تواصلت أمس الحملة العسكرية على"جيش المهدي"في مدينة الصدر، في ظل احتدام الخلاف بين رئيس الوزراء نوري المالكي والتيار الصدري، وفيما أعلن الجيش الأميركي أمس مقتل 38 عنصراً من الميليشيا، أكد التيار الصدري أنه يستعد لعقد اجتماع مع المجلس الرئاسي خلال اليومين المقبلين. وقال الناطق باسم خطة فرض القانون اللواء قاسم عطا ل"الحياة"إن"العمليات العسكرية الجارية في مدينة الصدر ستستمر حتى القضاء على المظاهر المسلحة في المدينة"، موضحاً"ان لا جدول زمنياً لهذه العمليات كون المعركة ليست نظامية وانما معركة داخل الشوارع في المدينة ذات الكثافة السكانية العالية". واضاف ان"القوات العراقية والأميركية لا تزال تتعرض لهجمات من مجموعات مسلحة في مراكز الشرطة والحواجز المنتشرة في المدينة وان القوات الامنية لن تقف مكتوفة الأيدي أمام استمرار مثل هذه التصرفات"، لافتاً الى العثور على"مئات الاسلحة المتوسطة والخفيفة خلال عمليات الدّهم التي تنفذها القوات الحكومية في المدينة منذ شهر تقريباً". وتشهد مدينة الصدر التي تعد معقلاً ل"جيش المهدي"مواجهات دامية منذ الاسبوع الاخير من اذار مارس الماضي بين قوات امنية عراقية تساندها قوات أميركية و"جيش المهدي"، تزامنت مع اشتباكات وقعت في البصرةجنوب البلاد. الا أن أبو زينب، أحد قياديي"جيش المهدي"قال ل"الحياة"إن الميليشيا"في حال دفاع داخل مدينة الصدر"، مشدداً على ان أي قوة عسكرية أميركية ستكون معرضة للهجوم اذا حاولت التوغل اكثر في المدينة، مضيفاً ان"هناك مأساة تعيشها المدينة بسبب القصف العشوائي". الى ذلك اعلن الجيش الاميركي امس ان"معارك واسعة جرت مساء الاحد الماضي وصباح أمس في مدينة الصدر أدت الى قتل 38 مسلحاً من"جيش المهدي"خلال تصدّيهم لقوة عسكرية اميركية". وافاد بيانان صدرا عن القوات الأميركية امس، تسلمت"الحياة"نسخة منهما ان"اشتباكات عنيفة جرت مساء الاحد عندما هاجم مسلحون نقطة تفتيش مشتركة للقوات النظامية العراقية والجيش الاميركي". واضاف البيان"ان هذه القوات ردت على الهجوم بالدبابات والمدرعات وقتلت 22 مسلحاً وارغمت القوات المهاجمة على التراجع". واشار بيان اخر الى مقتل 16 عنصراً من"جيش المهدي"خلال عمليات الدّهم في المدينة مساء الاحد وفجر الاثنين"بقصف المروحيات تجمّعات وأوكار المسلحين". وكان الناطق باسم الجيش الاميركي قال ل"الحياة""في وقت سابق إن العمليات العسكرية الجارية في مدينة الصدر تستهدف جماعات مارقة مدعومة من ايران تقوم بتنفيذ هجمات مسلحة على المنطقة الخضراء من خلال قصفها بقذائف الهاون وصواريخ قصيرة المدى". واعترفت الحكومة العراقية اول من امس، للمرة الاولى، ان ايران متورطة في دعم الميليشيات في بغدادوالبصرة. وقال الناطق باسم خطة فرض القانون إن مجموعة من الذين تم القبض عليهم اعترفوا بتنفيذ عمليات مسلحة بدعم من ايران فضلاً عن العثور على عبوات وأوراق تثبت تورط طهران. على صعيد متصل يستعد وفد من التيار الصدري لعقد اجتماع مع أعضاء المجلس التنفيذي المتمثّل بالرئيس جلال طالباني ونائبيه بالاضافة الى رئيس الحكومة لمناقشة الأوضاع الراهنة في مدينة الصدر خلال اليومين المقبلين. وقالت النائب عن الكتلة الصدرية في البرلمان مها الموسوي ل"الحياة"إن"الموافقة على عقد اجتماع مع اعضاء المجلس التنفيذي جاءت بعد مطالبات من قبلنا"، موضحة ان"المالكي يتجاهل فتح أي باب للحوار"، واشارت ان الازمة في مدينة الصدر هي"ازمة سياسية وانسانية". ولفتت الموسوي الى"اننا نطالب فقط بوقف العمليات العسكرية الجارية التي انتجت اوضاعاً مأسوية رهيبة بين الاهالي اما الازمة السياسية بيننا وبين الحكومة فحديث اخر". وعلى رغم الاعتصام الذي نفذه نحو 50 عضواً في مجلس النواب أول من امس لوقف العمليات العسكرية الا ان ذلك لم يمنع استمرارها واسفرت العمليات الجارية في المدينة منذ 25 الشهر الماضي عن مقتل 400 شخص داخل المدينة وجرح ما يزيد عن الالف بحسب احصاءات وزارة الصحة العراقية. الى ذلك اعتقل 44 مطلوبا من عناصر"جيش المهدي"، بموجب اوامر قضائية خلال حملة دهم نفذتها قوات اميركية وعراقية في مدينة الكوت 175 كلم جنوببغداد خلال يومين. وقال اللواء عثمان الغانمي، قائد العمليات في محافظة واسط، وكبرى مدنها الكوت:"اعتقلنا 44 مطلوبا من ميليشيا جيش المهدي وفقا لأوامر قضائية خلال مداهمات في حي الجهاد". واوضح ان"قوات مشتركة عراقية واميركية شنت حملة دهم خلال اليومين الماضيين في الحيّ الذي يعدّ معقلا لميليشيا جيش المهدي واعتقلت المطلوبين". واشار الغانمي الى مقتل جندي عراقي واصابة آخرين جراء انفجار عبوة خلال عملية الدهم التي رافقها فرض طوق امني على المنطقة استمر 48 ساعة. ولم تحصل اشتباكات. وقتل في 27 اذار الماضي اربعون مسلحا واربعة من رجال الشرطة خلال مواجهات بين ميليشيا"جيش المهدي"، وقوات اميركية وعراقية في الكوت، وفقا لمصدر في الشرطة. على صعيد آخر اعلنت الشرطة العراقية العثور على عبوات من صنع ايراني خلال عملية دهم احد المنازل غرب كربلاء أسفرت عن اعتقال ثلاثة من المشتبه بهم. وقال اللواء رائد شاكر جودت إن"قوة من الشرطة ضبطت 75 عبوة لاصقة و40 عبوة خارقة للدروع ايرانية المنشأ في احد المنازل في الحي العسكري غرب كربلاء". والعبوات اللاصقة سلاح جديد يستخدم لاغتيال الشخصيات ويمكن لصقها على السيارات بسهولة وتنفجر بواسطة التوقيت.