كبار السينما المصرية عائدون وينافسون بقوة. هكذا يقول موسم صيف 2009 السينمائي في هوليوود الشرق. فعادل إمام يواصل مسيرته من دون كلل أو ملل بنجاح مستعيناً كل موسم بتوليفة من الشباب الجدد، ولكنه في الوقت نفسه لا يتخلى عن أبناء جيله. على الطرف الآخر يواصل نجوم الشباك من الجيل الحالي الاستعانة بكبار شباك تذاكر السينما المصرية في الماضي وأسطع مثال على هذا أحمد السقا الذي ظهر مع محمود يس في فيلم «الجزيرة» كما انه يستعين بمحمود عبدالعزيز هذا الموسم في «إبراهيم الأبيض». في حين خرج على هذا السياق أحمد حلمي الذي استعان بوجوه جديدة أثبتت موهبتها. بينما يستعين كريم عبدالعزيز بأحد أبناء جيل الوسط الموهوبين، شريف منير، ومعه منى زكي. أما البطولة الجماعية فلها حضور في أكثر من فيلم من أهمها فيلما «دكان شحاته» لخالد يوسف و «الفرح» لصناع فيلم «كباريه» وفي المنافسة أفلام «بدل فاقد» لأحمد عز و «السفاح» لهاني سلامة و «الرجل الغامض» لهاني رمزي .. وربما يحقق أحد هذه الأفلام مفاجأة في الإيرادات أمام الكبار. الثنائي المحبوب ارتبط اسما عادل امام ويسرا منذ عام 1981، حين التقيا في فيلم «الإنسان يعيش مرة واحدة» في أول بطولة مشتركة حققت نجاحاً لميلاد ثنائي فني محبب لدى جمهور السينما. وتوالت بعد ذلك الأعمال المشتركة بينهما وعلى رغم ما حققه بعد ذلك عادل إمام من نجومية طاغية إلا أنه يظل دائماً يفضل يسرا كنجمة تشاركه بطولات أفلامه التي بلغت معها نحو 15 فيلماً أشهرها «الإنس والجن» و «طيور الظلام» و «الإرهاب والكباب» و «كراكون في الشارع» وغيرها من الأعمال الناجحة. ويعود النجمان هذا الموسم بعد غياب، إذاً، ليطلا على الجمهور في فيلم «بوبوس» للمخرج وائل إحسان والمؤلف يوسف معاطي. وقد اختار إمام بذكائه الفني ثنائي أشهر ست كوم عربي حقق نجاحاً وهو «راجل وست ستات» ليشاركانه الفيلم وهما أشرف عبد الباقي والممثل الكوميدي الصاعد بقوة سامح حسين ومعهما ممثلة أيضاً لمعت في ست كوم «تامر وشوقية» هي مي كساب التي أثبتت موهبة وخفة ظل في التمثيل تفوقت على موهبتها التي عرفها الجمهور من خلال «الغناء» ويدور «بوبوس» حول رجال الأعمال المتعثرين في سداد قروض البنوك في مصر، في قالب كوميدي ساخر من أوضاع مصر الاقتصادية حيث يجسد إمام دور رجل أعمال متعثراً وتجسد يسرا دور سيدة أعمال متعثرة يضطران للأقامة معاً في منزل واحد. مباراة فنية ساخنة المتابع لتصوير فيلم «إبراهيم الأبيض» يتأكد من أن أحمد السقا ومحمود عبدالعزيز قدَّما أفضل ما لديهما حتى الآن على المستوى الفني في مباراة فنية منتظرة لجمهور الموسم الحالي حيث سيشاهد الجمهور صراعاً بين الشخصيتين والممثلين فيسعى السقا للانتقام في الفيلم من الذين قتلوا أباه فيما يكون القاتل محمود عبدالعزيز. هذا الفيلم من تأليف عباس أبو الحسن وإخراج مروان حامد وبطولة هند صبري وعمرو واكد ويدور في عالم الأحياء الشعبية ونظامها السري في عالم تجارة المخدرات والصراع بين أصحابها وهو ما كان ملموساً في بعض أحياء القاهرة حتى منتصف الثمانينات من القرن الماضي قبل القضاء على كبار هذه التجارة. محمود عبدالعزيز بعد أن خرج من عزلته في «ليلة البيبي دول» يحاول الآن أن يستعيد بريقه المفقود في هذا الفيلم ويعود إلى دائرة البطولة الماضية من جديد بعد أن كان أحد أركانها إلى جانب عادل إمام وأحمد ذكي. يبحث نجم الشباك الحالي أحمد حلمي دائماً عن الجديد والمفاجآت التي يقدمها فبعد مفاجآته التراجيدية في «آسف على الإزعاج» والذي حصد بفضله جائزة أفضل ممثل وأفضل فيلم في غير مهرجان واستفتاء مصري، يدخل حلمي هذه المرة مع مجموعه من الوجوه الجديدة فيلم «عقبال عنكم» للمخرج أحمد نادر جلال والمؤلف محمد دياب والفيلم يحكي عن ظاهرة البطالة لدى الشباب. أما كريم عبد العزيز الذي غاب الموسم الماضي فيعود في تجربة مأمونة يدعمها المخرج شريف عرفة ومعه شريف منير ومنى زكي. وفي الفيلم الأكثر جمعاً لممثلين أصحاب نجومية في هذا الجيل فالثلاثة السابقون نجوم وأبطال منفردون ولكن جمعهم شريف عرفة في قصة جاسوسية وهي من القصص المحببة جماهيرياً حول جاسوس إسرائيلي ينفذ مهمة في مصر ويقع في حب فتاة ويتزوجها بشخصيته المزيفة وعندما تنتهي مهمته يخطفها عائداً لإسرائيل فترسل المخابرات المصرية أحد رجالها لاستعادتها. وينافس في الموسم الجديد بقوة أحد نجوم الجيل الحالي، أحمد عز، الذي ثبت أقدامه خلال السنوات الأخيرة كنجم شباك، فيدخل تجربة بوليسية من «بدل فاقد» ومعه منة شلبي ومخرج للمرة الأولى أحمد علاء في هذا الفيلم ويقدم عز شخصية توأم متناقض أحدهما مدمن. ويعتبر عز من النجوم المحافظين على إيرادتهم في منطقة آمنة. ويستمر هاني رمزي في الظهور الصيفي في فيلم «الرجل الغامض بسلامته» مع نيللي كريم والمخرج محسن أحمد في ثاني لقاء بعد فيلم «أبو العربي». واستثماراً لنجاح تجربة «كباريه» يجتمع صنّاع فيلم «الفرح» حول الحارة الشعبية المصرية ومفهوم الفرح الشعبي والعلاقات الزوجية المتشابكة، وهذا الفيلم من تأليف أحمد عبدالله واخراج سامح عبدالعزيز وبطولة خالد الصاوي ودنيا سمير غانم ومي كساب. ويعيد هذا الفيلم النجمة الكبيرة كريمة مختار إلى السينما بعد غياب سنوات طويلة. هيفاء تشعل المنافسة في مقابل هذا اختار الثنائي خالد يوسف والمنتج كامل أبو علي ورقه «تبدو» رابحة للمنافسة الشرسة على شباك تذاكر السينما المصرية وهي هيفاء وهبي نجمة الغناء وكليباته المثيرة لتكون بطلة سينمائية بعد صراع اإنتاجي في القاهرة فاز به أبو علي بدعم مخرجه خالد يوسف. تدخل هيفاء المنافسة برهان من يوسف في فيلم «دكان شحاتة» للمؤلف ناصر عبدالرحمن، ويشاركها البطولة عمرو سعد وغادة عبدالرازق. يدور الفيلم حول أهل الصعيد النازحين الى القاهرة بحثاً عن الرزق والعمل. والمفاجأة التي سيشاهدها الجمهور هي ظهور هيفاء عكس ما اعتادها جمهورها العرب. هنا ستكون «محجبة» وبملابس شعبية مثل الفتيات المصريات في المناطق الشعبية من خلال شخصية «بيسه» التي تجسدها. والمفاجأة الثانية الأداء التمثيلي لها بعد بروفات مع خالد يوسف وربما تحقق مع دكان شحاتة مفاجأة في الإيرادات أمام أفلام الكبار عادل وحلمي والسقا وكريم. وحتى الآن تأكد الغياب «الاضطراري» لنجمين موهبين كانا ينافسان على شباك التذاكر وطالما نافسا بقوة على قمة الإيرادات هما محمد هنيدي ومحمد سعد. الأول وجد طوق النجاة له في الابتعاد عن موسم «الكبار» وعادت إيرادته للارتفاع في آخر أفلامه «مبروك رمضان أبو العلمين حموده» حينما عرضه في موسم العيد مع نجوم الصف الثاني والنجمات الصاعدات للبطولة! ولذلك كرر عدم العودة لموسم الصيف والذي كان أحد مكتشفيه منذ عشر مواسم ولكن دوام الحال من المحال. اما النجم الثاني محمد سعد فيعيش كما يبدو مأزقاً حقيقياً الآن حيث أن آخر ثلاثة مواسم شهدت تراجعاً لشعبيته قوياً ما أربكه فنيًّا بعد أن احتل قمة الإيرادات بأرقام قياسية لأربعة مواسم. لقد ابتعد سعد عن المنافسة بصورة تثير علامات الاستفهام بسبب التردي الفني لاختيارته وأفلامه؟! لذا نراه يبحث الآن عن مخرج. وتردد أنه سيقدم مسلسلاً لرمضان وآخذاً إجازة موسمية من السينما إلا أنه عاد ونفى هذا لكن موقفه لا يبدو واضحاً بالنسبة للخطوة المقبلة التي ستكون حاسمه في مشواره الفني وعليه أن يحسبها بدقة. فماذا يبقى؟ يبقى بالطبع بعض الأساتذة الكبار: فداود عبد السيد ويسري نصرالله يدخلان منافسة من نوع خاص إذا ما تقرر عرض تجربتيهما في موسم الصيف «رسائل البحر» لداود والبطولة لبسمة و «احكي يا شهرزاد» ليسري والبطولة لمنى زكي، لكن الاثنين بالتأكيد يقفان خارج حسابات موزعي موسم الصيف لعدم وجود نجوم الشباك لديهما ولكنهما مكسب للسينما المصرية كما حال تجربة منتظرة الموهوب أسامة فوزي وفيلمه «يوسف والأشباح».