تحقق تجارة العملات عبر الانترنت نمواً لافتاً في منطقة الشرق الأوسط والخليج خصوصاً، في ظل متوسطات نمو عالمية كبيرة لهذا القطاع الذي يقدر خبراء متخصصون حجم تعاملاته يومياً بنحو 1.4 تريليون دولار. ولم تحدد الحصة الإقليمية من هذه السوق الضخمة، نظراً الى صعوبات عدة بحسب ما أكد خبراء تحدثت اليهم"الحياة"إذ عزوا ذلك الى أن التداولات تجرى عبر شبكة المعلومات الدولية"الانترنت"من دون الحاجة إلى تحديد البلد الذي يتعامل منه الشخص. وتشهد دبي اليوم التجمع الأول للعاملين في تجارة العملات عبر الانترنت في المنطقة، إذ تنظم مجموعة"عربكوم"المؤتمر والمعرض الأولين في الشرق الأوسط لتجارة العملات"فوركس 2007"، بمشاركة مجموعة من المؤسسات العالمية المتخصصة وحشد من المهتمين والخبراء والمستثمرين والفاعليات الاقتصادية والمالية ورجال الأعمال في المنطقة. وعزا الخبراء النمو في تجارة العملات عبر الانترنت الى سهولة هذه التجارة وتوافرها لتكون في متناول جميع الأشخاص من كل الفئات والمستويات، وعدم وجود إجراءات معقدة لتحول الشخص الى مستثمر في العملات. فيما ربط خبراء ماليون أحد جوانب النشاط السريع في هذه التجارة بالتراجع الحالي في أسواق الأسهم الإقليمية، ولجوء المستثمرين الى البحث عن قنوات استثمار بديلة. ويسلط معرض"فوركس"الضوء على أهم الجوانب المتعلقة بكيفية إدارة عمليات التجارة المالية وتبادل العملات عبر الانترنت، بعدما أصبح التداول الإلكتروني وسيلة سهلة في متناول الشرائح الراغبة في ذلك لتسيير عمليات التداول ومتابعة السوق العالمية باستمرار. وينعكس ذلك إيجاباً على الجهات المهتمة في تحسين ظروف الدخل والربح، التي تعززها ثقافة الانترنت والتبادل الإلكتروني الذي غيّر شروط الاقتصاد العالمي الجديد عموماً. وأكدت رئيسة مجموعة"عربكوم"كاتيا طيار ل"الحياة"أن تجارة العملات عبر الانترنت"تحقق انتشاراً واسعاً في المنطقة، وتزاول المؤسسات المالية والمصرفية في العالم والمنطقة هذه التجارة ولو من دون الإعلان عن ذلك رسمياً". واعتبرت أن أسواق العملات أو ما يسمى تجارة الأموال"تشكل فرصاً حقيقية أمام جميع الناس من مختلف المجتمعات والشرائح ، لتعزيز أرباحهم واستثمار أموالهم بسهولة ومرونة، توفرها لهم شبكة الانترنت خلال ساعات اليوم من دون انقطاع، لاتخاذ القرارات المناسبة وإجراء التداول الفوري ومراقبة أخبار الأسواق والتفاعل مع الأحداث في كل العالم من دون أن يترتب عمولة إضافية على المتداولين للوسيط". وتضم قائمة العارضين"فوركس كابيتال ماركت"و"آي أف اكس"و"أف اكس سوبيوشنز"وغيرها. بينما تضم قائمة المتحدثين في المؤتمر خبراء ومديرين لشركات عالمية في الصناعة. وتعد الولاياتالمتحدة وسويسرا من أهم الدول التي نجحت فيها تجارة العملات، إذ بات المستثمرون ورجال الأعمال والاقتصاديون يعتمدون في شكل مباشر على هذه التجارة لمضاعفة أرباحهم وثرواتهم، وهو أمر يوليه المتحدثون أهمية، لتسليط الضوء على أهم التجارب الناجحة للاستفادة منها.