حذر تيار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر من انهيار الاتفاق بينه وكتلة "الائتلاف"، على خلفية استمرار القوات الأميركية والعراقية، بتنفيذ حملات دهم واعتقال في مدينتي الصدر والشعلة، حيث معاقل"جيش المهدي". وأكد ان"جميع المراجع في النجف ضد حل هذه الميليشيا". وقال الناطق باسم التيار صلاح العبيدي ل"الحياة"ان"الخروقات الأخيرة من القوات الأميركية والعراقية في مدينتي الصدر والشعلة، بعد توقيع الاتفاق الذي نص على وقف القتال تضع هذا الاتفاق في وضع حرج وتهدد بانهياره". وأضاف العبيدي ان"التيار الصدري طلب توضيحاً عاجلاً من اللجنة التي شكلت لتنفيذ الاتفاق، فأعلمتنا ان القوات كانت ترد على مصادر النار". وأوضح ان"الاتفاق نص على التهدئة ووقف العمليات العسكرية، إلا انه منذ اعلان هدنة لأربعة ايام عملت القوات على خرقها بشكل أو بآخر لجر التيار الصدري الى مواجهة جديدة". إلا ان الجيش الأميركي نفى اتهامه بخرق الاتفاق، وقال المستشار الاعلامي للقوات الأميركية عبداللطيف الريان ل"الحياة"ان"قواتنا خلال اليومين الماضيين كانت ترد على عمليات المسلحين وقواتنا المتمركزة في مدينة الصدر في موضع الدفاع وليس الهجوم". واندلعت اشتباكات متقطعة مساء أول من أمس في مناطق تابعة لمدينة الصدر هي منطقة جميلة وسوق الحي، أعقبها إطلاق مروحيات أميركية صواريخ عدة على مناطق الاشتباكات، واقتحمت قوات أميركية وعراقية مشتركة أول من أمس مدينة الشعلة أبرز معاقل"جيش المهدي"ونفذت عمليات اعتقال. وقال الناطق باسم خطة فرض القانون اللواء قاسم الموسوي ان"القوات العسكرية المشتركة تعرضت خلال اليومين الماضيين لإطلاق نار في مدينتي الصدر والشعلة". وأضاف في مؤتمر صحافي عقده في بغداد أمس ان"قوات الأمن تعرضت اول من أمس لهجوم من مسلحين في مدينة الشعلة ما دفعها الى الرد وتم خلال ذلك اعتقال 111 مسلحاً وقتل 10 فضلاً عن العثور على سيارات مليئة بالاسلحة". الى ذلك، اكد العبيدي ان"جميع المراجع الدينية لا توافق على حل"جيش المهدي"، وحتى السيد السيستاني لا يوافق"، لافتاً الى ان"قرارات السيد مقتدى الصدر لا تصدر إلا بعد مراجعة المراجع وأخذ رأيهم، كما ان المرجعية الدينية لا تقبل بإقصاء التيار الصدري من العملية السياسية أو أي مكون آخر". وهذا ما أشار اليه وكيل السيستاني الشيخ عبدالمهدي الكربلائي في خطبة الجمعة عندما قال"إن المرجعية لا ترضى بإقصاء المكونات السياسية من العملية السياسية، وهذا واضح جداً". وتابع ان مكتب السيد السيستاني رفض حتى الفكرة التي تركز عليها الأطراف الحكومية ويركز عليها الاحتلال وهي نزع السلاح، لأن ذلك يعني في الموازنات الحالية مسألة غير مقبولة بسبب وجود ميليشيات لأطراف أخرى تحمل السلاح، على مسمع ومرأى من الدولة، مثل"الصحوة"و"الاسايش"وجهات أخرى، فلماذا تركز الحكومة على"جيش المهدي". وزاد ان هناك بعض المقربين من مكتب السيستاني يقولون ان"جيش المهدي"عصا توازن في ما يجري الآن في العراق، حتى لو كان هناك بعض التصرفات التي تتحفظ عنها المرجعية، ولكن تقر بشكل واضح جداً، بل اكثر من ذلك هناك كلمة للسيد السيستاني قالها شخصياً لرئيس الوزراء نوري المالكي بشكل غير مباشر عند زيارته الأولى بعد توليه السلطة"ان جيش الإمام المهدي ورقتكم الرابحة سياسياً فلا تخسروا هذه الورقة". وزاد العبيدي ان"القوات الأميركية المحتلة في العراق لا يروق لها ان يسود الهدوء والاستقرار، وهي دوماً تريد القضاء على التيار الصدري وإقصاءه من العملية السياسية". وأشار الى ان"القوات الأميركية تستفز جيش المهدي منذ السبت الماضي". ولفت الى ان"السيد مقتدى الصدر يواصل دروسه الحوزوية بشكل متقطع، وغير دائم ويحاول ان يكرس جهده لهذا الأمر، لذلك انتدب لجنة من فضلاء الحوزة سميت الإدارة المركزية لإدارة الشأن العام للتخفيف عنه في الأمور التفصيلية".