اعتصم عشرات المواطنين والناشطين الحقوقيين والصحّيين وهم يضعون كمامات طبية على أفواههم وأنوفهم احتجاجاً على استمرار استخدام السائقين زيت الطهي كوقود للسيارات ما يسبب أخطاراً على صحة الإنسان والبيئة. وتجمع عشرات المواطنين والناشطين في مجال حقوق الإنسان والصحافيين وعاملين في مجال الصحة أمام مقر مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان ولجان الإغاثة الطبية غرب مدينة غزة امس تلبية لدعوة من المؤسسة واللجان للتعبير عن احتجاجهم عن صمت الحكومة المقالة وإدارتها المختصة عن وضع حد لظاهرة استخدام زيت الطهي كوقود في السيارات التي تعمل محركاتها عادة بوقود الديزل. ووضع المعتصمون كمامات طبية وزعتها المؤسسة واللجان عليهم والتزموا الصمت لمدة ساعة قبل أن يتحدث عدد من المشاركين عن مخاطر استخدام زيت الطهي في السيارات على صحتهم، خصوصاً مرضى الأمراض التنفسية والصدرية، وعلى البيئة. وطالب المعتصمون الحكومة المقالة وأجهزتها المختلفة بالعمل على منع السائقين من استخدام زيوت نباتية مستخلصة من الذرة وعباد الشمس والصويا كوقود للمحركات، في ظاهرة اتسعت أخيراً وأدت الى ارتفاع كبير في أسعار هذه الزيوت، ما زاد من معاناة الفلسطينيين، خصوصاً الفقراء وأرباب الأسر الكبيرة. وقالوا إن هذه الظاهرة برزت في أعقاب تقليص سلطات الاحتلال الاسرائيلي بشكل مطّرد كميات الوقود الواردة الى قطاع غزة منذ نحو خمسة أشهر في إطار سياسة العقاب الجماعي والحصار والإغلاق المشدد المفروض بموجب قرار اتخذته الحكومة الاسرائيلية اعتبار القطاع كيانا معاديا في الخريف الماضي رداً على سيطرة حركة"حماس"على القطاع في 14 حزيران يونيو الماضي. وقالت منسقة برنامج البيئة في مؤسسة"الضمير"لحقوق الإنسان ذكرى عجور إن جهات متخصصة واستنتاجات علمية مبدئية أشارت الى الأثر السلبي لاستخدام زيت الطعام كبديل للوقود. وأضافت ان المواطنين سيعانون من هذه الآثار السلبية التي ستظهر تداعياتها بعد أشهر. وأشارت الى أن خبراء واختصاصيين قالوا إن استخدام زيت الطعام كوقود يؤدي الى انبعاث مواد كيماوية معروفة وأخرى غير معروفة حتى الآن يسبب استنشاقها أضرارا صحية وبيئية. وطالب مدير الإغاثة الطبية عبدالهادي ابو خوصة بضرورة مواجهة هذه الأزمة والتصدي لها، داعياً المواطنين جميعاً الى وضع كمامات على أفواههم وأنوفهم لمنع أي أذى صحي قد ينجم عن استنشاق الغازات العادمة المنبعثة من عوادم السيارات. بدوره، قال مدير مؤسسة"الضمير"خليل ابو شمالة إن المؤسسة طالبت الحكومة المقالة مراراً وتكراراً بالتدخل العاجل والفوري لوقف ظاهرة استخدام الزيوت النباتية كوقود للمحركات، ولم تتلق أي رد حتى الآن. واعتبر أن أي تلكؤ في هذه القضية يؤخذ على اعتبار أنه تضحية بحقوق الإنسان، خصوصاً الصحة وحق العيش في بيئة نظيفة. وندد بمواصلة اسرائيل فرض حصارها المحكم على القطاع ومنع إدخال حاجات الفلسطينيين من الوقود والمحروقات، مستهجناً صمت المجتمع الدولي عن الأوضاع اللاإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون في القطاع. تقرير الاممالمتحدة إلى ذلك، قال تقرير صادر عن مكتب تنسيق المساعدات الإنسانية في الأراضي الفلسطينية التابع للأمم المتحدة المعروف اختصاراً باسم"اوتشا"إن"وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين"اونروا عجزت الشهر الماضي عن تقديم مساعدات إنسانية لنحو 650 ألف فلسطيني في القطاع بسبب نفاد الوقود لديها. وأضاف ان"اونروا"عجزت عن تقديم هذه المساعدات لمدة أربعة أيام الشهر الماضي. وأشار في تقرير أعده عن الأوضاع الإنسانية في القطاع خلال الشهر الماضي الى أن"70 في المئة من آبار المياه المخصصة للري الزراعي تعتمد على وقود الديزل لضخ المياه، ما نتج عنه توقف كثير من المزارعين عن ريّ المزروعات"بسبب نفاد الوقود.