استقبلت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت الذي بدأ زيارته لواشنطن أمس حول طاولة عشاء وصفه ديبلوماسيون غربيون ب"عشاء المصالحة"، اذ يعيد تأكيد ثقة رايس بالحكومة الاسرائيلية وبأولمرت كشريك"قوي"للولايات المتحدة في المرحلة الحالية. ووصل أولمرت الى العاصمة الأميركية أمس في زيارة رسمية يلتقي خلالها الرئيس جورج بوش اليوم، ونائب الرئيس ديك تشيني ومستشار الرئيس أليوت أبرامز. وكانت الزيارة مقررة الشهر الماضي لكن تم تأجيلها بعد صدور"تقرير فينوغراد"والأزمة الداخلية ودعوات الاستقالة التي لاحقت أولمرت. وقالت مصادر ديبلوماسية في واشنطن ل"الحياة"إن لقاء رايس - أولمرت في"بلير هاوس"المحاذية للبيت الأبيض، سيكون فرصة"للمصالحة"بين الجانبين وتأكيد ثقة واشنطن بأولمرت وحكومته. واضافت أن العلاقة بين الوزيرة ورئيس الحكومة شهدت بعض التشنج بسبب محاولة أولمرت"التقليل من شأن رايس عبر التعامل مع خصومها في الادارة في مكتب تشيني وابرامز"الرافضين انفتاح رايس على السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس. وتساعد التطورات الأخيرة على الساحة الفلسطينية موقع أولمرت الذي اعتبر أن من غير الممكن تحقيق السلام في ظل مشاركة"حماس"في الحكومة، وفي تسويقه لأولوية أمن اسرائيل ومساعدتها في محاربة المتطرفين. وفيما نقلت تقارير اعلامية أن أولمرت سيقترح على بوش الفصل في التعامل مع غزة والضفة الغربية على المستوى السياسي والجغرافي، تؤكد مصادر في الادارة الأميركية ل"الحياة"أن واشنطن لم تفقد الأمل حيال خيار الدولتين، وستعمل مع الأطراف الدولية والعربية مصر والأردن والسعودية لاحتواء غزة وفي الوقت نفسه دعم حكومة سلام فياض والرئيس عباس في الضفة. كما يتوقع أن تعلن رايس رفع الحصار عن الحكومة الفلسطينية في الأيام القليلة المقبلة، فيما سيوجه بوش خطابا لمناسبة اعلان رؤيته عن حل الدولتين آخر الأسبوع. واضافة الى التطورات على الساحة الفلسطينية، يتوقع أن يناقش الطرفان الاسرائيلي والأميركي الوضع الاقليمي والموقف من سورية في ظل معارضة واشنطن اطلاق أي محادثات سلام بين تل أبيب ودمشق.