حققت القوات العراقية، بدعم من القوة المتعددة الجنسية، تقدماً ملموساً في المواجهات مع التيار الصدري في البصرة وسيطرت على معقله في حي الحيانية الرئيسي والحيوي، وأمر الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر اتباعه بإخلاء مكتبه الرئيسي تمهيداً للانسحاب العسكري وحتى السياسي من المدينة، بعدما تبيّن ان حملة"صولة الفرسان"، التي قادها رئيس الوزراء نوري المالكي، مستمرة ولن تنتهي الا بإخلاء البصرة من المسلحين خصوصاً الصدريين منهم. في الوقت نفسه واصلت القوات العراقية، مدعومة بالاميركيين حملتها العسكرية على مدينة الصدر في بغداد ما أدى الى انتقاد السفير الايراني في بغداد حسن كاظمي قمي للعملية، قائلاً إن"اصرار الأميركيين على حصارها، خطأ أدى الى مقتل كثير من الأبرياء". مؤكداً أن بلاده تدعم هجوم الحكومة العراقية على الميليشيات في البصرة، ومحذراً من أن تؤدي العمليات الأميركية في مدينة الصدر الى"تصعيد الوضع"وعندها ستتحمل الحكومة العراقية مسؤولية ذلك. راجع ص 2 و3 ووصفت معارك البصرة الجديدة التي استهدفت حي الحيانية بأنها بداية إبعاد المسلحين، وفي طليعتهم جيش المهدي وانصار الصدر، عن الميناء الرئيس لتصدير النفط العراقي وفي محاولة لترتيب مرفأ آمن جديد للتموين، وحتى بداية للسيطرة الاميركية على هذا المرفق الحيوي بعد انسحاب البريطانيين من المنطقة في الشهور القليلة المقبلة. وكانت المدفعية البريطانية والطائرات الاميركية ساهمت امس في الضغط على مواقع الصدريين في الحيانية التي لم تتسرب أنباء منها عن حجم الدمار الذي حل نتيجة الحملة العسكرية العراقية، التي شاركت فيها قوات النخبة واعتمدت الاسلوب الذي كانت تعتمده القوات في عهد الرئيس السابق صدام حسين. وقال الناطق باسم وزارة الداخلية العراقية اللواء عبدالكريم خلف"اكتملت العملية التي استهدفت حي الحيانية من دون مقاومة وتمكنّا من اعتقال الكثيرين، وقواتنا سيطرت على اسطح المباني العالية في الحي". ويعتبر حي الحيانية أحد أهم معاقل"جيش المهدي"وسبق ان شهد مواجهات عنيفة عند بدء الخطة الأمنية في البصرة. وقال الفريق الركن موحان الفريجي قائد عمليات البصرة"أبلغنا المسلحين في الحيانية بأن يسلموا اسلحتهم الثقيلة والمتوسطة قبل ايام، لكنهم حتى الآن يزرعون عبوات ويطلقون هاونات. لقد بدأنا الهجوم عليهم قبل الساعة السادسة صباحاً ووصلنا منتصف منطقة الحيانية من دون مواجهات قوية". وقال مدير مكتب الصدر في البصرة الشيخ حارث الأعذاري ظهر امس"تسلمنا أوامر مركزية من النجف، تقول إن السيّد أمر بإخلاء المكتب في البصرة، وتسليمه الى الجهات الرسمية". وأضاف"نحن الآن بالفعل بدأنا إخلاء المكتب، وننقل الاثاث وسنسلمه إلى الجهات الأمنية". وفي مدينة الصدر التي شهدت امس بدء بناء جدار فاصل بين أحيائها على طول الطريق الرئيسة بين الجزءين الجنوبي والشمالي في هذه الضاحية التي يقطنها أكثر من مليوني شخص، أوضحت مصادر طبية عراقية أن 13 شخصاً على الأقل قُتلوا وأُصيب 76 شخصاً في الاشتباكات التي اندلعت ليل الجمعة واستمرت حتى الفجر بين"جيش المهدي"من جهة والقوات العراقية والأميركية من جهة أخرى. في الجانب الآخر طالب المؤتمر الاول ل"مجالس الإنقاذ والإسناد والصحوات"الذي عقد أمس في جامع أم القرى بإشراف الوقف السنّي، بتشكيل غرفة عمليات مشتركة مع الاجهزة الحكومية، واطلاق سراح المعتقلين في السجون الاميركية وفق آلية"الكفالة الضامنة"، وتفعيل قانون العفو العام لاطلاق سراح المعتقلين في السجون العراقية، ودعا جميع العراقيين الى التعاون في محاربة الارهاب بكل اشكاله ونبذ الطائفية، والعمل الجاد على اعادة العائلات المهجرة في داخل العراق وخارجه. وطالب رئيس الوقف السنّي الشيخ احمد عبدالغفور السامرائي عناصر الصحوة بالابتعاد عن الثأر العشائري والمشكلات الشخصية والحفاظ على حرمات البيوت، وحذّر من وجود اطراف سياسية تحاول التسلق على اكتاف"مجالس الصحوة"والوصول الى منافع خاصة بها، لافتاً إلى ان تلك الاطراف بدأت تتصيّد في الماء العكر للتشهير بالمجالس التي طالبها بقطع الطريق أمام هؤلاء.