أكدت مصادر فلسطينية ل "الحياة" أن حركة "حماس" ستبلغ القاهرة اليوم قبولها تهدئة مع إسرائيل "في قطاع غزة فقط على أن تتبعه الضفة الغربية"، فيما كشف مصدر مصري رفيع أن رئيس الاستخبارات الوزير عمر سليمان سيسافر إلى إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة إمكان التوصل إلى اتفاق للهدنة. راجع ص 7 وقالت المصادر إن القيادييْن في"حماس"محمود الزهار وسعيد صيام اللذين وصلا الى القاهرة أمس يحملان معهما"أفكاراً جديدة"لإنجاز"تهدئة شاملة"تستمر بضعة شهور في قطاع غزة، وذلك بعد اجتماع للمكتب السياسي للحركة عقد في دمشق. ونقل الزهار وصيام السبت الماضي اقتراحات مصرية تتضمن بدء التهدئة في"غزة أولاً"، على أن يتم تطبيقها في الضفة بعد فترة متفق عليها، علماً أن"حماس"كانت تصر على"تهدئة متزامنة"في غزة والضفة. وكشفت المصادر أن المكتب السياسي للحركة عقد اجتماعات مكثفة تضمنت طلب استفسارات من القاهرة، حتى توصل إلى موقف واضح سينقله الزهار وصيام اليوم إلى الوزير عمر سليمان. ولفتت إلى أن موقف الحركة يقوم على أن"يأتي توسيع التهدئة لتشمل الضفة بعد الاتفاق على التبادلية والبدء بغزة أولاً، مع ربط التهدئة بحصول القاهرة على موافقة الفصائل وبفتح المعابر في غزة ورفع الحصار". وعلمت"الحياة"أن رئيس الاستخبارات المصرية سيتوجه إلى إسرائيل مطلع الأسبوع المقبل لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين الإسرائيليين تتناول مدى إمكان عقد اتفاق تهدئة مع"حماس". وتوقع مصدر مصري رفيع أن يحصل سليمان من الزهار وصيام على"أفكار وردود على أسئلة محددة تعكس موقفاً محدداً للحركة إزاء التهدئة، كي يحملها الوزير معه إلى إسرائيل". وفي غزة، اعتبر رئيس الحكومة المُقالة إسماعيل هنية أن الكرة ستصبح في الملعب الإسرائيلي بعد رد"حماس". وقال إن الموقف الذي يحمله الزهار وصيام"يؤكد أن التهدئة إذا قبلها الاحتلال ينبغي أن تكون متبادلة وشاملة في الضفة والقطاع". لكنه تجنب ذكر كلمة متزامنة لدى حديثه عن شروط التهدئة، مكتفياً بالقول أن"آليات التنفيذ على الأرض مرهونة بالتوافق الوطني ووقف العدوان ورفع الحصار وفتح المعابر". من جهة أخرى، حض العاهل الأردني الرئيس الأميركي خلال لقائهما في واشنطن أمس على تحديد إطار زمني وأساس واضح للدفع بعملية السلام في الشهور المقبلة. وأكدت مصادر ديبلوماسية مطّلعة ل"الحياة"أن عبدالله الثاني نقل إلى بوش مخاوفه من فشل زيارة الأخير للمنطقة في ظل التصرفات الاسرائيلية ورفض تل أبيب تقديم أي تنازلات لتحسين الوضع الفلسطيني، وتداعيات هذا الأمر على الوضع الإقليمي. والتقى عبدالله الثاني، للمرة الثانية في أقل من شهرين، الرئيس الأميركي في البيت الأبيض، قبل اجتماع بوش مع الفلسطيني محمود عباس الذي وصل الى واشنطن ليل الثلثاء - الاربعاء. وطالب العاهل الأردنيواشنطن بالإسراع في"تحديد إطار زمني وأرضية واضحة للمفاوضات... وحض إسرائيل على التوقف عن القيام بخطوات تهدد المفاوضات". وأشارت مصادر ديبلوماسية إلى أن أن عباس سيسعى إلى الحصول على تعهدات من الإدارة الأميركية بالضغط على إسرائيل لتقديم تنازلات في موضوعي المستوطنات والحواجز قبل زيارة بوش، وسيبحث مع الأخير في احتمال عقد لقاء خماسي في شرم الشيخ يجمع الأردن ومصر والجانب الفلسطيني وإسرائيل والولايات المتحدة.