رفعت الحكومة السورية سعر ليتر المازوت إلى 25 ليرة سورية بعدما كان يباع بسبع ليرات، فيما اصدر الرئيس بشار الأسد مرسوماً يقضي بزيادة الأجور للعاملين في الدولة والمتقاعدين بنسبة 25 في المئة. وقال وزير المال محمد الحسين:"إن زيادة الرواتب والأجور 25 في المئة يأتي من ضمن خطة الحكومة لتحسين مستوى الدخول والمعاشات التقاعدية التي لحقتها زيادات متكررة خلال السنوات الأخيرة". وقدر التكلفة السنوية لهذه الزيادة، التي ستكون نافذة اعتباراً من بداية الشهر الجاري، بنحو 58 بليون ليرة سورية قابلة للارتفاع. وتضمن مرسوم زيادة الرواتب أيضاً رفع الحد الأدنى العام للأجور والحد الأدنى لأجور المهن في كل القطاعات، بما فيها القطاع الخاص والتعاوني والمشترك بمقدار 25 في المئة. ورفعت الحكومة سعر قارورة الغاز المنزلي بنسبة 72.4 في المئة إلى 250 ليرة بدلا من 145. ويأتي رفع سعر الماوزت والغاز بعدما رفع سعر البنزين مرتين خلال خمسة أشهر ليصل الليتر إلى 40 ليرة سورية. ووزّعت الحكومة منذ أيام قسائم المازوت المدعوم على المواطنين بمعدل ألف ليتر سنوياً لكل عائلة ، ويباع الليتر المدعوم بتسع ليرات، وتأتي هذه الارتفاعات في إطار خطة الحكومة الهادفة إلى تخفيف العجز في الموازنة والحد من تهريب المازوت إلى دول الجوار وتوفير نحو بليوني دولار على خزينة الدولة. وكانت دراسة حكومية حذرت من أن الاستمرار في الدعم سيؤدي إلى نتائج"كارثية"على الاقتصاد الوطني لأن أكثر من 56 في المئة منه لا يصل إلى مستحقيه. وأشارت إلى أن دعم المحروقات يكبد الدولة 15 مليون دولار خسائر يومية، وتوقعت أن يصل إلى سبعة بلايين دولار، أي أنه سيشكل أكثر من 60 في المئة من الموازنة العامة للدولة ونحو 14 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي. وتشهد السوق المحلية زيادات متكررة في أسعار معظم المواد الغذائية، ما أدى إلى تراجع القيمة الشرائية لليرة السورية وتدهور الحياة المعيشية لأصحاب الدخل المحدود. ويرى محللون اقتصاديون أن 70 في المئة من العاملين في القطاع الحكومي، لا تغطي أجورهم تكاليف الإنفاق على المواد الغذائية، علماً أن متوسط الأجور يعادل نحو 180 دولاراً في الشهر.