سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إيران تقدم اقتراحاً مضاداً يتضمن مشاركتها في "حل مشاكل العالم" ... والتمسك بالتخصيب . "الحوافز الغربية" في مهب الريح بعد رفض واشنطن طلب موسكو إشراك طهران في التسويات الإقليمية
سقطت سلة الحوافز التي اتفق الغرب على تقديمها الى إيران لإقناعها بوقف تخصيب اليورانيوم، نتيجة تباين حاد في المواقف بين واشنطنوموسكو. وسارع البيت الأبيض أمس، الى رفض دعوة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الدول الست المعنية بالملف النووي الإيراني أمس، إلى تقديم"ضمانات أمنية"وسياسية واسعة إلى طهران، تشمل"إشراكها في ملفات التسوية في الشرق الأوسط". تزامن ذلك مع تقديم سفير طهران لدى بروكسيل"سلة اقتراحات"، بدت بمثابة رد على الحوافز الغربية. وتضمن البند الأهم في تلك الاقتراحات، رفض إيران وقف التخصيب، ودعوتها الى معالجة مشتركة ل"تحديات السباق نحو التسلح والديكتاتورية، والإرهاب وأمن الطاقة"، وبمعنى آخر، مساهمة طهران في"حل مشاكل العالم"كما ورد في الاقتراحات التي سلمت نسخة عنها الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. راجع ص 10 وفاجأ لافروف المراقبين، باقتراحه تقديم ضمانات أمنية واسعة للإيرانيين، وذلك في كلمة ألقاها في ايكاترينبورغ منطقة الاورال، على هامش لقائه نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير. وقال الوزير الروسي:"أعتقد أن بإمكان السداسي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن زائداً ألمانيا طرح اقتراحات ملموسة، وتقديم ضمانات أمنية لإيران"، ربطا دعوته ب"اقتراح بالاعتراف بدور إقليمي أساسي لإيران"، إذ تحدث عن ضرورة"تأمين موقع لائق لها في المحادثات حول التسوية في الشرق الأوسط". وأسف لأن هناك"بعض الدول في السداسي غير مستعد لتقديم اقتراحات مماثلة... السبيل الوحيد لتخفيف التوتر في المنطقة وتسوية الأزمة النووية الإيرانية". وسارع البيت الأبيض إلى رفض الاقتراح الروسي، ما عكس تبايناً بين موقفي موسكووواشنطن، على رغم الاتفاق الذي تم التوصل إليه في الاجتماع السداسي الأخير في لندن أوائل الشهر الجاري، والمتعلق بتقديم رزمة حوافز سياسية واقتصادية إلى إيران، لحملها على وقف نشاطها النووي والعودة إلى طاولة الحوار مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ورأى رجب صفاروف، أحد أبرز الخبراء الروس في الشؤون الإيرانية، ان الاقتراح الروسي"نبأ جيد بالنسبة الى طهران"، وقال ل"الحياة"إن موسكو تبنّت بذلك طلباً إيرانياً مهماً يتعلق بتقديم"ضمانات مئة في المئة، بألا تتعرض طهران لأي عدوان عسكري، وألا تُستهدَف مواقعها الحيوية"، ما يفسّر بحسب الخبير عبارة"الضمانات الأمنية". وعن الدور الإيراني في محادثات التسوية في الشرق الأوسط، اشار صفاروف إلى أنه"ضرورة تفرضها الظروف في المنطقة"، وقال إن الدعوة الروسية تتضمن ضرورة"الاعتراف بدور إقليمي أساسي لإيران"، وهذا"دافع مهم لحملها على إبداء أقصى درجات التعاون في تسوية الملفات الإقليمية". في غضون ذلك، قدم السفير الإيراني في بروكسيل علي أصغر حاجي حزمة اقتراحات إلى الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا، شملت"وضع آليات تمكّن من المعالجة المشتركة لتحديات السباق نحو التسلح، والديكتاتورية، والإرهاب، وأمن الطاقة". في الوقت ذاته، أعلن الناطق باسم الخارجية الإيرانية محمد علي حسيني أن رزمة اقتراحات إيران لحل مشاكل العالم وأزمة ملفها النووي، سلمها إلى الأمين العام للأمم المتحدة، جواد ظريف، المندوب الإيراني لدى المنظمة الدولية. ونسبت وكالة الأنباء الإيرانية ارنا الى حسيني تأكيده تسليم نسخة عن الاقتراحات الى الحكومات السويسرية والروسية والصينية. ورفضت طهران في الاقتراحات، طلب الغرب وقف تخصيب اليورانيوم. وقال حسيني إن مشكلة"أسلحة الدمار الشامل وانتشار الأسلحة النووية باتت مصدر قلق للمجموعة الدولية، وتقترح إيران وضع آليات مشتركة لمواجهة هذه التحديات". ولفت إلى أن بلاده"تضطلع بدور أساسي على الصعيدين الإقليمي والدولي، وهي عضو في معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية... ولا تقبل بأكثر من التزاماتها وبأقل من حقوقها". وجدد مطالبة بلاده ب"تعديل معاهدة حظر الانتشار النووي حتى تتسنى مواجهة التحديات في العالم". واختتمت أمس محادثات اليوم الأخير بين وفد وكالة الطاقة والمسؤولين الإيرانيين، في مقر مؤسسة الطاقة الذرية الإيرانية في طهران. وأعلن مصدر مأذون له ان وفد الوكالة ضم ثلاثة أشخاص على رأسهم مسؤول القسم الإقليمي لقواعد السلامة والأمان في الوكالة هرمن ناكارت، فيما رأس الوفد الإيراني مندوب طهران لدى الوكالة علي اصغر سلطانية.