دوّت صفارات الإنذار وأبواق السيارات والقطارات والسفن في أنحاء الصين أمس، مع بدء ثلاثة ايام من الحداد على ضحايا الزلزال. ومع هذا، استمرت عمليات البحث عن ناجين في اقليم سيشوان مع تشبث الأسر بالأمل بالعثور على ذويهم احياء على رغم الظروف غير المواتية. وأعاقت مئات من الهزات التابعة والأجواء السيئة عملية الإنقاذ. وأفادت وزارة النقل الصينية أن أكثر من مئتين من عمال الإغاثة في المنطقة المتضررة من الزلزال جنوب غربي الصين دفنوا، اثر تدفقات طينية خلال اليومين الماضيين. جاءت انباء التدفقات الطينية بعد سبعة ايام من زلزال قوي بلغت شدته 7.9 درجة هز اقليم سيشوان. وهزت مئات من التوابع المنطقة الجبلية مترامية الاطراف. وارتفع عدد قتلى الزلزال إلى حوالى 34 ألف شخص مقابل حوالى 245 ألف مصاب جرى إسعاف ما يقارب 53 ألفاً منهم. ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية"شينخوا"عن مركز أعمال الإغاثة الحكومي أن"حصيلة قتلى الزلزال ارتفعت إلى 34073 شخصاً بحلول الساعة 12 من ظهر أمس بالتوقيت المحلي". ووقعت انهيارات صخرية عدة من المنحدرات الجبلية وسدت الصخور انهاراً يرتفع بها منسوب المياه بالفعل جراء هطول أمطار غزيرة ما يهدد بفيضانها. وتوقف العمل في كل اماكن الترفيه العامة كما توقفت مسيرة الشعلة الاولمبية ونكس العلم في بكين. وتوقفت التعاملات في بورصتي شنغهاي وشنتشن والتعاملات الآجلة في شنغهاي وتشنجنتشو وداليان مدة ثلاث دقائق. وانتشلت فرق الإنقاذ أمس امرأتين على قيد الحياة، أمضتا أسبوعاً تحت الأنقاض. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية في الصين"شينخوا"أن الناجيتين انقذتا من تحت أنقاض مبنى تابع لمنجم فحم في بلدة"بيشوان"في إقليم سيشوان. خسائر مادية وقدرت بكين الخسائر الاقتصادية المباشرة الناجمة عن زلزال بنحو 67 بليون يوان 9.60 مليار دولار في إقليم سيشوان وحده. وقال نائب وزير الصناعة وتكنولوجيا المعلومات شي جوهوا ان الخسائر التي لحقت ب14207 شركات وأعمال تجارية في سيشوان، تصل الى نحو 0.27 في المئة من اجمالي الناتج المحلي الصيني، و 6.38 في المئة من الناتج المحلي للاقليم. وأفادت اللجنة الوطنية للتنمية والاصلاح ان الصين سمحت باستخدام 6313 طناً من الاحتياطات الاستراتيجية من المنتجات النفطية المكررة للمساعدة في جهود الاغاثة بعد الزلزال. كما وافقت اللجنة على الاستفادة من عشرة آلاف طن من وقود الطائرات مخزنة في جويجو. وأعلنت الحكومة اليابانية أنها على استعداد لإرسال فريق طبي للمساعدة في أعمال الإغاثة في حال تقدمت السلطات الصينية بطلب بهذا الخصوص، مشيرة إلى أنها قد تسحب فريق الإنقاذ الذي كانت أرسلته سابقاً لتضاؤل فرص إيجاد أحياء تحت الأنقاض. وأعلنت وزارة الطوارئ الروسية عزمها على إرسال كمية جديدة من المساعدات إلى المناطق المنكوبة جراء الزلزال الذي ضرب منطقة سيتشوان، هي عبارة عن مساعدة إنسانية ومستشفى- طائرة. وفقدت ثلاثة من حيوانات الباندا بعد الزلزال القوي الذي ضرب اهم محمية في الصين لهذا الحيوان المهدد بخطر الانقراض. ويعد هذا اول اعلان في شأن مصير حيوانات الباندا التي نشأت في مركز البحوث والتربية في وولونغ على بعد 30 كيلومتراً من مركز الزلزال. ومازالت توابع الزلزال تهز اقليم سيشوان بعد ستة ايام من الزلزال المدمر. وهناك 60 من حيوانات الباندا العملاقة جمعت من محمية وولونغ وجرى ايواؤها في مكان مرتفع في واد يبعد اربع ساعات غرب العاصمة الاقليمية شينغدو أمنة. ومنها"توان توان"و"يوان يوان"وهما اثنان من حيوانات الباندا كانت الصين ستقدمهما كبادرة حسن نية لتايوان لدفع هدفها الخاص بالتوحيد. ميانمار على صعيد آخر، توجه مسؤول الشؤون الانسانية في الاممالمتحدة جون هولمز أمس الى المناطق التي ضربها الاعصار نرجس في ميانمار، بينما تبذل دول جنوب شرقي آسيا جهوداً لإقناع هذا البلد بالانفتاح على المساعدة الانسانية الدولية. وأعلن ناطق باسم الاممالمتحدة في ميانمار، أن هولمز الذي وصل مساء الاحد, توجه أمس الى مكان الكارثة, لكنه لم يعط تفاصيل اضافية. وينتظر وصول الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى ميانمار خلال هذا الاسبوع, في حين رفض قائد المجلس العسكري الحاكم في ميانمار الجنرال ثان شوي التحدث معه هاتفياً منذ بداية الازمة, بحسب مسؤولين في الاممالمتحدة. وافتتح اجتماع خاص لوزراء خارجية رابطة دول جنوب شرقي آسيا اسيان في سنغافورة أمس، حيث وقف المشاركون دقيقة صمت على أرواح ضحايا الاعصار نرجس 133600 قتيل ومفقود وضحايا الزلزال في الصين. يأتي اجتماع اسيان في حين يبدو ان المجلس العسكري الحاكم الذي عرقل وأخر دخول المساعدات الاجنبية متذرعاً بسيادة الدولة, بدأ يعطي اشارات انفتاح. وصرح وزير الخارجية التايلاندي نوبادون باتاما في سنغافورة ان بورما ترغب في تنظيم مؤتمر للمانحين في اواخر ايار مايو في يانغون، بغية تجميع المساعدات الاجنبية لمصلحة الناجين من الإعصار. كما سيتوجه الامين العام لاسيان سورين بيتسوان الى ميانمار ايضاً للاطلاع على حجم الكارثة بحسب المصدر نفسه. وقال وزير الخارجية التايلاندي ان مساعي ستبذل لإقناع ميانمار"ببحث فتح الباب امام المساعدات الإنسانية الدولية او السماح بدخولها في شكل اكبر". وانتقد وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير بشدة مشروع ميانمار لتنظيم مؤتمر للمانحين في نهاية الشهر، بهدف توجيه المساعدة الإجنبية للناجين من الإعصار نرجس, معلناً في الوقت ذاته ان باريس على استعداد للمشاركة فيه. وأرسلت دول عدة من اسيان بينها سنغافورة وتايلاند مساعدات الى ميانمار، حيث وافق المجلس العسكري الحاكم على المساعدات المادية رافضاً في الوقت نفسه بشدة ان يجرى توزيعها مباشرة من فرق اجنبية لاسيما غربية. وعمد المجلس العسكري في بورما الغيور على سيادته, الى تمرير المساعدات الدولية بالقطارة على رغم ان ثلاثة ارباع مليوني ناج يواجهون نقصاً حاداً في كل شيء, بحسب الاممالمتحدة. وحذرت منظمة"سيف ذي تشيلدرن"الانسانية من ان آلاف الأطفال يعانون" سوء تغذية حاد"وقد يموتون من الجوع في وقت قريب. مانيلا في غضون ذلك، قال مسؤولون عن الطقس ومكافحة الكوارث ان اعصاراً مدارياً اتجه نحو البحر شمال الفيليبين أمس، بعدما قتل 12 شخصاً ودمر منازل وأغرق حقول رز. وفقد الإعصار هالونغ، الذي بلغت سرعة رياحه 95 كيلومتراً في الساعة، عند المركز قوته عندما ضرب منطقة لوسون الشمالية الغربية أول من أمس، وأخذ طريقه صوب جنوباليابان في ساعة مبكرة من صباح أمس.