دعت فصائل عراقية مسلحة وتنظيمات بعثية أمس الى تصعيد العمل المسلح للرد على العملية العسكرية التي تنفذها قوات أميركية وعراقية في الموصل 390 كم شمال بغداد، فيما أعلنت قيادة عمليات الموصل العفو عن المسلحين الذين يسلمون اسلحتهم خلال عشرة أيام. وقال الناطق باسم وزارة الدفاع اللواء محمد العسكري إن القائد العام للقوات المسلحة، رئيس الوزراء نوري المالكي، أمر بالعفو عن المسلحين الذين يسلمون أسلحتهم الثقيلة والمتوسطة للأجهزة الأمنية في الموصل. وأضاف ان"هذا الامر يستمر عشرة أيام ويعتبر ساري المفعول اعتباراً من الجمعة أمس"مشيراً الى ان ذلك"لن يؤثر في سير العملية العسكرية الجارية حاليا في الموصل"ضد تنظيم"القاعدة". ونفى العسكري في تصريحات نقلتها"قناة العراقية"شبه الرسمية امس، الاتهامات التي وجهت الى الحملة باعتقال ضباط وأساتذة جامعات، مطالباً"من يوجه هذه الاتهامات بتقديم الأدلة". وكان المالكي الذي وصل الى الموصل لقيادة عملية"ام الربيعين"استقبل مساء الخميس ضباطاً في الجيش العراقي السابق وشيوخ عشائر المدينة. ودعا الضباط الى الالتحاق بالجيش الجديد، وقال إن"الانتماء للعراق هو مصدر قوتنا ومبعث فخرنا، واذا كان العراقيون على مختلف انتماءاتهم شركاء في البلاء فيجب ان يكونوا شركاء أيضا في بناء بلدهم وإعماره"، مشيراً الى ان"المهمة التي جئنا من أجلها الى نينوى هي فرض القانون وإنهاء المعاناة بالتعاون مع أبنائها الخيرين". وأكد ان العملية"ستنجح بجميع أبعادها العسكرية والاقتصادية والسياسية وستعيد البهجة الى الموصل". الى ذلك، دعا بيان ل"المجلس السياسي للمقاومة العراقية"الذي يضم مجموعات مسلحة أبرزها"الجيش الاسلامي"و"جيش المجاهدين"و"أنصار السنة"و"الهيئة الشرعية"و"الجبهة الاسلامية للمقاومة العراقية"و"حماس العراق"و"جيش الفاتحين"الى تصعيد العمل المسلح، رداً على العملية العسكرية في الموصل. وجاء في البيان الذي تلقت"الحياة"نسخة منه:"في صفحة سوداء جديدة من صفحات حكومة الاحتلال وأسيادها دعاة الديموقراطية يتدفق آلاف الجنود بخيلهم وخيلائهم إلى قلعة من قلاع أهل السنة والجماعة ليؤكدوا للقاصي والداني أن العدو الصليبي وأذنابه ماضون في تنفيذ مخططهم الإجرامي بضرب قلاع أهل السنة لإسكات كل الأصوات الرافضة والمقاومة للإحتلال الغاشم". واكد البيان أن"الهجوم على الموصل يحمل دلالات عدة هي تأكيد مهمة الجيش العراقي الجديد من خلال استباحة مدن العراق ومطاردة المجاهدين وكل الشرفاء والاعتداء على حرمات العراقيين والعراقيات، وأنهم لا يفرقون في استهدافهم بين مجاهد وآخر فكل من يحمل سلاحه للدفاع عن دينه و شرفه ووطنه هو هدف". ولفت البيان الى أن"العملية الأمنية في الموصل تقع في إطار خطة لتمكين ما وصفهم المحتل بالمعتدلين المشاركين في العملية السياسية المجلس الخماسي في مناطق الكثافة السكانية، فعملية فرض القانون في بغداد وصولة الفرسان في البصرة وزئير الأسد الآن في نينوى، كل ذلك يمهد لإزالة العوائق من طريق هؤلاء لخوض الانتخابات المحلية القادمة من دون مغامرة". واتهم البيان الحكومة ب"تنفيذ مخططات داخلية وخارجية متمثلة بأحلام غالبية القيادات الكردية التي التقت مصالحها مع المشروع الصفوي في العراق". واضاف ان العملية جاءت"لتبيض صفحة المالكي عند اخوانه في الصف الشيعي بعد أحداث البصرة والثورة، ومحاولة منه لاسترضاء القيادات الكردية والظهور بصورة الرجل القوي أمام أسياده وأتباعه". وختم"المجلس السياسي للمقاومة"بدعوة"جميع الفصائل الجهادية الى رص الصفوف وتصعيد العمل المسلح للوقوف بوجه العدو وأذنابه". من جهة أخرى، دان ابو محمد، الناطق باسم حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق جناح عزة الدوري ما اعتبره"ممارسات اجرامية تقوم بها قوات حكومة الاحتلال الرابعة والميليشيات الطائفية والعنصرية مدعومة بقوات الاحتلال الأميركي، ضد أبناء مدينة الموصل". وجاء في بيان حمل توقيع الناطق باسم الحزب، وتلقت"الحياة"نسخة منه"أن حزب البعث العربي الاشتراكي إذ يدين الممارسات الإرهابية الإجرامية لقوات حكومة الاحتلال العميلة وميليشياتها الطائفية والعنصرية المدعومة بقوات الاحتلال الأميركي، من عمليات دهم واعتقال وتشريد وقتل للآلاف من أبناء الموصل الصامدة، وخصوصا من رفاقنا البعثيين، فإنه يؤكد أن صولات المقاومة الباسلة سوف تستمر وتتصاعد وتتطور حتى يندحر المشروع الأميركي وتخرج قواته ومن جاء معها من الخونة والعملاء". وأضاف:"أن عمليات الإبادة الجماعية التي تمارسها قوات الحكومة العميلة، إنما تستهدف روح المقاومة والجهاد والصمود التي يبديها أهالي الموصل الذين يستمدون قوتهم وقدرتهم من قوة وقدرة ومقاومة شعب العراق أجمعه في وجه الاحتلال وعملائه". وأشار البيان إلى أن"العمليات الوحشية التي تشهدها مدينة الموصل الحدباء تحت ستار حديدي وبعيدا عن تغطية وسائل الإعلام، تكشف مجزرة حقيقية مريعة ترتكبها قوات الاحتلال الأميركي وحكومته العميلة ضد أبناء شعبنا". واتهم البيان قوات"البيشمركة الكردية باستهداف الوجه العربي للموصل"، وأضاف ان هناك"دوراً مشبوهاً تقوم به عصابات البيشمركة التابعة للحزبين الكرديين العميلين في استهداف وجه الموصل العربي ومحاربة كل ما هو عروبي، ومحاولة تغيير التركيبة السكانية لبعض مدن محافظة نينوى".