سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قال إن 9 فصائل وافقت عليها وشدد على ضرورة إعادة بناء المشروع الوطني ودعا إلى نشر قوات دولية . حواتمة ل "الحياة": مبادرة للديموقراطية والشعبية تدعو إلى حلول سلمية وإلى الحوار بين الجميع
طالب الأمين العام ل "الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين" نايف حواتمة بالعودة الى اتفاق القاهرة ووثيقة الوفاق الوطني لتجاوز الانقسام الفلسطيني وإعادة بناء المشروع الوطني الفلسطيني الموحد. وحذر في تصريحات ل"الحياة"من مشاريع وحلول تريد إسرائيل فرضها، كما دعا إلى نشر قوات دولية في الضفة الغربية وقطاع غزة لحماية الشعب الفلسطيني من العدوان الإسرائيلي اليومي ومن مجازره، وقال ان"القوات الدولية تنتشر جنوبلبنان، ونحن في فلسطين أحوج إلى ذلك لأننا شعب تحت الاحتلال وغول الاستيطان ينهب الأرض وهناك حصار في غزة وحواجز في الضفة". ورأى حواتمة ان وجود قوات دولية يكفل ويضمن استمرار التهدئة في حال التوصل إليها، بالاضافة إلى حركة المعابر، مشيراً إلى انه تحدث في هذا الشأن مع رئيس الاستخبارات المصرية عمر سليمان الذي أبدى تفهماً كاملاً لهذه الضرورة، وقال له ان مصر ستبذل جهوداً كبيرة مع كل الاطراف المعنية، لأهمية وجود قوات دولية في الاراضي المحتلة، رغم ان حكومات اسرائيل المتعاقبة كانت ترفض هذا الأمر. وعن فحوى اللقاء الذي جمعه مع الوزير سليمان، أجاب:"باختصار مصر تقوم بمساعٍ كبيرة وتتحرك بالاتفاق مع جميع الاطراف الفلسطينية، الاميركية والاسرائيلية والأوروبية، من اجل التوصل إلى تهدئة"، لافتاً إلى ان مصر تؤيد ان تكون التهدئة متزامنة ومتبادلة وشاملة، وليس فقط في قطاع غزة، لأن ما ترتكبه إسرائيل في حق الشعب الفلسطيني من حصار وقتل واغتيالات يشمل كل الأراضي الفلسطينية. وبالنسبة الى جهود المصالحة الوطنية وفشل المبادرة اليمنية في التوصل إلى هذا الانجاز، قال:"علينا أن نميز بين المبادرة اليمنية كما هي من دون ادخال تعديلات عليها، وبين اعلان صنعاء لأن المبادرة اليمنية كان بإمكانها فتح طريق نحو المصالحة بأخذها سلة واحدة متكاملة للانتقال إلى حوار وطني شامل ولتطبيقها كما هي من دون ارهاقها وإثقالها بتعديلات وتعديلات مقابلة ادت إلى تعطيلها". واوضح أن التعديلات التي جرت وحوّلت المبادرة إلى اعلان صنعاء تتضمن اتفاقات محاصصة لم ولن تحقق وحدة وطن، فلسطينياً، مشيراً إلى الاشتباك الإعلامي الذي بدأ بين حركتي"فتح"و"حماس"عقب اعلان صنعاء، ومشدداً على ان أي مبادرة لا تستند إلى الحوار الوطني الشامل لن يكتب لها النجاح. وحمل الحركتين مسؤولية إحباطها بسبب الاقحامات التي جرت في بنودها. المبادرة وكشف ل"الحياة"عن مبادرة مشتركة اعدتها الجبهتان"الديموقراطية"و"الشعبية"تدعو إلى حلول سلمية والى الحوار بين الجميع، لافتاً إلى ان تسعة من فصائل المقاومة في غزة والضفة وافقت عليها وسيتم الاعلان عنها خلال الايام القريبة المقبلة، وستصل إلى الشعب بسلسلة من النضالات الجماهيرية الضاغطة من اجل انهاء الانقسام والجلوس على مائدة الحوار الشامل. وشدد على انه لا يمكن الوصول إلى حلول لإنهاء الانقسام خارج إطار الحل الوطني ووسائل الحوار الديموقراطي التعددي بين القوى الفلسطينية لتطبيق قرارات اعلان القاهرة التي وقع عليها جميع الفصائل الفلسطينية في آذار مارس 2005، وتطبيق وثيقة الوفاق الوطني. وقال إن الحوار الوطني الشامل لتطبيق هذه القرارات والبرامج هو الطريق لعودة اللحمة للصف الفلسطيني. ولفت حواتمة الى وجود ضغوط أميركية - اسرائيلية على رئيس السلطة محمود عباس، فهما يريدان اعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، وفي المقابل هناك ضغوط اقليمية معلنة على حركة"حماس"، محذرا من أن عدم التجاوب مع مساعي بناء الوحدة الوطنية سيؤدي الى تدهور الأوضاع الداخلية الفلسطينية اكثر فأكثر، مطالباً جميع الفصائل الفلسطينية إلى ضرورة الدعوة إلى حوار وطني فلسطيني شامل. وتابع:"حينئذ سيتم وضع السلطة الفلسطينية في امتحان كبير، فإما أن تستجيب للمصلحة الفلسطينية العليا وتأتي للحوار، وإما ان تنحني للضغوط الأميركية والإسرائيلية، وحينئذ سنتحد جميعنا شعبياً وجماهيرياً وبكل الوسائل على السلطة من أجل أن تأتي الى مائدة الحوار وستصبح كل الأوراق المستورة مكشوفة"، لافتاً الى أنه من دون ذلك لا يمكن محاصرة هذه الضغوط واحباطها. ولفت حواتمة إلى أن الانقسام الحالي في الساحة الفلسطينية يؤدي إلى تعطيل أي مفاوضات مع الإسرائيليين الذين يستغلون ضعف الوضع الفلسطيني الحالي. وعبر عن مخاوفه إزاء حكومة ايهود أولمرت التي بيدها مشروع حل منذ زمن حكومة رئيس الحكومة السابق آرييل شارون ويتضمن رمي قطاع غزة على أكتاف مصر بعد تفكيك مستوطنات والانسحاب منها، ثم الانسحاب من الضفة إلى حدود الجدار العازل، ورمي الأجزاء المتبقية منها على أكتاف الأردن، مشيراً إلى أن الجزء المتعلق بقطاع غزة تم تنفيذه. ولفت إلى أن أولمرت خاض الانتخابات ببرنامج خطة التجميع والانضواء في الضفة، محذراً من أن"هذه المشاريع والحلول الإسرائيلية تطل برأسها علينا، خصوصاً في ضوء الضعف الحالي في الساحة الفلسطينية"، داعياً إلى تطويق هذه المشاريع الإقليمية والحلول التي تتجاوز حقوق الفلسطينيين من خلال استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية. وقال:"المخاوف مشروعة لأنه كلما غاب المشروع الوطني الفلسطيني الموحد تحل محله مشاريع إسرائيلية إقليمية"، مؤكداً عدم السماح بحدوث هذا الاختراق طالما هناك وحدة وطنية فلسطينية تم تشييدها في إطار منظمة التحرير الفلسطينية. ورأى حواتمة أن حل الأزمة الحالية بين"فتح"و"حماس"ممكن عن طريق انتخابات تشريعية ورئاسية مبكرة، ضارباً مثلاً بتركيا وباكستان اللتين لجأتا إلى وسائل ديموقراطية وعادتا إلى الشعب لحل أزمة الصراع على السلطة، مشدداً على ضرورة حدوث توافق وطني على سقفها الزمني وأن تجري على أساس التمثيل النسبي الكامل.