دخل السباق الرئاسي للديموقراطيين بين هيلاري كلينتون وباراك أوباما أسبوعه الأخير مع تصويت الولايات الثلاث المتبقية خلال أيام، واجتماع قيادة الحزب في واشنطن غداً، للبت في مصير ولايتي فلوريدا وميشيغان المتنازع عليهما. وفيما يعوّل السناتور الأفريقي الأميركي على تخطي العدد المطلوب للمندوبين مع انتهاء التصويت الثلثاء المقبل، وإعلان فوزه باللقب، تتطلع الأميركية الأولى سابقاً الى التفوق عليه في المجموع العام للأصوات بدل المندوبين، والخروج بصفقة سياسية تضمن انسحابها من المعركة وتفادي نقلها الى ساحة المؤتمر الحزبي نهاية الصيف. وبعدما قطع 49 ولاية، شارف السباق الأطول للديموقراطيين في الانتخابات التمهيدية الأميركية منذ 1968، على بلوغ محطاته الثلاث الأخيرة: بويرتوريكو هذا الأحد، وساوث داكوتا ومونتانا الثلثاء. وتطبع التناقضات خريطة السباق بين انطلاقه في خريف 2007، بصورة كلينتون المتصدرة الاستطلاعات والمرشحة الحتمية للحزب للفوز باللقب، وانتهائه اليوم وهي بعيدة أكثر من أي وقت مضى عن تحقيق هذا الهدف، وبتراجعها أمام أوباما، السناتور اليافع من ايلينويز الأكثر قرباً لقاعدة اليسار في الحزب، ب196 مندوباً وحصيلة نهائية تعطيها 1780مقابل 1976 لمنافسها. ويحتاج أي منهما الى 2026 مندوباً لحسم اللقب، وهو ما تتوقع حملة أوباما تخطيه عشية انتهاء التصويت الثلثاء، وينتظر المرشحان محطات حاسمة هذا الأسبوع قبل انتهاء التصويت، خصوصاً لجهة اجتماع القيادة الحزبية غداً والسبت في واشنطن، لبت مصير انتخابات ولايتي فلوريدا وميشيغان، حيث فازت كلينتون أول العام، فيما لم تحتسب الأصوات بسبب تقديمهما موعد التصويت. وتضغط حملة المرشحة الى إعفاء الولايتين من العقوبة الانتخابية، وضمان جلوس مندوبيهما في المؤتمر الحزبي في آب أغسطس، للحاق بمنافسها، أو حتى تخطيه في المجموع العام للأصوات وليس المندوبين. ويتقدم أوباما بما نسبته اليوم في 1.4 في المئة بالعدد الإجمالي للأصوات، فيما تقفز كلينتون بنسبة 0.45 في المئة في حال احتساب الولايتين. وستستخدم حملتها هذه الأوراق، للتفاوض على صفقة مع حملة أوباما تسهل خروجها. ونقلت تقارير إعلامية أن زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون يضغط لاختيارها لمنصب نائب الرئيس، وسد ديون حملتها 20 مليون دولار، مقابل انسحابها قبل المؤتمر. لكن الخلافات بين الحملتين، وطابع المرشحين، يصعب فرضية مماثلة. وتغير الخطاب العام للحملة على مستوى الحزبين، بحيث ركز ماكين هجومه على أوباما وليس كلينتون. وتعطي استطلاعات الرأي الأخيرة غالوب وراسموسن تقدماً لماكين بنسب ضئيلة نقطتان وثلاث نقاط على أوباما، فيما تتقدم كلينتون على السناتور الجمهوري. وتبرز نقاط ضعف أوباما، على رغم كاريزما المرشح وتفوقه في التبرعات، في استقطاب أصوات الطبقة التقليدية، والتي لها تحفظات على خطه الليبرالي أو انتمائه العرقي. وتتبع حملة المرشح الجمهوري استراتيجية حذرة ترتكز على إبراز مرشحها بصورة تختلف عن الرئيس الحالي جورج بوش الذي هوت شعبيته لنسب غير مسبوقة 26 في المئة. وتصافح ماكين وبوش في فنيكس بولاية اريزونا جنوب غرب للمرة الأولى منذ قرابة ثلاثة شهور في حضور الصحافيين. وجاء بوش لدعم ماكين في معقل سناتور اريزونا من خلال المشاركة في جمع أموال لحملته الانتخابية، الأمر الذي يتقنه الرئيس الأميركي بمهارة ويستعد لتكراره مرتين في يوتاه غرب.