طلب مني قراء كثيرون الدراسة التي كتبتها لمؤتمر دولي عن الإسلام والغرب، واخترت منها للنشر على شكل حلقات في هذه الزاوية. وأنا مستعد لتلبية كل طلب، ولكن أسجل على سبيل الايضاح أن ما نشرت لا يزيد على أكثر من ربع الدراسة، فهي في 42 صفحة وبالانكليزية، ولغة الدراسة هي ما فاتتني الإشارة اليه وأنا استعمل بعضها، فإذا كان من القراء من لا يزال يريدها فأهلاً وسهلاً. مرة أخرى، الدراسة كانت للدفاع عن الاسلام لا المسلمين، فمشكلتنا جميعاً هي مع التكفيريين والارهابيين الذين طلعوا من بيننا وأساؤوا الى دين سلام وسطي معتدل كما لم يستطع اعداؤه. ولو قلنا ان 99 في المئة من المسلمين دعاة سلام واعتدال ومحبة، فإن واحداً في المئة تعني 12 مليون ضال أو مغرر به، وهؤلاء يجب أن يُهدوا الى سبيل الصواب. المهم من كل هذا ان علينا أن ندافع عن الاسلام من دون أن ننتقص من أي دين آخر، لأن الهجوم على دين توحيدي يعني أن نقع في ما نعترض عليه، فهناك عصابة شر تروّج لفكرة الإسلام الفاشستي، وهناك لوبي اسرائيل المعروف ومحاولاته تسميم أفكار الناس في الشرق والغرب عن الاسلام. وبما أن هذا الموضوع جزء من عملي فإنني أقول بصدق ومسؤولية انه لا يمضي يوم من دون أخبار مسيئة وكاذبة عن الاسلام، وواجب كل عربي ومسلم قادر أن يتصدى لهذا الفجور، ولكن من دون أن يهبط الى دركه بمهاجمة دين آخر. من هذا المنطلق حذفت من المنشور أجزاء من الدراسة وجدت انها لا تصلح للنشر، وأنا لا أريد، ولو تلميحاً، أن أشرح الصورة النابية التي يرسم بها سيدنا ابراهيم في سفر التكوين. ولكن يستطيع القارئ المهتم أن يعود الى الفصل 12 من هذا السفر، والأعداد 10 الى 20. كذلك لم أشر بشيء الى النبي داود وقصته مع بتشابع بنت اليعام، مع أن هذه يمكن نشرها لأنها تسببت يوماً في أزمة في البرلمان الإسرائيلي أيام حكومة اسحق رابين الأولى، فقد قام وزير من الأحزاب الدينية في الائتلاف الحكومي وتحدث عن النبي داود، فإذا برابين، وهو اشكنازي علماني ورئيس أركان سابق، يقول إنه لا يشرفه أن يشبه النبي داود الذي أرسل ضابطاً عنده الى الجبهة ليموت فيأخذ زوجته، وكان رابين يشير الى أن النبي داود أرسل زوج بتشابع، وهو أوربا الحثي، الى الجبهة ليقتل، فقد أمر قائد الجيش بأن يوضع أوربا في المقدمة، وبأن ينسحب الجيش عندما يحتدم القتال، فيبقى أوربا ويقتل لأنه شجاع لا ينهزم، وهذا ما حدث، وتسبب في أزمة وزارية اسرائيلية بعد ألفي سنة. والقصة الكاملة أسوأ مما اختصر هنا ويجدها القارئ في سفر صموئيل الثاني الفصل 11. وأخشى أن يضيق المكان بنا، وعندي ردود على قضايا أخرى اهتم بها القراء: - الغلاء في كل بلد، وهو في أميركا نفسها، وفي الصين وأوروبا، ولم تصنعه أي حكومة عربية، ولا يجوز أن تُحمّل حكومة عربية في أي بلد مسؤولية الغلاء، وإنما تُحمّل مسؤولية عدم الطلوع بوسائل ناجعة لمكافحته وتخفيف وطأته. وأكتب هذا لأنني لاحظت أن بعض القراء يعتقد بأن حكومة بلاده صنعت الغلاء المحلي، وهذا غير صحيح أبداً، فالمطلوب من الحكومة منع الاحتكار وإلغاء بعض الضرائب، والجمارك، ومساندة الفقراء، ومكافحة الفساد، وهي ستنجح أو تفشل على هذا الأساس فقط. - بعض القراء يغلق بصيرته ان لم يكن بصره قبل القراءة، وكنت اعترضت على تبرع الرئيس أحمدي نجاد بمعلومات تفيد اعداء بلده، مثل قوله ان لدى ايران ستة آلاف انبوب للطرد، أو الضغط المركزي، وتهديده بإبادة اسرائيل مرة أخرى، وكان اعتراضي على أساس ان كلامه سيستغل ضد ايران. ومع ذلك قرأت رسالتين بالانكليزية، واحدة تريد أن أتعلم الفارسية والأخرى تذكّرني بأن أحمدي نجاد يحمل شهادة جامعية. ولا أقول في جهل أمثال هؤلاء سوى ما نعرف من ان عداوة عاقل خير من مودة جاهل. - من نوع ما سبق سهيل أحمد بهجت الذي يبدو أنه يؤيد حكومة نوري المالكي ولا أحد غيرها والى درجة أن يرفض قولي أنها"لا تملك تفويضاً شعبياً يسمح لها بعقد اتفاق أمني أو عسكري مع قوات الاحتلال يعطي هذه القوات غطاء قانونياً للبقاء في العراق". أصر على أن كلامي صحيح، ومثله المقال كله، فأنا لا أؤيد حكومة المالكي أو مقتدى الصدر، وإنما العراق وأهله. والواقع انني لست ضد رئيس الوزراء المالكي، بل أريد أن ينجح في قيادة العراق الى بر السلامة، وإنما أجده طرفاً ضعيفاً أمام الاحتلال، والعلاقة غير متكافئة. أخيراً، أرجو من أم طارق التي بعثت اليّ برسالة طويلة على الفاكس أن ترسل اليّ عنوانها البريدي لأرسل اليها كتاب الأسلوب الخاص ب"الحياة"ففيه كثير من الأجوبة عن اللغة جاوب عن، رد على تصحح أخطاء شائعة تشكو منها.