سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إتفاق التهدئة بانتظار زيارة سليمان لإسرائيل غداً ... وقوات أمن فلسطينية إضافية تنتشر في جنين . رايس تعود إلى المنطقة للتحضير لزيارة بوش وتوقع بيان أميركي شديد اللهجة حيال تل أبيب
تتسارع الخطى على المسار الفلسطيني - الاسرائيلي مع عودة وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الى المنطقة امس في مسعى منها الى دفع عملية السلام المتعثرة وضمان"التهدئة الامنية والسياسية"تمهيدا لزيارة الرئيس جورج بوش بعد عشرة ايام، في وقت توقعت مصادر ديبلوماسية في واشنطن أن تخرج زيارة بوش ببيان يؤكد الالتزام الأميركي ويصعد اللهجة ضد اسرائيل. واستبقت الدولة العبرية وصول رايس بالسماح للسلطة الفلسطينية بنشر 600 رجل أمن اضافي في مدينة جنين شمال الضفة الغربية امس، في حين يصل مدير المخابرات العامة المصرية الوزير عمر سليمان الى تل أبيب غداً لعرض اتفاق التهدئة على الحكومة الاسرائيلية والحصول على ردها في شأنه. راجع ص 6 و7 وكان مقررا ان تلتقي رايس رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت لدى وصولها مساء امس الى القدسالمحتلة، كما تلتقي الرئيس محمود عباس اليوم في رام الله في الضفة الغربية. وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين لوكالة"فرانس برس"ان عباس واولمرت سيلتقيان الاثنين في منزل الاخير في القدس الغربية، موضحا ان الاجتماع سيبحث في نقطتين: مفاوضات الوضع النهائي وتطبيق"خريطة الطريق". ومن المقرر ان تعقد رايس بعد ذلك اجتماعاً ثلاثياً مع رئيسي الوفدين المفاوضين الفلسطيني احمد قريع والاسرائيلية تسيبي ليفني، كما تجري محادثات مع كل من وزير الدفاع ايهود باراك ورئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض يتوقع ان تركز على جهود تحسين الاحوال المعيشية في الضفة. وقال مسؤول اسرائيلي كبير ان رايس قد تحض على نشر وثيقة مشتركة تتضمن التقدم الذي أُحرز، مضيفاً ان"ثمة فرص ضئيلة لصدور هذه الوثيقة، خصوصا ان الطرفين يرغبان في ابقاء مضمون محادثاتهما سرا حتى التوصل الى اتفاق على كل النقاط". وأكدت مصادر أميركية رسمية معنية مباشرة بالملف الفلسطيني- الاسرائيلي ل"الحياة"أن واشنطن"متفائلة"بمستوى التقدم الذي تحرزه المفاوضات السرية وفرص التوصل الى اتفاق سلام قبل نهاية العام. واعتبرت أن رايس ستعمل لضمان"التهدئة الأمنية والسياسية"لنجاح زيارة بوش الذي قالت انه سيسعى الى اعادة التزام ادارته القوي بعملية السلام وبذل الجهود للتوصل الى اتفاق سلام. وكشفت مصادر ديبلوماسية في واشنطن ل"الحياة"أن عباس طلب من الادارة التدخل بشكل أكبر للضغط على اسرائيل، و"حذر من أي اتفاق لا يتضمن تفاصيل شاملة عن قضايا الحل النهائي، وطالب بصيغة واضحة وصريحة لأي حل مستقبلي". ورأت أن الجانب العربي يسعى الى الخروج ببيان واضح من الزيارة يتطرق فيه بوش الى موضوعي المستوطنات والحواجز، متوقعة التوصل الى بيان كهذا بعد اجتماعات بوش مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني وعباس الاسبوع الماضي. واستبقت اسرائيل زيارة رايس بالسماح للفلسطينيين بنشر 600 رجل أمن اضافي في جنين، لكنها احتفظت بحقها في القيام بنشاطات عسكرية وامنية في المدينة وقتما تشاء. واوضح مسؤول امني فلسطيني ان القوة التي تلقى بعض افرادها تدريبه في الاردن بموجب برنامج تموله الولاياتالمتحدة، ستستهدف المجرمين، وتلقت اوامر بمصادرة الاسلحة غير الشرعية، من دون ان يشير ان كانت الحملة ستستهدف الناشطين. وترى واشنطن ان نجاح مثل هذه الحملة سيثبت ان الحكومة الفلسطينية قادرة على فرض الامن بما يمهد لاقامة دولة فلسطينية، كما يظهر ان هناك تقدما في ما يتعلق بالامن والتنمية الاقتصادية في الضفة. ومن المقرر ان يتوجه مدير المخابرات المصرية غدا الى اسرائيل ليعرض عليها اتفاق التهدئة الذي وافقت عليه حركة"حماس"، وليحصل منها على رد. وقالت مصادر في حكومة الوحدة الوطنية المقالة ل"الحياة"ان سليمان سيعرض على القادة الاسرائيليين موافقة الفصائل الفلسطينية على تهدئة"في غزة أولا"تمتد لاحقا الى الضفة الغربية، مرجحة ان ينقل اليها الرد الاسرائيلي الثلثاء او الاربعاء المقبلين، في وقت بدأت فيه ملامح التهدئة تظهر على أرض الواقع في قطاع غزة، إذ تراجعت أعداد الصواريخ محلية الصنع والهجمات التي تشنها الأجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية على أهداف اسرائيلية.