أصيب عدد من اليمنيين بجروح أمس، في صدامات جديدة بين قوات الامن ومتظاهرين في مناطق الجنوب، على خلفية مطالب اجتماعية ومعيشية، في وقت واصلت اجهزة الامن حملة الاعتقالات التي شملت ناشطين سياسيين من المعارضة. واتهم النائب ناصر محمد ثابت قوات الامن باستخدام الذخيرة الحية وقنابل الغاز المسيل للدموع في تفريق تظاهرة في مدينة الحبيلين بمحافظة لحج التي شهدت اسوأ اعمال العنف. وذكر شهود ان تظاهرة انطلقت من ردفان ووصلت الى الحبيلين حيث وقع صدام مع عناصر الامن ادى الى سقوط اربعة جرحى في صفوف المحتجين. واضافوا ان متظاهرين آخرين هاجموا مقراً امنياً يحتجز فيه عدد من رفاقهم في مدينة طور الباحة ورشقوه بالحجارة وتمكنوا من اطلاق احد الموقوفين، مشيرين الى سقوط جريح. وأكد مسؤولون امنيون طلبوا عدم ذكر اسمائهم وقوع اربعة جرحى في صفوف المتظاهرين واعتقال نحو 40 شخصا، ما يرفع الى 160 عدد المعتقلين خلال الايام الخمسة الماضية، بينهم عضو اللجنة المركزية في الحزب الاشتراكي علي منصر وعضو مجلس النواب عن الحزب ناصر الخبجي وأحد ابرز قادة الاحتجاجات حسن باعوم. واوضح مصدر في السلطات المحلية في الجنوب ان"اجهزة الامن ما زالت تتعقب مجموعة من المطلوبين بينهم خمسة من الناشطين السياسيين البارزين". وقال شهود ان ثلاثة اشخاص بينهم مدني وضابط وعنصر في القوى الامنية اصيبوا بجروح الخميس اثناء حملة تعقب مطلوبين في لحج. وذكروا ان اجهزة الامن اوقفت امس خمسة من اساتذة كلية التربية في منطقة صدر في المحافظة. وكانت موجة من الاحتجاجات عمت محافظاتعدن ولحج والضالع الجنوبية شارك فيها قدامى ضباط وعناصر الجيش الجنوبي المنحل الذين ترفض السلطات الحاقهم بالجيش بعدما تقدموا للتطوع تلبية لدعوة عامة في هذا الخصوص، وعاطلون عن العمل وناشطون سياسيون. وطالب التظاهرات امس بالافراج عن المعتقلين وسحب تعزيزات الجيش وآلياته التي نشرت في العديد من المدن الجنوبية. وقال بعض الشهود ان مواطنين شماليين يقيمون في الجنوب تعرضوا للاعتداء على ممتلكاتهم. وقال موقع"الصحوة"الناطق باسم"التجمع اليمني للاصلاح"اسلامي معارض ان وحدات عسكرية اقتحمت عند الخامسة فجر امس المقر الرئيسي للتجمع في مدينة الضالع، بدعوى البحث عن مطلوبين، فيما قامت وحدات أخرى باقتحام مقري كل من"جمعية المتقاعدين"و"جمعية المناضلين"ومصادرة ممتلكاتهما. واضاف الموقع ان شخصين اصيبا بجروح في منطقة الصبيحة بعد تفريق قوات الامن تجمعاً احتجاجياً على الطريق العام بين عدن وتعز. واصدرت احزاب المعارضة المنضوية في"اللقاء المشترك"بيانا دانت فيه اقتحام مقر"الاصلاح"والاعتداء على الجمعيتين، ووصفته بانه"تصرف أهوج خارج على النظام والقانون ويعبر عن الحالة الهستيرية التي وصل اليها النظام وتخبطه في التعامل مع الاحزاب والقوى الوطنية". وصرح الامين العام للحزب الاشتراكي ياسين نعمان ان حملة الاعتقالات"تستهدف افشال الاحتجاجات السلمية والمشروع الوطني الديموقراطي السلمي في اليمن". واضاف ان"السلطات تتعمد تجاهل طروحات القوى السياسية وتفسح المجال لاصحاب المشاريع الصغيرة"وحمل السلطات"مسؤولية التداعيات الاخيرة وكل ما يترتب على حملة الاعتقالات العشوائية". من جهته، اكد عضو اللجنة العامة لحزب"المؤتمر الشعبي العام"الحاكم احمد عبيد بن دغر ان المتظاهرين"قاموا باعمال تخريبية وبالاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة وقطع الطريق وما يجري الان الاعتقالات هو وفقا للقانون وبهدف حماية حقوق المواطنين". وتابع بن دغر في اشارة الى المطالب المعيشية للجنوبيين والتي كانت محور عدة تحركات احتجاجية في الاشهر الاخيرة"نعترف بأن هناك مشكلات والدولة والحكومة تعمل على حلها وفقا للبرنامج الانتخابي للمؤتمر الشعبي العام ولكن احداث الشغب والعنف اخلال بالاستقرار". كما اتهم المعارضة باستغلال حركة الاحتجاجات وقال ان"المعارضة دائما تعرف ان تلتقط المشكلات وتتحدث عنها ولا تقدم حلولاً للمشكلات ان وجدت"، مؤكدا ان"المعاناة التي يشكو منها الناس لا تخص المحافظات الجنوبية فقط". وفي بيان صدر مساء الاربعاء، دانت الأمانة للحزب الحاكم في بيان"احداث التخريب والشغب"مشيرة الى ان"عناصر شريرة نفذتها وتسعى للزج بالبلاد في اتون الفتنة"، معربة عن"ادانتها الشديدة واستنكارها لكل الممارسات المناطقية والنزعات الانفصالية والفئوية والحزبية الضيقة التي تتعارض مع كافة القيم والوطنية والانسانية". كما اتهمت المحتجين بمحاولة"احياء الاحداث المأساوية المريرة التي شهدها شعبنا ... صيف 1994 الانفصال مدفوعين بصورة واضحة وجلية من قبل قوى فقدت مصالحها ولم تسلم بقواعد الحياة الديموقراطية السلمية".