كركوك، السليمانية - أ ف ب - قصفت مروحيات ايرانية أمس، قرى حدودية في اقليم كردستان العراق من دون أن تسبب اصابات، وذلك في خطوة هي الأولى من نوعها تفتح احتمالات أمام مزيد من التطورات الأمنية. وأعلن مسؤول كردي عراقي رفيع المستوى أن مروحيات ايرانية قصفت مناطق كردية فجر أول من أمس من دون سقوط اصابات. وأضاف المسؤول رافضاً كشف اسمه أن «ثلاث مروحيات ايرانية قصفت للمرة الأولى فجر اليوم قرى كردية في محافظة السليمانية (330 كيلومتراً شمال بغداد)». وأشار الى «قصف مدفعي سبق غارات جوية عند الرابعة استهدفت قرى كاني سيف وبشتي جومرسي وكاره سوزي التابعة لقضاء بنجوين (125 كيلومتراً شمال شرقي السليمانية)». وأكد عدم وقوع خسائر في صفوف المواطنين. وقال الناطق باسم قوات حرس اقليم كردستان العراق (البيشمركة) جبار ياور ل «الحياة» إن «القصف الايراني لمناطق وقرى حدودية داخل أراضي اقليم كردستان العراق مستمر منذ نحو أسبوع، وهو يستهدف مواقع في مناطق سوران وبنجوين وسفح جبل قنديل». وأضاف: «في حدود الثامنة من صباح السبت قصفت المدفعية الايرانية بكثافة منطقة جومرسي ثم أعقبها قصف جوي شنته المروحيات العسكرية الايرانية». وتابع ياور: «يبدو أن أعمال القصف الايراني جاءت رداً على تنفيذ مقاتلي حزب الحياة الحرة الكردي عمليات عسكرية داخل الحدود الايرانية كانت أخطرها مقتل 15 عسكرياً ايرانياً الاسبوع الماضي بينهم ضابط رفيع المستوى». وأكد أن «حكومة اقليم كردستان العراق كانت أصدرت بياناً دانت فيه العملية العسكرية لمقاتلي حزب الحياة الحرة، وأكدت ضرورة اللجوء الى الحوار والتفاهم لحل المشكلات واتباع النضال السياسي والبرلماني لتحقيق المصالح من دون اللجوء الى السلاح». وأوضح ياور أن «الحدود العراقية - الايرانية التي تقع ضمن اقليم كردستان العراق تمتد لأكثر من 500 كيلومتر، وهذه المسافة من الصعب جداً السيطرة عليها كلياً. وحتى الدول المتقدمة تعاني مشكلات في السيطرة على حدودها»، مشيراً الى أن «القصف الايراني لم يوقع ضحايا كون المناطق المستهدفة خالية من السكان». من جهته، دان البرلمان العراقي القصف الايراني. وكان النائب عن كتلة «التحالف الكردستاني» بايزيد حسن عبد الله قدم مذكرة الى البرلمان العراقي حملت توقيع 70 نائباً، وأورد فيها الوضع الأمني في المناطق الحدودية. وشملت المذكرة ثلاثة مطالب وافق البرلمان عليها وأبرزها تعويض أكثر من 500 عائلة متضررة نتيجة القصف والتنسيق مع المسؤولين المعنيين في تركيا وايران من أجل وقف أعمال القصف واللجوء الى الحوار. وكانت ممثلية اقليم كردستان العراق في طهران أعلنت منتصف شباط (فبراير) الماضي توصلها إلى اتفاق أو مذكرة تفاهم مع الحكومة الايرانية لوقف قصفها مناطق داخل حدود اقليم كردستان العراق والاتفاق على حصر القصف ببعض المواقع والخنادق التي يشتبه في أنها تضم مسلحين مناهضين لايران. إلا أن مسؤولين عسكريين في اقليم كردستان وصفوا الاتفاق بأنه غير متكامل وغير واضح. وتهاجم القوات الايرانية بالمدفعية بين فترة وأخرى عناصر حزب «الحياة الحرة» (بيجاك) المنضوي ضمن «حزب العمال الكردستاني» التركي ويمثله أكراد ايرانيون يتخذون من جبال محافظة السليمانية الوعرة معقلاً لهم. وقبل أسبوع، أعلنت ايران مقتل عشرة من رجال الشرطة في مواجهات مع «لصوص مسلحين» في محافظة كرمنشاه التي تقطنها اقلية كردية مهمة غرب ايران. وأوضحت أن «مجموعة صغيرة من اللصوص المسلحين هاجمت مركز الشرطة في راونسر بويه حيث قُتل عشرة من عناصر قوات الامن». وكرمنشاه كبرى مدن محافظة تحمل الاسم ذاته تقع على الحدود مع كردستان العراق وتسكن فيها أقلية كردية مهمة. والمنطقة مسرح لمواجهات متقطعة بين القوات الايرانية ومتمردين اكراد من حزب «الحياة الحرة» (بيجاك) ومقره في شمال شرقي العراق. يشار الى أن حزب «الحياة الحرة» تأسس عام 2003 في جبال اقليم كردستان العراق الحدودية وعقد ثلاث مؤتمرات حزبية جدد في آخرها انتخاب عبد الرحمن حاجي أحمدي الذي يعيش في أوروبا رئيساً له. ويؤكد مسؤولون في حكومة اقليم كردستان العراق أن ايران تقصف من حين إلى آخر قرى يتمركز فيها «الحياة الحرة» في معاقله، ناحية قلعة دزة (160 كيلومتراً شمال شرقي السليمانية)، وخصوصاً رزكه وماره ودوو وشناوه وماردو وسوركوله وباستيان واليرش. وكانت القوات الايرانية بدأت بقصف هذه المناطق أواخر أيلول (سبتمبر) عام 2007. وكان آسو هونر عضو المكتب السياسي في «بيجاك» هدد من معقله في جنوب جبال قنديل الواقعة في المثلث الحدودي بين العراق وتركيا وايران في حزيران (يونيو) الماضي في مقابلة مع «فرانس برس» بنقل الحرب الى الداخل الايراني. وتتهم ايرانالولاياتالمتحدة بدعم «بيجاك» وكذلك تنظميات اتنية أخرى على حدود ايران، وهو ما نفته واشنطن دائماً. وكانت وزارة الخزانة الاميركية أعلنت مطلع شباط (فبراير) الماضي أنها أدرجت حزب «الحياة الحرة» ضمن قائمة المنظمات الارهابية وأصدرت قراراً بتجميد أمواله. وأوضحت الوزارة أن العقوبات فرضت على «بيجاك» الذي وصفته بأنه «مجموعة كردية تنشط في منطقة الحدود بين العراق وايران (...) لأنه خاضع إلى سيطرة المجموعة الارهابية كونغرا - جيل (كي جي كي - حزب العمال الكردستاني)». وأضافت أن «الخطوة التي اتخذناها تكشف الصلات الارهابية لبيجاك بحزب العمال الكردستاني».