استقبل الرئيس حسني مبارك في القاهرة أمس الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر وقرينته وبحث معه في مجمل الأوضاع الاقليمية والدولية بحضور رئيس مجلس الوزراء أحمد نظيف. كما التقى كارتر رئيس الاستخبارات المصرية عمر سليمان، قبل أن يجتمع مع وفد من حركة"حماس"يضم القياديين في الحركة وزير الخارجية السابق محمود الزهار ووزير الداخلية السابق سعيد صيام ومستشار رئيس الحكومة المقالة أحمد يوسف في أحد فنادق القاهرة عصر أمس. وأقام مبارك وقرينته مأدبة غداء في مقر رئاسة الجمهورية تكريماً للرئيس الأميركي السابق وقرينته حضرها نظيف ووزير الإعلام أنس الفقي. وكان مقررا أن يلتقي وفد"حماس"سليمان مساء أول من أمس، غير أن اللقاء أرجئ يوما، واجتمع الوفد مع مستشاري سليمان. من جانبه، قال القيادي في الحركة أيمن طه ل"الحياة":"لا توجد أجندة محددة للقاء بين قادة حماس وكارتر لأنه هو الذي طلب الاجتماع". لكنه أشار إلى أن"هناك قضايا محددة سيتم بحثها بالتأكيد، وهي التهدئة وأسباب عرقلتها وإمكان التوصل إليها ورفع الحصار عن قطاع غزة وتشغيل المعابر والمصالحة الوطنية وقضايا الحوار"، موضحا أن اللقاء سيتطرق إلى"بحث ملف الجندي الإسرائيلي الاسير في غزة غلعاد شاليت". وتابع:"سنعلن مواقفنا الحقيقية ومدى المرونة التي أبديناها في جميع القضايا، بما فيها الحوار من دون استجابة تذكر من الطرف الآخر". وعلى صعيد التهدئة مع الإسرائيليين، قال طه إن العرض الإسرائيلي يتلخص في"ضرورة التزام حماس وفصائل المقاومة بالتهدئة أولاً، ثم بعد ذلك يفكر الإسرائيليون في البحث عن آليات لكيفية رفع الحصار عن قطاع غزة". ورأى أن هذا الأمر"ليس عرضا كي تتم دراسته، وأبلغنا المصريين ضرورة أن تقابل التهدئة برفع الحصار ورفع العدوان وأن تمتد لتشمل الضفة الغربية". كارتر ومشعل في غضون ذلك، أكدت مصادر متطابقة ل"الحياة"ان كارتر سيلتقي رئيس المكتب السياسي لحركة"حماس"خالد مشعل بعد ظهر اليوم في مكتبه في دمشق، بحضور اعضاء في المكتب السياسي للحركة والوفد المرافق لكارتر. وكان مساعدون لكارتر ومشعل التقوا في اليومين الاخيرين لوضع جدول اعمال اللقاء الذي سيستمر ساعات طويلة. وعلم ان اللقاء سيتضمن البحث في التهدئة بين"حماس"واسرائيل، وصفقة مبادلة الجندي الاسرائيلي غلعاد شاليت بأسرى فلسطينيين. ويتوقع ان يحض الرئيس الاميركي السابق مشعل على موافقة الحركة على شروط اللجنة الرباعية المتعلقة بالاعتراف باسرائيل والاتفاقات الموقعة ونبذ العنف. واستبعدت مصادر ديبلوماسية غربية حضور اعضاء السفارة الاميركية الاجتماع، لكنها اشارت الى ان السفارة ستقدم"الدعم اللوجستي". وقالت مصادر اخرى ان"ضغوطا كبيرة"مورست على كارتر من ادارة الرئيس جورج بوش لمنع حصول اللقاء مع مشعل، مشيرة الى ان القاهرة اقترحت ترتيب لقاء بين كارتر ورئيس الحكومة اسماعيل هنية في القاهرة، غير ان"حماس"وافقت على ان يقتصر اللقاء على الزهار وصيام. وتتضمن زيارة كارتر ايضا لقاء مع الرئيس بشار الاسد، على ان يزوره في مقر اقامته في احد فنادق دمشق وزير الخارجية وليد المعلم. وتعطي المصادر اهمية لزيارة كارتر في هذا الوقت باعتبار انها ستشكل فرصة كي تبعث دمشق ب"رسائل"الى واشنطن في الفترة الاخيرة لإدارة بوش وقبل الانتخابات المقبلة خصوصا ان كارتر اقرب الى المرشح الديموقراطي باراك اوباما.