لجأت عشرات العائلات من قرى مجاورة لايران في اقليم كردستان/ العراق الى الاقامة في خيم في منطقة قلعة دزه، هربا من القصف المدفعي الايراني المتكرر، لكنها تواجه ظروفا معيشية صعبة في ظل انعدام الماء والكهرباء. وتقول حليمة محمد عبدالله 65 عاما التي نزحت مع عائلتها:"لا نعلم الى متى سنبقى في هذه الخيم بعيداً عن منازلنا ومزارعنا". وتضيف ان"اكثر ما نخشاه هو التعرض للامراض، خصوصا الاطفال وسط هذه الاراضي القاحلة ... فحقولنا ومواشينا هي مصدر رزقنا ولا نعرف الى متى سنبقى في هذه المنطقة الجرداء". وفي حوالي خمسين خيمة نصبها الصليب الاحمر والاممالمتحدة توجد عشرات العائلات التي تعاني جراء انعدام الكهرباء والمياه الجارية الامر الذي يدفعها الى البحث عن الينابيع في المنطقة التي تبعد مسافة ستين كلم عن الحدود مع ايران. ويؤكد مسؤولون في حكومة اقليم كردستان/ العراق ان ايران تقصف من حين لاخر قرى داخل العراق يتمركز فيها حزب"الحياة الحر الكردستاني"بيجاك - كردي ايراني معارض من دون وقوع خسائر بشرية. وتتبع القرى ناحية زاراوة الحدودية الواقعة في قضاء قلعة دزه 160 كلم شمال شرقي السليمانية وهي شناوه وماردو وسوركوله وباستيان واليرش ورزكه. وتعتبر المنطقة من معاقل حزب"الحياة الحر"المنضوي تحت راية حزب"العمال الكردستاني"ويمثله اكراد ايرانيون. وبدأت القوات الايرانية قصف المنطقة في اواخر ايلول سبتمبر 2007. وتشتهر المناطق الزراعية حول القرى الحدودية مع ايران بزراعة الفواكه مثل التفاح والعنب والتين والرمان بالاضافة الى اشجار الجوز. من جهته، يقول حمد رسول خضر 55 عاما المقعد بسبب اصابته بشلل قبل اعوام ان"حياتنا قاسية جدا هنا". ويضيف وهو يراقب اطفالا يتنقلون بين الخيم ونسوة يحضرن الطعام ان"الاوضاع سيئة للغاية ونعيش على مساعدات محدودة تقدمها لنا منظمات انسانية". اما ابراهيم رحمن حسين 32 عاما فيقول إن"العائلات عانت برد الشتاء الماضي والان تعاني حر الصيف ... نخشى على الاطفال من الامراض خصوصاً مع نقص الخدمات الصحية وانتشار الافاعي والحشرات". ويؤكد مسؤول في حكومة الاقليم تقديم"احتجاج رسمي للامم المتحدة بعد تعرض القرى للقصف الايراني". ويقول ديندار زيباري، إن"حكومة الاقليم قدمت مذكرة احتجاج رسمية للامم المتحدة سلمتها الى مكتب الاممالمتحدة في اربيل وممثلية الاممالمتحدة في بغداد". ويضيف:"طلبنا منهم اتخاذ موقف رسمي من القصف المدفعي الايراني للقرى الحدودية". ويشير زيباري الى"تعرض حوالي 12 قرية حدوية للقصف ما ادى الى نزوح قرابة 140 عائلة عن القرى المتاخمة لايران". وتشهد محافظة اذربيجان الغربية الايرانية حيث توجد اقلية كردية كبيرة مواجهات من حين الى آخر بين الجيش الايراني وناشطين اكراد ينتمون الى حزب"بيجاك"الذي هدد في نيسان ابريل الماضي بنقل المواجهات العسكرية الى طهران"اذا استمرت عمليات قصف"مواقعهم في الجبال الوعرة الواقعة ضمن المثلث الحدودي بين العراق وتركيا وايران. وكانت روناهي احمد، عضو المكتب السياسي في"بيجاك"قالت في احدى القواعد العسكرية في جبال قنديل الواقعة في اقصى الطرف الشمالي للعراق"لا نستطيع السكوت اكثر على ما تقترفه ايران من هجمات ليس بامكاننا ان نبقى مكتوفي الايدي فايران تطاردنا بشكل يومي".