بدأت امس أكبر مناورات للدفاع المدني في تاريخ اسرائيل بغرض فحص جهوزية الجبهة الداخلية لأي هجمات صاروخية غير تقليدية، في وقت عمدت القيادة الاسرائيلية الى توجيه رسائل تطمين علنية الى سورية ولبنان بعدم وجود اي نيات عدائية تجاههما، في حين رأى"حزب الله"في هذه المناورات"استعدادا حربياً لشيء مستقبلي". راجع ص 4 وتأتي المناورات الاسرائيلية التي اطلق عليها اسم"نقطة تحول 2"، في إطار استخلاص العبر من الحرب الثانية على لبنان صيف عام 2006 التي كشفت هشاشة الجبهة الداخلية وسوء استعداد المؤسسات المختلفة لحماية المدنيين لمواجهة الصواريخ التي أطلقها"حزب الله"على شمال إسرائيل. وعلى مدى خمسة ايام، تستعد الهيئات المختلفة في اسرائيل لهجمات زائفة على المدن بصواريخ تحمل قذائف تقليدية ورؤوساً حربية كيماوية وبيولوجية. وتبدأ هذه المناورات باجتماع للحكومة الأمنية المصغرة للتدرب على اتخاذ قرارات خلال الحرب، فيما تُطلق غداً صفارات الإنذار في أنحاء إسرائيل كافة، وسيُطلب من الموظفين والعاملين في المكاتب الحكومية والسلطات المحلية وسائر المؤسسات العامة والمدارس التدرب على الاحتماء في الملاجئ. كما ستوضح"سلطة الطوارئ القومية"للمرة الاولى عبر التلفزيون كيفية التصرف في حال وقوع هجوم، وسيتم استنفار البلديات والوزارات والمستشفيات واقسام الطوارىء للتدرب على معالجة مصابين بأسلحة غير تقليدية. وتتزامن المناورات مع اجواء متوترة بين اسرائيل وسورية، ما حدا برئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود اولمرت الى توجيه رسائل طمأنة الى دمشق، فقال في مستهل جلسة الحكومة إن إسرائيل ليست معنية أبداً بإشعال الشمال، وأن وجهتها هي السلام مع سورية، مضيفا أن"هذه المناورات تهدف إلى التأكد من قدرات المؤسسات المختلفة على التحرك في أوقات الأزمات وتحضير الجبهة الداخلية لسيناريوهات مختلفة". واوضح:"لا يعدو الأمر كونه مناورة لا تخفي شيئا... لا نملك خططا سرية، وحسب معلوماتي، يعلم السوريون هذا الامر". وكان وزير الدفاع ايهود باراك قال في وقت سابق ان"التدريبات الدفاعية لا تستهدف سورية أو لبنان أو حزب الله"، مضيفا:"في حروب اليوم يشكل إعداد المواقع الخلفية للمواجهة عاملاً أساسياً في تحقيق النصر". واوضح ان"الجبهة الشمالية تتسم بحساسية خاصة، وليس لدينا اي نية للتسبب بتدهور عسكري، والجانب الآخر يعرف ذلك". لكنه شدد على"اننا مستعدون لمواجهة اي تطور". وانعكست المناورات هدوءاً حذراً في المناطق الحدودية جنوبلبنان حيث حافظ الجيش اللبناني على جاهزيته العالية، وتابع المستجدات في الجانب الآخر، وكثف دورياته واستنفر مجموعات عسكرية على مقربة من السياج الشائك تحسباً لأي خرق أو اعتداء إسرائيلي. كما واصلت القوات الدولية العاملة جنوبلبنان يونيفيل مهماتها في المنطقة الحدودية، وبدأ أفراد طواقمها في كامل جاهزيتهم القتالية. في الوقت نفسه، انعكست المناورات على تصريحات السياسيين اللبنانيين، اذ أكد نائب الأمين العام ل"حزب الله"الشيخ نعيم قاسم أن المناورات"جزء من الاستعدادات لشيء مستقبلي ربما يكون بعيداً، لكنها استعدادات حربية".