب بدقة أكبر على المنطقة الخضراء ومناطق أخرى". وأعرب أوديرنو عن اعتقاده بأن لهذا التطور"علاقة مباشرة بالتدريب الذي يجري داخل إيران". كما قال إن خسائر القوات الأميركية تقلصت خلال هذا الشهر بعدما ارتفعت في شكل ملحوظ، بالتزامن مع اطلاق عمليات واسعة ضد مناطق خاضعة الى سيطرة المسلحين. وأضاف أن انخفاض هذه الخسائر يتزامن مع فرض سيطرة القوات الأميركية على مناطق"حرروها"من المسلحين، إلا أن هذا الجنرال الأميركي أكد أن من المبكر بعد تأكيد ديمومة هذا التغيير في سير العمليات. وكان السفير الأميركي لدى العراق رايان كروكر اتهم إيران بزيادة دعمها الميليشيات حين التقى السفير الايراني في العراق حسن كاظمي قمي في جولة ثانية من المحادثات الثنائية ركزت على كيفية مواجهة تزايد أعمال العنف في العراق. وتضم"المنطقة الخضراء"وسط العاصمة السفارتين الأميركية والبريطانية ومنشآت حكومية بينها مقر رئيس الوزراء العراقي، التي تستهدفها عادة صواريخ وقذائف يطلقها مسلحون من مناطق يهيمن عليها"جيش المهدي"الموالي للزعيم الشيعي مقتدى الصدر. وكانت الاممالمتحدة أفادت في تقرير صدر أخيراً أن مخاطر العمل في"المنطقة الخضراء"تصاعدت، لافتة الى أن الهجمات تحدث في شكل شبه يومي، وأن 26 شخصاً قُتلوا برصاص غير مباشر منذ منتصف شباط فبراير الماضي، وحتى أواخر أيار مايو الماضي. وسبق أن شن مقاتلون إحدى أكبر هجماتهم بقذائف"مورتر"وصواريخ على"المنطقة الخضراء"في العاشر من تموز يوليو الماضي، ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل بينهم جندي أميركي فيما أُصيب 18 آخرون. واتهمت واشنطنإيران بإذكاء العنف في العراق وتقديم السلاح والتدريب والتمويل لميليشيات شيعية تُقاتل القوات الأميركية والعراقية. ويشعر القادة الأميركيون بقلق خاص حيال تزويد طهران مسلحين بعبوات متطورة يزرعونها في الطرق ويمكنها أن تدمر دبابة. وفي هذا السياق، اتهمت الصينالولاياتالمتحدة"بتضليل الرأي العام"بعد إعلان الجيش الأميركي العثور على صواريخ صينية الصنع هُربت إلى العراق لمهاجمة قوات"التحالف"بقيادة الولاياتالمتحدة. وأفادت وزارة الخارجية الصينية في بيان أن"بعض الدول يربط منذ فترة بين تطور العلاقات التجارية العسكرية الطبيعية للصين مع دول أخرى، وبين تهريب الاسلحة وحتى عدم الاستقرار في بعض المناطق". وأضافت أن الصين"تعرب عن استيائها الشديد ومعارضتها الحازمة لهذا الأسلوب الذي يضلل الرأي العام والمبني على نيات سيئة". وأكدت وزارة الخارجية الصينية أيضاً مجدداً أن"الحكومة الصينية تتبنى موقفاً حذراً ومسؤولاً حيال تصدير الأسلحة"، وأوضحت خصوصاً أن الصين لا تبيع أسلحة سوى الى دول تتمتع بالسيادة وتتعهد بوضوح عدم بيعها الى طرف ثالث". وصرح الادميرال مارك فوكس خلال لقاء الاحد الماضي مع صحافيين في بغداد بأن الجيش الاميركي"شاهد في العراق معدات حربية وأسلحة جاءت من أماكن أخرى". وأضاف:"نقدر بأنها وصلت من ايران ... هناك صواريخ صنعت في الصين، ونعتقد أنها تصل أيضاً عن طريق ايران".