على رغم أن المهرجان القومي للسينما المصرية هو عرسها السنوي، إلا أن حفل افتتاح فعاليات الدورة الرابعة عشرة له والتي تستمر حتى 30 نيسان أبريل الجاري، شهد غياب معظم النجوم الكبار أو الشباب إذ لم يحضر حفل الافتتاح الذي أقيم مساء الأربعاء الماضي في المسرح الكبير في دار الأوبرا المصرية سوى عدد محدود من النجوم والنجمات ومنهم ليلى علوي ولبلبة وخالد زكي ومحمود حميدة وعمر الحريري وعمر سعد. وكرم وزير الثقافة المصري فاروق حسني ورئيس المهرجان الناقد علي أبو شادي كلاً من الفنان محمود عبدالعزيز والفنانة نيللي والمخرج السينمائي محمد خان، ومخرجة التحريك شويكار خليفة، والناقدة إيريس نظمي. كما قام وزير الثقافة ورئيس المهرجان بتحية أعضاء لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة والتي شُكِّلت برئاسة الناقد السينمائي سمير فريد وعضوية كل من الكاتب بشير الديك والمايسترو شريف محيي الدين، والكاتبة الصحافية فريدة الشوباشي والناقد السينمائي كمال رمزي وأستاذ الديكور مختار عبدالجواد ومدير التصوير هشام جمال وغادة جبارة، وأيضاً لجنة تحكيم الأفلام التسجيلية والروائية القصيرة والتي شُكلت برئاسة محمد كمال القليوبي. وبدأ حفل الافتتاح بعرض تمثيلي صامت عن بدايات السينما مدته 13 دقيقة بعنوان"الإرث"سيناريو وإخراج وليد عوني وأداء فرقة الرقص المسرحي الحديث، إذ تم من خلال العرض المتميز تقديم أول كاميرا حقيقية للسينما الصامتة والتي صور بها أول فيلم روائي صامت طويل وهو فيلم"ليلى"الذي عرض في دار سينما متروبول 1927 والكاميرا من مقتنيات متحف الحضارة. وأكد العرض أن السينما الصامتة كانت تطلق قدرات الممثل وطاقاته وتكشف موهبته في الأداء العربي من خلال ثلاثة مشاهد معبرة باللونين الأبيض والأسود فتمكن وليد عوني وفرقته من حصد تصفيق الحضور. وبعد انتهاء مراسم الافتتاح عُرض فيلم"حياة فنان"، الذي أعلنت إدارة المهرجان قبل يومين من عقده أنه فيلم يمثل اكتشافاً، خصوصاً أنه عُثر عليه خلال جرد علب الأفلام السالبة في مخازن شركة مصر للصوت والضوء والسينما شركة مصر للاستوديوهات والإنتاج السينمائي سابقا على عدد من العلب المتضمنة الشرائط الفيلمية للصورة والصوت لفيلم حياة فنان، وبعد فحص بعض لقطات الفيلم وجد على لوحة الكلاكيت بعض البيانات التي تشير إلى مخرج الفيلم وأبطاله وهم زهرة العلا وعمر الحريري وليلى توفيق، وسراج منير وصلاح نظمي وعبد المنعم إبراهيم وحسن البارودي وصورت أحداثه عام 1954 وعثر داخل المخازن على عدد 77 علبة"خام"تبلغ مدة عرضها 400 دقيقة، وتبين أن اللقطات كانت قيد المونتاج ولم ينته الفيلم أو يخرج إلى النور لأسباب مجهولة، أما مخرج الفيلم الراحل"علي فهمي"فهو أستاذ للإخراج وتخرج على يديه العديد من المواهب التمثيلية التي ملأت الساحة الفنية بدءا من الخمسينات وما بعدها. ورغم تأكيد إدارة المهرجان أن هذا الفيلم يعد اكتشافاً حقيقياً ويمثل عرضه في ليلة الافتتاح مفاجأة لمحبي السينما.. إلا أن الأجزاء التي عرضت من الفيلم أكدت أن الفيلم مليء بكل اكليشهات السينما المصرية القديمة القائمة على الهدف والمليئة بالميلودراما الفاقعة التي تجلب الضحك، كما أن الأداء التمثيلي وحالة الفيلم أقرب إلى سينما العشرينات منها إلى سينما الخمسينات والتي كانت تشهد طفرة حقيقية في ذلك الوقت، ولا نعرف إذا كان كل اكتشاف يليق بالعرض في الافتتاح أم لا. لقطات أصدرت إدارة المهرجان ست مطبوعات: بانوراما السينما المصرية في 2006، وكتاب بعنوان فجر السينما للناقد محمود على، وكتب عن المكرمين من إعداد مجموعة من النقاد والمتخصصين، كتاب نيللي بعنوان"الدلوعة"من تأليف الناقدة ماجدة موريس، وشويكار خليفة"أحلام ملونة"، تأليف الدكتورة رشيدة الشافعي ومحمد خان"ذاكرة سينمائية تتحدى النسيان"للناقد أحمد يوسف، ومحمود عبد العزيز"الساحر"لنادر عدلي، وإيريس نظمي"القلب الشجاع"لمني ثابت. تقام عروض الأفلام الروائية القصيرة في المسرح الصغير في دار الأوبرا المصرية وندوات المكرمين في مركز الإبداع. الفنان محمود عبد العزيز حضر من باريس لحضور تكريمه وسيعود مرة ثانية إذ أنه يتابع النسخة النهائية لفيلمه"ليلة البيبي دول"مع المخرج عادل أديب والمنتج عماد الدين أديب ومن المقرر أن يعرض الفيلم على هامش مهرجان"كان"السينمائي الدولي في دورته المقبلة.