سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لبنان في نفق المحنة : اعتبر ان سلاح المقاومة انحرف عن اتجاهه واشترط الموضوع الأمني بنداً اول للحوار . الحريري : لن نستسلم ل "السوري والإيراني" وعلى كل طرف ان يقدم تنازلات في مكان ما
اعتبر رئيس كتلة "المستقبل" النيابية سعد الحريري أن ما شهدته المناطق اللبنانية في الأيام الأخيرة هو"حرب بقرار إقليمي من أجل تسليم قرار لبنان إلى سورية وإيران"، مؤكداً أن"هذا من سابع المستحيلات". وقال:"لن يحصلوا على توقيع سعد الحريري ووليد جنبلاط على صك الاستسلام للنظامين السوري والإيراني"، مشترطاً أن"يكون أول بند على طاولة الحوار هو امن بيروت والمناطق التي تعرضت للاعتداء". وهاجم الحريري في مؤتمر صحافي عقده في قريطم امس"حزب الله"، معتبراً أن سلاحه"انحرف عن وجهته". ودعا الى"اخماد الفتنة التي وقعت بأن يقدم كل طرف في مكان ما تنازلات، وأن يتنازل عن بعض الانتصارات". استهل الحريري كلمته مرحباً بالصحافيين"في دارة الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي تعرض للاغتيال مرة ثانية. مؤسسات رفيق الحريري التي تعرضت للاعتداء والتخريب والحرق والتوقيف. المراكز الصحية التي تحمل اسم رفيق الحريري. المراكز التربوية التي ترفع اسم رفيق الحريري. المستوصفات، الأندية الثقافية والاجتماعية، والمستقبل جريدة وإذاعة وتلفزيوناً وأرشيفاً، وكل ما يمت بصلة الى روح رفيق الحريري. أهلاً بكم في بيروت. بيروت المظلومة. بيروت الصابرة، حبيبتنا جميعاً. بيروت كرامتنا جميعاً. بيروت تاريخنا جميعاً. بيروت مستقبلنا. بيروت روح لبنان وروح الحرية التي تعرضت للاجتياح المسلّح. وممن؟ من ذوي القربى، لا والله. أهلاً بكم من بيروت، من الأحياء التي حوصرت. من الشوارع التي اجتاحها الفلتان. من الأبنية التي أحرقوها. ومن البيوت التي يلفها الحزن على الشهداء والضحايا. أهلاً من بيروت لكل لبنان. لطرابلس الأبية وباب التبانة تحديداً. والمنية والضنية، والقلمون وعكار. للبقاع وصيدا والإقليم وشبعا والجبل". وقال الحريري ان في أيار 2008"تم تنظيم انقلاب على الشرعية يهدف الى فتح الطريق امام عودة النظامين السوري والإيراني للإمساك بقرار لبنان بقوة السلاح والقمع والإرهاب واحتلال بيروت"، معتبراً"ان هذه هي المرحلة الجديدة التي تحدثوا عنها". وأضاف الحريري:"كنا ننتظر حرباً مفتوحة على إسرائيل، فإذا بنا امام حرب مفتوحة ضد بيروت وأهلها وأحيائها وتاريخها. فهل بيروت هي من اغتالت عماد مغنية؟ حرب مفتوحة على اللبنانيين في الجبل، والشمال والبقاع. وحرب مفتوحة على الدولة والشرعية والمؤسسات والسلم الأهلي والعيش المشترك. غزوة حقيقية، أرادوا من خلالها، قلب الأوضاع والمعادلات، وتحقيق العودة المقنّعة للوجود السوري بأدوات ايرانية وبتمويل إيراني". وزاد الحريري:"أسقطوا دولة لبنان في قبضة الفلتان المسلح، والغرائز المذهبية، ودفعوا البلاد عنوة وبالإرهاب الى وهم الاستيلاء على السلطة، وتعطيل ما تبقى من رموزها. بعد تعطيل المجلس النيابي، وتعطيل السلطة التنفيذية، وتعطيل رئاسة الجمهورية، أطلقوا شرارة الفتنة الكبرى لتعطيل دور الجيش اللبناني، ومنعه من أداء دوره في حماية المواطنين والنظام. كثيرون يقولون اليوم ان الجيش اللبناني لم يستطع الدفاع ولكن المواطنين اللبنانيين الأبرياء والشهداء هم الذين حافظوا على وحدة الجيش اللبناني". وأضاف:"هذه جريمة موصوفة رآها العالم على الشاشات. وشاهدها كل اللبنانيين، لا سيما أهلنا في الجنوب والضاحية والبقاع. جريمة، نضعها امام عيون العرب والمسلمين ارتكبوها بذريعة الدفاع عن المقاومة، وهم يحولون سلاح المقاومة نحو اللبنانيين في كل المناطق، ويعملون على نحر المقاومة في شوارع بيروت وقرى الجبل". ورأى الحريري ان"الهجوم على بيروت ما كان ليتم من دون غطاء إسرائيلي سمح بانتقال آلاف المقاتلين وفي شكل علني من الجنوب الى بيروت والجبل والمناطق"، متسائلاً:"كيف يمكن لأرتال المسلحين ان تتحرك على طريق جزين وصولاً الى الباروك من دون غطاء إسرائيلي؟". وقال الحريري:"يطلبون من بيروت ان ترفع الأعلام البيض، ويطلبون من سعد الحريري ووليد جنبلاط وكل قوى 14 آذار، ان يبصموا على عودة النظام السوري الى لبنان. أو بالحد الأدنى على تسليم قرار لبنان الى النظامين السوري والإيراني. وهذا الأمر هو من سابع المستحيلات. يستطيعون ان يجتاحوا المناطق. ويستطيعون التهديد بالشر المستطير. لكنهم لن يتمكنوا من الحصول على توقيع سعد الحريري أو وليد جنبلاط أو أي من قيادات 14 آذار على صك الاستسلام للنظامين السوري والإيراني، وتسليم قرار لبنان لهذين النظامين". وأكد الحريري ان أول بند على جدول الحوار هو بيروت وأمنها وأمن الجبل والشمال والبقاع والإقليم وصيدا وشبعا. وقال:"البعض يدعونا الى الحوار والمسدسات في رؤوسنا وهذا أمر لن يحصل حتى لو أطلقوا الرصاص على الرؤوس". وزاد الحريري:"نحن بكل بساطة وهدوء نطلب الإجابة عن السؤال الكبير: هل السلاح الموجود هو لاستباحة بيروت والجبل والشمال والمناطق، ولمقاتلة الدولة وتعطيل دور الجيش، أم ان السلاح هو لمقاتلة إسرائيل؟ المسألة لا تتعلق بسلاح حزب الله فقط. المسألة تتعلق بكل السلاح الموجود. وحزب الله غطى ورعى وموّل مع الأسف، فلتاناً مسلحاً لكل تنظيمات الاستخبارات السورية في لبنان. المسألة تتعلق بسلاح الجيش، ودور الجيش، ووحدة الجيش، وإلى أين يقودون الجيش اللبناني. والحوار يبدأ من هذه النقطة، وينطلق الى كل أمر آخر. الى رئاسة الجمهورية، وإلى الحكومة الوحدة الوطنية، وإلى قانون الانتخابات، وإلى الوظيفة الوطنية الأساسية التي يجب ألا تتخلى عنها كل جهات الحوار. وظيفة حماية السلم الأهلي والعيش المشترك وقيام الدولة. لقد سبق في إطار عملنا على حقن الدماء ورفع الخطر الذي يهدد بيروت وكل لبنان ان اعلنّا مبادرة وضعنا فيها القرارين الحكوميين في عهدة قيادة الجيش اللبناني وأصدرت قيادة الجيش بياناً في هذا الشأن. ونحن عند التزامنا بما صدر حرفياً في هذا البيان لجهة قراري الحكومة ومنع المظاهر المسلحة وسحب المسلحين وفتح الطرقات وتكليف وحدات الجيش اللبناني مواصلة اتخاذ الإجراءات الميدانية لحفظ الأمن وبسط سلطة الدولة وتوقيف المخالفين وسنؤكد عملياً على هذا الالتزام من خلال دورنا في مجلس الوزراء". وتابع الحريري:"هذه الحقائق، نضعها امام اللبنانيين جميعاً، وأمام الأشقاء العرب خصوصاً، وأمام اللجنة العربية الوزارية، التي نرحب بقدومها الى بيروت، وعبر المطار". حوار ثم فتح الحريري باب الحوار، على ان يكون السؤال الأول ل?"المنار لأننا لا نخاف من الصوت الآخر". لكن مندوب محطة"ان بي ان"هو الذي سأله عن السبب الذي دفع الحكومة الى اتخاذ القرارين بينما وعد رئيسها فؤاد السنيورة بأنها ستكون حكومة تصريف أعمال، فأجاب الحريري:"موضوع القرارين حجة أقبح من ذنب، ولا نحملهما مسؤولية الفتنة المذهبية الحاصلة. إذا كان أحد غير خائف من حصول فتنة مذهبية سنية ? شيعية، فهو مخطئ. اليوم وقعت الفتنة ولا يفكر أحد أنها ستكون من دون تداعيات. نحن أمام سؤال كبير إلى أين؟ احتلوا بيروت ورفعوا علامات النصر وصور بشار الأسد في مكاتب"المستقبل"؟ فهمنا لكن ماذا بعد؟ ماذا حققوا؟ هل هو انقلاب سياسي؟ ليس انقلاباً سياسياً. من اليوم الأول في ما يتعلق بموضوع القرارين طلع السيد حسن في مؤتمره الصحافي ونحن طلعنا بالمبادرة. ما كان يجب أن يحصل كل هذا الأمر. ما حصل في لبنان أكبر خطر على كل لبناني. غداً لا سمح الله، إذا حصلت حرب من جانب اسرائيل إلى أين يذهب أهل الجنوب، أليس إلى بيروت؟ من سيحتضنهم؟ كيف يمكننا أن نبلسم الجراح؟ ربحتم المعركة على الأرض وماذا بعد؟ أين تذهبون بنفوس الناس، الشهداء من الطرفين؟ في النتيجة"فلت الملق"كيف نبلسم الجراح، إلى أين ذاهبون؟ الى أين تأخذون لبنان؟ نتكلم عن الوحدة الاسلامية ثم نعمل ضدها. وأضاف:"الفتنة وقعت. لا أحد يعرف كيف يشعر الناس الذين مست كراماتهم وحقنت نفوسهم. سنتان نحذر من الفتنة ثم ندخل إلى بيروت ونفعل ما فعلناه ثم نقول لا فتنة". وتمنى الحريري أن"تنجح اللجنة العربية في مهمتها على رغم أن الجرح كبير ولا يستخفن أحد بما حصل. اللجنة العربية آتية باقتراحات للحل السياسي، لكن علينا نحن أن نرى كيف نحل هذه الفتنة التي يستهونها البعض وأنها أمر مرّ، وجاء شخص إيراني لا أعرف اسمه ليقول إن"حزب الله انتصر". على من انتصر؟ على سعد الحريري؟ إذا أراد سعد الحريري فليأت إليه. عنواني معروف، لماذا تذهب لتقتل أهل بيروت. تعالوا إلى قريطم، ارسلوا كل مسلحيكم إلى قريطم". وأكد الحريري أن قائد الجيش العماد ميشال سليمان لا يزال"المرشح التوافقي مهما حاولوا أن يحرقوه"، معتبراً أن"السنة والشيعة وكل الطوائف أصيبوا بالاحباط مما حصل. ماذا حصل؟ تقاتلنا بعضنا مع بعض، يا فرحتي! هل تريد أن تكسر سعد الحريري في الشارع بهذه الطريقة. إذا كنت تريد كسر سعد الحريري وهو مستهدف تفضلوا إلى منزلي اكسروني أنا بدلاً من أن تذهبوا إلى شوارع بيروت". وعن أداء الجيش اللبناني:"هناك مشكلة أساسية هو وحدته. اليوم لسوء الحظ الجيش لم يستطع ان يدافع عن المواطنين وهم بصبرهم بدمائهم بصمودهم وصدورهم دافعوا عن وحدة الجيش. أما مسألة راضٍ أو غير راضٍ، لاحقاً حين تهدأ النفوس نجلس ونتحاسب ونتكلم الأمور بصراحة. اليوم الدماء على الارض". ورفض الحريري مقولة"حزب الله"أن ما حصل لن يثمر على طاولة الحوار. وعن تبديله مقولة الامام موسى الصدر"السلاح زينة الرجال"ب"السلاح زينة الزعران"، قال الحريري:"عندما قال السيد موسى الصدر هذا الكلام كان يقصد السلاح بوجه اسرائيل، ولو كان الامام الصدر موجوداً لما حصل ما حصل". وعزا الحريري أسباب ما حصل إلى"عدم وجود رئيس للجمهورية، ولو كان لدينا رئيس جمهورية لما كانت هذه المشاكل". وسئل:"هل انتهت؟"فأجاب:"لا أعرف، تارة يقولون انتهت وتارة يقولون لم تنته، بحسب المزاج". ونفى أن يكون لتيار"المستقبل"ميليشيا مسلحة. وأضاف الحريري:"الطائفة الشيعية أهلنا وهم لبنانيون مثلنا، ولا يمكن أحداً أن يستهدف طائفة، فلبنان لا يبنى على أن طائفة تأكل من حق طائفة. لبنان لا يبنى هكذا. فرحنا بالنصر، وأقفلنا تلفزيونات الآخرين. على أي أساس، أمن أجل منعهم من الكلام؟ وسئل الحريري عن الدعم الدولي والعربي وما اذا كان وهمياً فأجاب:"موقفنا سيبقى على ما هو عليه. نحن دائماً يقال إننا مدعومون من مصر والسعودية ومن حلفائنا وهم حلفاء كل لبنان. لكن حين تقدم مصر مساعدة فهي تساعد كل لبنان وكذلك السعودية ودول الخليج التي لا تستثني فئة من اللبنانيين، لكن إيران من تساعد؟ هل بنت ايران مشروعاً في عكار أو في طرابلس أو بيروت؟ هناك أمور لا يجب أن تحصل. نحن نحترم إيران ولكن على إيران وسورية أن تحترمانا". وعن وضع المعارضة شروطاً للحل، قال:"إذا أكملنا بوضع الشروط على الآخرين فإن لبنان سيدخل في دائرة الخطر والفتنة والحرب الاهلية، ولا يفكر أحد أن ما حصل في الأيام الأخيرة لا يدخل لبنان في حرب أهلية. نحن تيار معتدل يمكن أن نمسك الشارع إلى مكان ما لكن إذا كملت الأمور في استباحة أموال الناس وأرواحهم ستفلت الناس وليكونوا مسؤولين هم عن هذا الأمر". وختم الحريري مخاطباً ذوي الشهداء وكل اللبنانيين وبخاصة أهل الجنوب:"لا يجب أن ندع الفتنة السنية - الشيعية تنفجر، لأنها ليست من مصلحة أي لبناني، ولا يقول أحد أنها لم تبدأ وأننا لسنا خائفين. ما حصل أيضاً أن هذه الفتنة التي كنا دائماً نخاف منها، علينا الآن أن نخمدها، ومن أجل أن نخمدها على كل طرف في مكان ما أن يتنازل قليلاً، يتنازل عن بعض الانتصارات".