أنهى رئيس الحكومة المكلف فؤاد السنيورة استشاراته النيابية لتأليف الحكومة الجديدة مساء امس، واستمع الى مطالب الكتل النيابية المختلفة والمتعددة، وكان هناك إجماع على إعطاء الأولوية للإصلاح الإداري والمالي وإعداد خطة للنهوض الاقتصادي ومحاربة الفساد وتحديث هيكلة المؤسسات الأمنية وتفكيك النظام الأمني - المخابراتي. راجع ص 2 و3 وينتظر ان يغربل السنيورة نتائج استشاراته الرسمية، ويكملها بمشاورات غير رسمية واتصالات بعيدة من الأضواء بدأت ليل امس وتستمر اليوم لمعالجة بعض المطالب المطروحة في شأن حصة بعض الكتل النيابية من الحكومة. وأجمعت الأوساط المتابعة لاتصالات التأليف على ان الحكومة ستكون من 24 وزيراً وستكون مختلطة من نواب وتكنوقراط، وقد يرتفع عدد الوزراء الى 30 لإرضاء جميع الكتل. وتوقعت هذه الأوساط ان ترى الحكومة النور الاثنين المقبل في اقصى حد، إذ ابدى السنيورة تفاؤله بإمكان حلحلة بعض العقد. وعلمت"الحياة"ان العقد تكمن في التمثيل المسيحي، بعدما طالب العماد ميشال عون بتمثيل كتلته مع حلفائه 21 نائباً بأربعة وزراء اذا كانت الحكومة من 24 وزيراً، على ان يكون واحد منهم ارمنياً من حزب"الطاشناق"له نائبان، فيما تيار"المستقبل"بزعامة سعد الدين رفيق الحريري يضم 4 نواب ارمن. كما ان مطالب عون تضيّق الخيارات في التمثيل المسيحي الذي يطالب اللقاء النيابي الديموقراطي بزعامة النائب وليد جنبلاط بعدم حصر ممثليه في الحكومة بالدروز لأن الكتلة تضم 7 نواب مسيحيين، فضلاً عن الحاجة الى تمثيل"القوات اللبنانية"ولقاء قرنة شهوان. ومن أبرز المواقف التي أعلنت خلال الاستشارات مطالبة العماد عون بحقيبة العدل، وقال انه يطالب بسدس الوزراء لأن تكتله يمثل هذه النسبة من البرلمان وأن الوزراء الذين سيقترحهم سيكونون من غير النواب. وقال ان"تيار المستقبل"سيحتفظ بالداخلية والمال، وأكد عون ان تمثيل تكتله بأقل مما يطالب"يعني رغبة بعدم مشاركتنا في الحكومة". وكان الحريري اكد ان السنيورة لن يقبل بالمساومة على الإصلاح، اما كتلة"حزب الله"فطالب باسمها النائب محمد رعد بأن تتبنى الحكومة المقاومة واحتضانها وتأكيد حقها المشروع في التصدي للاحتلال الإسرائيلي واعتداءاته. وجاء هذا المطلب بعد صدور بيان مجلس الأمن الدولي حمّل الحزب مسؤولية التسخين العسكري الذي شهدته منطقة مزارع شبعا عصر الأربعاء. انفجار وحادث على الصعيد الأمني، وقع عصر امس انفجار في منطقة خلدة عند مدخل العاصمة بيروت الجنوبي في سيارة المواطنة عبير محمد حرب 32 عاماً. وتبين لاحقاً انه عندما فتحت الأخيرة باب السيارة انفجرت قنبلة كانت فيها، مربوطة بسلك وتسببت لها بحروق في جنبها الأيمن، فنقلت الى مستشفى سان جورج في ضاحية بيروت للمعالجة، ورجحت التحقيقات الأولية التي باشرها قاضي التحقيق العسكري رشيد مزهر ورجال الشرطة القضائية والأدلة الجنائية الذين تفحصوا السيارة، ان اسباب الحادث شخصية وأن جروح عبير ليست خطرة وأنها أعطت افادتها الى رجال الأمن والقاضي مزهر. وبدد ذلك حال القلق من ان يكون الانفجار حصل في اطار سلسلة الاغتيالات التي حصلت في لبنان خلال الأسابيع والأشهر الماضية. وليلاً حصل اطلاق نار، في منطقة الكورة بين انصار للنائب السابق سليمان فرنجية وآخرين من مناصري"القوات اللبنانية"، ادى الى سقوط ثلاثة جرحى من القوات هم كلوفيس وطوني عيسى وعزيز صالح الذي توفي لاحقاً متأثراً بحراحه. واصدر تيار القوات بياناً اعلن فيه انه سبق ان دعا الى طي الصفحة السابقة بعد انتهاء الانتخابات النيابية منادياً باقامة الدولة الحازمة ومشدداً على ضرورة المبادرة لمعاقبة الفاعلين. وأصدر النائب السابق فرنجية بياناً في وقت لاحق اعلن فيه ادانته الشديدة "لهذا الحادث الفردي اياً كانت اسبابه وعن عدم استعدادنا لتغطية أي عمل من شأنه الإخلال بالأمن". وأعرب عن اسفه لذوي الجرحى، معلناً وقوفه الى جانبهم وحثهم على اللجوء الى الدولة لاتخاذ ما يلزم من اجراءات صوناً للأمن وتحقيقاً للعدالة.