خرجت الممثلة ميساء مغربي خالية الوفاض من "مهرجان الإذاعة والتلفزيون" الذي اختتم نشاطاته أخيراً في البحرين، واعتبرت ان استبعادها عن أي جائزة هو ظلم وإجحاف بحقها من قبل لجنة التحكيم. وقالت:"أعضاء اللجنة لم يشاهدوا المسلسل كاملاً، وبرروا عدم رؤيتهم إلا أول وآخر ثلاث حلقات بضيق الوقت... بينما أنا لا أظهر إلا في منتصف الحلقات، من هنا ضاع جهدي ووقتي سدى". وقللت من شأن الانتقادات الموجهة إليها بسبب أدوارها"الجريئة"، خصوصاً دور"سندس"في مسلسل"أسوار"، الذي يصور فتاة سعودية تقيم علاقة مع سائق أجنبي. وقالت في حديثها إلى"الحياة"، أن"الذين يرون أنني شوهت سمعة الفتاة السعودية غير ملمين بالوسط الفني، ولا يصح أن يطلق عليهم اسم نقاد أو إعلاميين. فالنقد الذي وجه إلي بعد العمل كان استهدافاً شخصياً، علماً أنني لم أكتب النص أو أنتجه، فالكاتب والمنتج سعوديان، ولو لم أكن أنا الممثلة لكانت أخرى". وأشارت الى أن"بعض الصحافيين ينتقدها من باب العنصرية، بما أن جذورها تعود إلى المغرب العربي، وليس إلى الخليج". وعن الانتقادات التي تواجهها بسبب تقليدها اللهجة الخليجية، قالت مغربي:"منذ أن كان عمري خمسة أعوام، وأنا أعيش في الخليج. فهل يريدون مني أن أتحدث اللغة الهندية مثلاً؟. ثم لماذا هذه العنصرية من بعض الإعلاميين الخليجيين... ولماذا في الغرب مثلاً، احتفلوا بالممثلة المكسيكية اللبنانية الجذور سلمى حايك، حين ذهبت إلى أميركا وأصبحت"سوبر ستار"لديهم، بينما نحن العرب نحارب بعضنا بعضاً، ولا ننظر الى الإنسان بإبداعه، إنما الى جنسه أو عرقه؟". وفي ما يخص دخولها عالم تقديم البرامج، أوضحت أنه كانت لديها"فلسفة خاصة"عندما دخلت هذا العالم، مشيرة الى أنها"تريد تغيير فكرة أن المذيع الشاطر هو الذي يحرج ضيفة وينشر فضائحه على الملأ". وأضافت:"ليس شرطاً أن أجعل الضيف بعد البرنامج يخاصم زوجته أو العكس، أو أن أجعل الشتائم تطاوله بعد انتهاء الحلقة"، معتبرة أن مقولة"الجمهور عاوز كده"، لا أساس لها من الصحة... وقالت:"نحن من عودنا الجمهور على ذلك، ونحن أيضاً نستطيع أن نعيده إلى المسار الصحيح". وعن تقديمها برامج سياسة وثقافية مستقبلاً، قالت:"أعتقد أن الدرب أمامي طويل لأدير دفة حوار سياسي... فهذه الحوارات تتطلب خبرة طويلة، وليس شكلاً أو حباً من الجمهور". وأشارت الى أن وصف بعضهم لها ب?"أوبرا العرب"حمّلها مسؤولية كبيرة..."فأوبرا نجحت لأنها طبيعية وغير متصنعة ولا تجامل أحداً". وكشفت مغربي عن استعداداتها لتقديم مسلسل سعودي جريء بعنوان"غلطة نوف"من إخراج خالد الطخيم وإنتاجه، وبطولة مريم الغامدي وحسين المنصور وماجد مطرب، وتجسد فيه شخصية نوف، الفتاة التي تعيش وسط أكثر المجتمعات المتشددة دينياً في الرياض، حياة بسيطة وحالمة ورقيقة، وتحلم بأن تتزوج ابن عمها، إلا أن ظلماً كبيراً تتعرض له فتقتل أحلامها، وسرعان ما تتحول إلى وحش كاسر. وفي نهاية القصة، تدخل مرحلة خطرة من الجنون، وتصبح قاتلة. وقالت:"حينما شاهدت نفسي في هذا الدور كرهت ذاتي كثيراً بسبب الشر المطلق الذي ينبع من الشخصية. اما ما جذبني الى هذا العمل فهدفه الذي يتلخص في إظهار كيف يعامل بعض المخطئين في بعض الأعراف والتقاليد على أنهم مجرمون ومخطئون في حق الدين، وهم ليسوا كذلك". ورداً على الاتهامات التي توجه إلى الدراما الخليجية وانحدار معظم أعمالها، تقول:"لدينا إفلاس فكري في النصوص. فهناك ندرة في الكتّاب المتميزين القادرين على صناعة عمل متكامل...، إضافة الى ان المنتجين يبحثون عن المال قبل كل شيء آخر... من هنا يأتون بالمخرجين والممثلين والمصورين الأقل كلفة من الناحية المادية، من دون ان يهتموا بالموهبة". ورأت مغربي أن الأفلام السينمائية الخليجية لم تكن ناجحة، وكشفت أنها تحضر السنة المقبلة لإنتاج فيلم سعودي ضخم، يحمل نصاً مختلفاً، ويصور في الربع الخالي شرق السعودية، وقالت:"حتى الآن لم استقر على مخرج الفيلم، إلا أن بطولته ستكون للممثل السعودي تركي اليوسف"، موضحة أن"قصة الفيلم تدور في ثلاثة أيام، في الصحراء... وتدور فكرته حول أن النماذج السيئة المخطئة في المجتمع إذا وضعت الى جانب نماذج سليمة تتبدل حالها إلى الأفضل". ودعت مغربي الحكومات الخليجية إلى"الالتفات إلى صناعة السينما، لأنها الوجه الحضاري لهذه البلاد، والمؤثر في تفاصيل مجتمعاتها". ورفضت فكرة تقديم أدوار ساخنة، وأضافت:"أنا أمثل بإحساسي وعقلي، وليس بجسمي. وإذا كنت سأصل الى العالمية من طريق التعري، فلا أريدها".