ينبغي الترحيب من غير تحفظ بتعاون فرنسا وألمانيا، وبتضافر جهديهما المتجدد على دفن مشروع عضوية أوكرانيا وجورجيا في حلف الأطلسي. والحق ان المرء يخجل من التذكير ببدائه الأمور حين يُعبث بها على هذا النحو. فواحد من أمرين هو المستقيم والصحيح: إما خسر الحلف علته وداعيه، وهو كان حلفاً عسكرياً بين الولاياتالمتحدة وأوروبا الغربية موجهاً ضد الاتحاد السوفياتي، وإما لا يزال الحلف يتولى بإزاء روسيا مهمة"احتواء"وحجز. وفي الحال الأولى يعني جنوح أوكرانيا وجورجيا الى تكتل مناوئ لروسيا عملاً عدائياً وحربياً، أو عملاً حربياً بارداً موصوفاً في أضعف الأحوال. وفي الحال الثانية، ليس ثمة ما يسوغ قصر الانضمام على كييف، والامتناع من إعداد عدة قانونية في شأن موسكو, ويحمل هذا على إعلان حرب غير مسوغ على روسيا بوتين وميدفيديف، ومن وجه آخر، لا ريب في ان هوية أوكرانيا وجورجيا وأمنهما قضية حقيقية، ولا سبيل الى نكرانها. وتتنازع أوكرانيا تيارات ثلاثة: روسي في شرق البلاد، وكاثوليكي في غربها، ووسطي تمثله يوليا تيموشنكو. ويميل الوسط الى الخروج بإجماع أوروبي وروسي على استقلال أوكرانيا ودولتها، من غير قطيعة مع موسكو. ويعود احتدام الأزمة الجورجية ? الروسية الى غلو قومي في البلدين، وعلى الغرب مصالحة روسيا وجورجيا، وتقوية الحاجز في وجه الإرهاب. وقد يقتضي هذا عقد اتفاق أوروبي - روسي يعتق أوروبا من تبعيتها لنفط الشرق الأوسط والرعاية الأميركية. ولعل غاية واشنطن من تزكية النزاعات في الدائرة السوفياتية السابقة هي الحؤول دون استقلال أوروبا النفطي والغازي. عن ألكسندر أدْلِر،"لوفيغارو"الفرنسية، 5/4/2008.