تواصلت ردود الفعل العربية والدولية على الأحداث في لبنان، عشية الاجتماع الطارئ لمجلس وزراء الخارجية العرب اليوم في القاهرة، للبحث عن مخرج للأزمة اللبنانية. وقالت مصادر في الجامعة العربية إن"من المتوقع أن تكون نسبة المشاركة الوزارية في الاجتماع مرتفعة". لكن السفير السوري في القاهرة يوسف أحمد قال ل"فرانس برس"أمس إن"حضور وزير الخارجية السوري وليد المعلم الاجتماع الوزاري غير مؤكد بعد"، مشيراً الى ظروف عائلية يمر بها، إذ ان"شقيقته توفيت أمس الجمعة". وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في تصريح الى قناة"الجزيرة"، انه يواصل مشاوراته مع الأطراف اللبنانيين ووزراء الخارجية العرب من أجل"إنقاذ الموقف"في لبنان. وأكد مدير مكتب موسى السفير هشام يوسف أن"وزراء الخارجية العرب سيعقدون اليوم اجتماعاً طارئاً في مقر الجامعة في القاهرة لمناقشة الأوضاع الخطيرة على الساحة اللبنانية بناء على طلب مصري مدعوم من السعودية". ودعت الجزائر الفرقاء اللبنانيين إلى العودة إلى"حوار حقيقي وجاد والابتعاد من لغة السلاح لإخراج لبنان من أزمته الداخلية". وقالت الخارجية الجزائرية في بيان أمس إن"الجزائر تتابع بقلق شديد وانشغال عميق خطورة ما آلت إليه الأوضاع في لبنان من انزلاق مخيف يفتح الأبواب على ما لا تحمد عقباه". وشجبت وزارة الخارجية الرومانية في بيان وزعته سفارتها في بيروت،"أعمال العنف التي جرت في بيروت وفي أماكن أخرى من لبنان والتي سببت سقوط الكثير من الضحايا والإصابات والأضرار". ودعت إلى"وقف فوري لأعمال العنف وتشجيع الأطراف كافة لاستئناف الحوار من اجل الوصول الى حل سلمي للأزمة اللبنانية". وكشفت قطر عشية الاجتماع الوزاري العربي في القاهرة تفاصيل لقاء جمع بين أميرها الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والرئيس السوري بشار الأسد في دمشق في حضور رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني ووزير الخارجية السوري وليد المعلم، إضافة الى اتصالات قطريةلبنانية عربية لبلورة"أفكار"قبل عقد اجتماع وزراء الخارجية. وأعلن رئيس الوزراء القطري في تصريحات بثتها قناة"الجزيرة"إن لقاء الأمير القطري والرئيس السوري أول من أمس جاء"بمبادرة من سمو الأمير". وبدا واضحاً من تصريحات رئيس الوزراء القطري أن الدوحة سعت الى إقناع سورية بحضور الاجتماع الوزاري. وقال الشيخ حمد بن جاسم في هذا الاطار:"وجود سورية مهم في الاجتماع". ولفت رئيس الوزراء القطري الى أنه أجرى سلسلة اتصالات مع أطراف لبنانية وعربية بهدف"إيجاد أفكار قبل لقاء وزراء الخارجية العرب"، وكشف أنه أجرى اتصالاً برئيس تكتل"التغيير والإصلاح"العماد ميشال عون وبقائد الجيش العماد ميشال سليمان، وأنه تلقى اتصالات من رئيس الوزراء فؤاد السنيورة ورئيس مجلس النواب نبيه بري والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، ومن وزراء خارجية عرب للتوصل الى أفكار قبل الاجتماع الوزاري. لكن المسؤول القطري رأى أنه"من دون مساعدة كل الفرقاء اللبنانيين وقدرتهم على التوصل الى حل فإنه لا يتوقع الشيء الكثير من اجتماع وزراء الخارجية"، داعياً إلى تفعيل المبادرة العربية للحل. وكانت دمشق جددت أمس اعتبارها ان التطورات الأخيرة في لبنان هي"شأن داخلي"، مشددة على رفض"تدويل الأزمة اللبنانية"وعلى ضرورة أن"يتمكن الفرقاء من الحوار لإيجاد حل للوضع". جاء ذلك في بيان صدر بعد محادثات أجراها الرئيس السوري بشار الأسد مع وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة. وكان الاجتماع الوزاري العربي المقرر عقده في القاهرة ظهر اليوم أحد مواضيع الاجتماع. وأوضحت مصادر سورية ل?"الحياة"انه لم يعرف حتى مساء أمس ما اذا كان وزير الخارجية وليد المعلم سيشارك في اجتماع القاهرة. وأفاد ناطق رئاسي سوري بأن وجهات النظر كانت متفقة خلال اللقاء"على ان ما يحدث هو شأن داخلي لبناني. وجرى التعبير عن الأمل بأن يتمكن الفرقاء اللبنانيون من الحوار في ما بينهم من أجل إيجاد حل للوضع". وقال آل خليفة في تصريحات صحافية:"هذه القضية تخص شعب لبنان في المقام الأول". وأضاف:"علينا كدول عربية وأصحاب مبادرة في لبنان واجب قومي ووطني هو ألاّ تدول هذه القضية، لأن التدويل لن يفيده بأي شيء من الأشكال".