سقط 17 قتيلاً في اشتباكات شهدتها مدينة كربلاء بين "جيش المهدي" الموالي للزعيم الشيعي مقتدى الصدر، وقوات أميركية، كانت بدأت باعتقال القوات الأميركية أحد قادته واثنين آخرين بإنزال جوي ليل أول من أمس. وأعلن الجيش الأميركي أن جنوداً أميركيين وعراقيين تعرضوا الى وابل من الرصاص بعد اعتقالهم أحد قادة"جيش المهدي"في مدينة كربلاء، ما تطلب غارة جوية على المنطقة وسط اشتباكات أدت الى مقتل 17 مسلحاً، وفقاً لبيان عسكري أميركي. ووصف الجيش الأميركي القيادي في"جيش المهدي"بأنه"متمرد"على قيادة التيار الصدري، لافتاً الى أن الاعتقال مر من دون أي حادثة، إلا أن اشتباكات وقعت بعد مغادرة الجنود المبنى حيث واجهوا وابلاً من الرصاص وقنابل"آر بي جي". وقُتل خمسة مسلحين في الاشتباكات، لكن 12 مسلحاً قُتلوا في غارة جوية نفذتها إحدى مروحيات الجيش الأميركي. إلا أن مسؤولين محليين أكدوا مقتل تسعة أشخاص هم أربعة مسلحين وخمسة مدنيين وجرح 23 آخرين في الاشتباكات والغارات التي ألحقت أيضاً أضراراً بأربعة أو خمسة منازل. وأوضح بيان الجيش الأميركي أن المشتبه به المعتقل كان قائداً ل"خلية اغتيالات"تابعة ل"جيش المهدي"، لكنها انشقت عن المنظمة بقيادة مقتدى الصدر. واتهم هذا القيادي"المنشق"بالوقوف وراء هجمات بعبوات وقذائف"مورتر"ضد القوات الأميركية، علاوة على اغتيال مسؤولين عراقيين. وعلى رغم أن القوات الأميركية لم تحدد هوية المعتقل، لكن مسؤولاً في شرطة كربلاء أكد أن عملية الدهم أسفرت عن اعتقال رزاق الأرضي وشقيقه. وقال مسؤولون محليون إن اشتباكاً آخر وقع بين أهالي القتلى ومسلحين ودورية للجيش والشرطة العراقية، لكنها لم تسفر عن وقوع اصابات. وأكد الطبيب عزيز الغانمي من مستشفى الحسين العام في كربلاء أن"المستشفى تلقى جثث تسعة أشخاص ونقل اليه 23 جريحاً"نتيجة الاشتباكات بين قوات أميركية و"جيش المهدي"، في حين قال رزاق الموسوي عضو مكتب الصدر في كربلاء إن"الاشتباكات وقعت منتصف ليل أمس الخميس - الجمعة في حي العسكري غرب كربلاء بين الجيش الاميركي وجيش المهدي"، مؤكداً"مقتل ثلاثة أشخاص واصابة تسعة آخرين جميعهم من عناصر جيش المهدي". وأوضح ضابط في شرطة كربلاء أن"الاشتباكات اندلعت عند منتصف ليل الخميس - الجمعة، واستمرت حتى الساعة الثالثة بالتوقيت المحلي بين الجانبين". وأضاف أن"مروحيات للجيش الاميركي استمرت بالتحليق فوق حي العسكري خلال الاشتباكات"التي"تجددت فجر الجمعة لدى إجلاء الاهالي الضحايا". وأوضح أحد أعضاء قسم الإعلام في مكتب الصدر ل"الحياة"أن"قوات الاحتلال الأميركي نفذت بعد منتصف الليل انزالاً جوياً في تقاطع الحي العسكري في منطقة الغدير 6 كلم جنوب مركز كربلاء، واستهدفت منزل أحد القياديين في المكتب. وأضاف أن"عناصر المكتب تصدت للقوة المهاجمة، ما أدى إلى سقوط أربعة قتلى و12 جريحاً من جيش المهدي، وهدم دور سكنية في المنطقة". وأفاد شهود أن المدينة تشهد انتشاراً مكثفاً لقوات الأمن في مداخلها، وخصوصاً في المراكز الحساسة، فيما تشهد منطقة حي العامل وبعض الاحياء السكنية الاخرى انسحاب قوات الأمن منها، وانتشار ميليشيا"جيش المهدي". وقال محافظ كربلاء عقيل الخزعلي إن مسلحين هاجموا منزله في حي الاصلاح ثلاثة كيلومترات جنوبالمدينة، واشتبكوا مع أفراد حمايته من دون وقوع خسائر بشرية. وأوضح الخزعلي أن المسلحين أطلقوا نيران أسلحتهم صوب المنزل، وحدثت مواجهات مسلحة مع رجال الحماية استمرت لدقائق. يذكر أن القوات الأميركية والعراقية تشك في مدى سيطرة الصدر على ميليشياته التي أسسها في أعقاب سقوط نظام الرئيس السابق صدام حسين عام 2003. كما شكا الصدر علناً من استخدام مجموعات"منحرفة"اسم"جيش المهدي"، غطاء لجرائم القتل والتهريب والابتزاز. وفي العاصمة، أوضح مصدر أمني أن"شخصاً قُتل وأُصيب اثنان من عناصر الشرطة في انفجار سيارة مفخخة قرب نقطة تفتيش للشرطة في منطقة السيدية جنوب غربي بغداد". وأضاف أن"مسلحين اغتالوا شخصاً وزوجته بعدما دهموا منزلهما في منطقة السيدية". وقال مصدر طبي في مستشفى الكندي وسط بغداد إن"جناح الطوارئ تلقى جثتي اثنين من عناصر الشرطة قتلاً بالرصاص على الطريق الرئيسي"قرب المستشفى. كما أُصيب أربعة أشخاص نتيجة سقوط قذيفة هاون في منطقة الزعفرانية جنوببغداد. وفي المحمودية، أعلنت الشرطة أن قذيفتي"مورتر"تسببتا بمقتل امرأة واصابة شخصين اثنين آخرين أحدهما طفل في هذه البلدة جنوببغداد. وفي كركوك، أفادت مصادر أمنية أن شخصين قُتلا وأُصيب آخر في هجوم بصواريخ"كاتيوشا"دمرت منزلاً في حي العروبة وسط المدينة. وتابعت أن مسلحين قتلوا جندياً عراقياً في إطلاق رصاص من سيارة متحركة عند نقطة تفتيش تابعة للجيش جنوب غربي كركوك. وأفادت الشرطة أن ستة أُشخاص أُصيبوا في انفجار عبوة مزروعة على جانب طريق في المدينة. وفي غضون ذلك، أعلن الجيش الاميركي مقتل أحد جنوده في معارك في محافظة ديالى المضطربة شمال شرقي بغداد. وجاء مقتل هذا الجندي بعد يومين من مقتل أربعة جنود آخرين في المحافظة ذاتها، حيث ينفذ حوالي عشرة آلاف جندي عراقي وأميركي منذ شهر عملية"السهم الخارق"الواسعة النطاق ضد معاقل"القاعدة في بلاد الرافدين". وبمقتل هذا الجندي، يرتفع عدد الجنود الأميركيين الذين قُتلوا في العراق منذ غزوه في آذار مارس عام 2003، إلى 3643، بحسب تعداد لوكالة"فرانس برس"، استناداً إلى ارقام وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون.