هددت موسكو ب "رد عسكري عنيف" على جورجيا اذا هاجمت إقليم أبخازيا الانفصالي. وتحدث الروس عن "سيناريو حرب" أعده الجورجيون ضد الاقليم الذي تحمل غالبية سكانه الجنسية الروسية، فيما اتهمت تبليسي موسكو بتعمد التأزيم في أبخازيا، وأكدت أهمية تعزيز دور"الأطلسي"في المنطقة على حساب الدور الروسي. وبدا أن أحداث الساعات ال 24 الماضية، عزّزت المخاوف من إنزلاق نحو مواجهة مسلّحة جديدة في منطقة القوقاز، إذ صعّد الطرفان الروسي والجورجي وتيرة الإتهامات المتبادلة. واتجهت الأنظار إلى التحركات الميدانية للطرفين، بعدما تحدثت موسكو عن إقدام الجورجيين على"الزجّ بوحدات عسكرية إضافية"في منطقة وادي كودور الفاصلة بين جورجيا وإقليم أبخازيا الإنفصالي. وأشار بيان للخارجية الروسية الى تقارير عسكرية ميدانية تؤكد أن تبليسي نقلت أسلحة ومعدات إلى وادي كودور ليكون"رأس جسر"الهجوم العسكري على أبخازيا، بحسب السيناريو الذي يتوقعه الروس. وأورد البيان الروسي أن"تحليل تركيبة القوات المسلحة الجورجية المرابطة في المنطقة وطبيعة الإمدادات من الأسلحة والغذاء وغير ذلك من الوسائل المادية والفنية، يدل على أن هذه المنطقة ستكون منطلقاً للعملية العسكرية ضد أبخازيا". وبحسب التقديرات الروسية، أرسلت تبليسي خلال الساعات ال24 الماضية، نحو 1500 عسكري الى منطقة التماس، في حين قالت مصادر أبخازية إن معطياتها الاستطلاعية تدل على أن حجم التعزيزات الجورجية تجاوز سبعة آلاف عسكري. ونفت تبليسي صحة التقارير الروسية، وأكدت إنها لا تخطّط لعمليات عسكرية، متهمة موسكو بافتعال أزمة ومحاولة تفجير الموقف. وتزامن بيان الخارجية الروسية مع بيان عسكري صدر في موسكو، تضمن تهديداً مباشراً وعنيفاً للجورجيين، إذ اتهمت وزارة الدفاع الروسية تبليسي بترتيب عملية استفزازية ضد الوحدات الروسية العاملة في المنطقة، وهددت ب"رد قاس وعنيف على محاولة استخدام القوة ضد القوات الروسية أو ضد مواطني أبخازيا". وشددت على"أن تطورات الأحداث تستدعي زيادة حجم قوة حفظ السلام الروسية المرابطة في منطقتي النزاعين"في أبخازيا وإقليم أوسيتيا الجنوبية الجورجي الساعي الى الانفصال أيضاً. وقال جيمس أباتوراي، الناطق باسم"الأطلسي"إن الدول الأعضاء في الحلف ترى أنه يتعين على قوة السلام الروسية الانسحاب من منطقة النزاع الجورجي - الأبخازي، رافضاً التكهّن بإمكان الاستعاضة عن القوة الروسية بأخرى"أطلسية". وسارع الكسندر كالماكوف، النائب الأول لوزير الدفاع الروسي الى تأكيد أن بلاده لا تنوي سحب قواتها من أبخازيا، مشيراً الى ان هذه القوات تعتمد على تفويض من رابطة الدول المستقلة لتنفيذ مهمات الفصل بين الطرفين المتنازعين منذ التوصّل إلى إتفاق لوقف إطلاق النار بين جورجيا وأبخازيا لعام 1993، بعد حرب دموية بين الجانبين استمرت عامين أخفق بنتيجتها الأبخاز في انتزاع اعتراف باستقلالهم، فيما فشلت جورجيا في فرض سيطرتها على الإقليم. وتدهور الموقف بقوة أخيراً في المنطقة بعد إسقاط طائرة تجسس جورجية الأسبوع الماضي، وقالت تبليسي إن مقاتلة روسية أطلقت عليها النار. ويتّهم الجورجيون موسكو بدعم النزعات الانفصالية لأبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، فيما ترى موسكو أن من حقّها الدفاع عن مواطني الإقليمين الذين تحمل غالبيتهم جنسية روسية. ويعتقد سياسيون روس بانه يتوجب أن يحظى سكان الإقليمين بحق تقرير المصير خصوصاً بعدما سجلت كوسوفو"سابقة"في هذا الاتجاه بدعم غربي.