تبحث المفوضية الأوروبية خلال اجتماعها اليوم في ستراسبورغ تفاصيل مساهمتها في مشروع"الاتحاد من أجل المتوسط"الذي طرحه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. وقال مسؤول كبير ل"الحياة"إن صيغة جديدة للمشروع طرحت"بهدف تفعيل مسار برشلونة من ناحية ومسايرة القمة الأوروبية إلى حدّ ما اقتراحات فرنسا من أجل تعزيز العلاقات مع دول جنوب حوض البحر المتوسط". وتمثل الأفكار التي تعرضها عضو المفوضية بينيتا فيريرو فالدنر بعد مصادقة القمة الأوروبية في منتصف الشهر المقبل على حزمة اقتراحات سياسية واقتصادية يعرضها زعماء الاتحاد الأوروبي على قادة بلدان جنوب المتوسط في 13 تموز يوليو في باريس."وستنظر القمة في الهياكل المؤسساتية الجديدة والموارد المالية الضرورية لتنفيذ مشاريع طموحة في المنطقة"، بحسب المسؤول. وأكدت مصادر عربية أن"الفلسطينيين يخشون من تبعات تركيز الخطة على الأبعاد الاقتصادية واحتمال تهميش الوضع السياسي والأمني المعقد في منطقة الشرق الأوسط". وقال ديبلوماسي عربي إن"هناك تخوفاً من أن تؤدي الخطة إلى تطبيع عربي مجاني مع إسرائيل لأنها لا تقتضي طاولة للحوار السياسي". وكانت فرنسا اقترحت خلال المشاورات التمهيدية تشكيل عشر مجموعات مشاريع تستجيب لتحديات أمن التزود بالطاقة ونقل التكنولوجيا وحماية البيئة المتوسطية ومكافحة التصحر وإدارة الموارد المائية وضبط تيارات الهجرة وتنقل الطلاب. وتدعو المقترحات الفرنسية الأوروبية بلدان جنوب المتوسط إلى إقامة حيز اقتصادي يمكنه مواجهة منافسة آسيا. وكان الاقتراح الفرنسي اصطدم بمعارضة بلدان شمال أوروبا، وفي مقدمها ألمانيا التي رأت أنه سيؤدي"إلى تقسيم الاتحاد الأوروبي، كأنه صيغة لتعزيز مصالح فرنسا في منطقة نفوذها التقليدي الذي تقلص نسبياً بفعل اتساع دور كل من إيطاليا والولايات المتحدة". وتمكنت البلدان الأوروبية غير المتوسطية من"إعادة صوغ المشروع ليصبح خطة لتفعيل الشراكة الأوروبية - المتوسطية".