بدأت المخرجة أمل أسعد قبل أيام وفي إحدى الفيلات في مدينة "غولف سيتي" تصوير أول مشاهد المسلسل الجديد"رمانة الميزان"من بطولة بوسي وسامي العدل وصفاء الطوخي ورياض الخولي وغيرهم. والمسلسل من تأليف الكاتبة المعروفة فتحية العسال التي تطرح فيه الكثير من التساؤلات المتعلقة بانهيار الطبقة المتوسطة في مصر. وعن دورها في المسلسل، تقول النجمة بوسي:"أجسد هنا شخصية"وجدان"التي لديها انتماء وإحساس بالآخرين، هي العاملة رئيسة قسم الشؤون القانونية في إحدى الشركات. لكنها سرعان ما تتخلى عن الوظيفة لتعمل في شكل مستقل في مجال المحاماة. وتتمتع بسمعة طيبة وتحاول مع زوجها"سالم"تربية أبنائهما على القيم والمبادئ التي بدأت في الاندثار، إلا أن"سالم"يتعرض للتهديد ويُقتل ويقيد الحادث ضد مجهول. ترفض"وجدان"تجهيل الفاعل وتبحث عن الحقيقة بادئة رحلة البحث عن القاتل الى أن تكشف الشخص الذي قتل زوجها". وترى الفنانة بوسي أن"رمانة الميزان"يعبر بصدق عن أحوال المجتمع المصري وخصوصاً عن أوضاع الطبقة المتوسطة التي باتت في طريقها الى الاندثار في ظل التغيرات التي حدثت في المجتمع على رغم أن أبناءها يمثلون شريحة عريضة من المجتمع. أما الفنان سامي العدل فيقول إنه يقوم هنا بدور أحد رجال الاعمال الذين أفرزتهم عملية الانفتاح الاقتصادي، كما أنه يمتلك تأثيراً كبيراً في الآخرين. وهو في الوقت نفسه يريد ان يزاوج المال بالسلطة، إذ يرشح نفسه لانتخابات مجلس الشعب حتى يحصل على حصانة ديبلوماسية تساعده في تخليص بعض أعماله. في المقابل يجسد الفنان رياض الخولي شخصية"سالم"زوج"وجدان"وهو قاضٍ مشهود له بالكفاءة ونظافة اليد، ولكن لسوء حظه تقع تحت يده قضية تتعلق بعصابات المافيا التي تضغط عليه ليحكم لمصلحتها لكنه يرفض متمسكاً بالمبادئ التي تربى عليها. المؤلفة فتحية العسال قالت عن عملها هذا إن فكرته مأخوذة من"داخل المجتمع الذي نعيش فيه"، هذا المجتمع الذي باتت تعشش فيه شخصيات لا تأبه بما يحدث للفقراء. وإذ تتساءل العسال:"كيف يمكن الإنسان أن يعيش حياة طبيعية في هدوء من دون أن يشعر بما يحدث للآخرين ويتأثر بهم؟ فهو مهما بلغت درجة لا مبالاته يتعرض لعواصف هوجاء لا يستطيع الوقوف أمامها". وعما إذا كان المسلسل يصنف كدراما نسائية، لا سيما أن الكاتبة من المدافعات عن حقوق المرأة، قالت العسال:"أكتب من الواقع بل انني في كتاباتي تجدني دائماً أنتقد سلبية المرأة. إن مناصرة المرأة لا تعني الدفاع عنها من دون رؤية السلبيات. مهما يكن فإن مسلسل"رمانة الميزان"ليس عن قضية امرأة أو رجل، بل عن قضية المجتمع المصري ككل بمشاكله، حيث الآفة الكبرى عندنا هي الفقر والأمية". أما المخرجة أمل أسعد التي تخوض أولى تجاربها الدرامية الطويلة في هذا العمل فقالت:"قمت بإخراج ثلاث سهرات تلفزيونية حتى الآن. وأعتبر مسلسل"رمانة الميزان"أول عمل درامي كبير أقوم بإخراجه، ما يحملني مسؤولية كبيرة، خصوصاً أن المسلسل يشارك فيه اكثر من 50 ممثلاً وممثلة. وأنا في غاية السعادة لهذه الثقة العالية من الكاتبة فتحية العسال، ويستغرق تصوير هذا المسلسل الجديد أربعة أشهر يتنقل فريق العمل خلالها بين أماكن متفرقة من القاهرة، أما الديكورات الرئيسة فتبنى في استوديو"أحمس"في الجيزة.