بدأت واشنطن جهوداً تهدف الى إعادة إطلاق المفاوضات بين جورجيا وإقليم أبخازيا الساعي إلى الإنفصال عنها، فيما تواصل السجال بين الطرفين حول الوضع على الأرض والإتهامات المتبادلة بتصعيد الموقف. وبدأ ميتيو برايزا، مساعد نائب وزيرة الخارجية الأميركية أمس، محادثات في سوخومي عاصمة الإقليم الإنفصالي إلتقى خلالها رئيس الجمهورية غير المعترف بها سيرغي بغابش ووزير خارجيتها سيرغي شامبا، وقال إن مهمته"تهدف الى دفع جهود التهدئة وإحياء المفاوضات مع جورجيا". لكن التدخل الأميركي المباشر قوبل بتحفظ من جانب أبخازيا التي تصر على"دور أساسي لموسكو في التسوية"، إذ أعلن بغابش أن أبخازيا غير مستعدة للمشاركة في مفاوضات مع جورجيا، ولا ترحب بأي مبادرات تسوية قبل تنفيذ الجورجيين الاتفاقات الموقعة سابقاً"، في إشارة إلى نشر قوات جورجية في منطقة وادي كودور التي تفصل بين الجانبين، وهو تطور اعتبره الأبخاز انتهاكاً لاتفاق وقف النار الذي حظر الوجود العسكري الجورجي في المنطقة. ووصف المبعوث الأميركي الوضع بأنه"معقد لكن قابل للحل"، علماً أن التوتر تصاعد بقوة أخيراً بعد قرار موسكو تنشيط تعاونها مع الإقليم الانفصالي، ما اعتبرته جورجيا مقدمة للإعتراف بإستقلال الإقليم، ثم اتخذت التطورات منحى خطراً بعد إسقاط طائرات تجسس جورجية فوق أراضي أبخازيا ونشر قوات على حدود الإقليم، ما دفع موسكو إلى زج وحدات عسكرية إضافية في خطوة إعتبرتها تبليسي"إعلان حرب". إلى ذلك تواصل تبادل الإتهامات بين الجورجيين والأبخاز بالمسؤولية عن تدهور الوضع، بعدما أعلنت وزارة الدفاع الجورجية قبل يومين إسقاط خامس طائرة تجسس من دون طيار. وعرض نائب وزير الدفاع الأبخازي غاري كوبالبا، حطام الطائرة الإسرائيلية الصنع أمام الصحافيين، مؤكداً عدم صحة تأكيدات جورجيا بأن تبليسي لم ترسل طائرات تجسس إلى المنطقة. في غضون ذلك، اعتبرت مصادر جورجية أنه لم يعد يمكن التوصل إلى تسوية في المنطقة من دون خروج القوات الروسية العاملة فيها"لأنها تحولت إلى جزء من المشكلة وليس من الحل". جاء ذلك بعد يومين على إعلان موسكو استعدادها لإرسال وحدات إضافية إلى منطقة النزاع في حال دعت الضرورة الأمنية، علماً بأن تبليسي طالبت أخيراً الاتحاد الأوروبي بالتدخل بقوة عبر إحلال وحدات لحفظ السلام الأوروبية بدلاً من الروس.