اعتبر المدير العام لصندوق النقد الدولي دومينيك ستروس - كان أمس، أن إنتاج الوقود الحيوي من محاصيل زراعية غذائية"يطرح مشكلة أخلاقية"فيما يجتاح الغلاء البلدان الفقيرة. وقال عبر إذاعة"أوروبا-1" الفرنسية:"إن الوقود الحيوي الذي يستخرج"من منتجات غذائية"يطرح"مشكلة أخلاقية حقيقية، وان مشكلة الكوكب، المهمة جداً، لا تحل بالوقود الحيوي لأن المحركات التي تعمل بالهيدروجين ستكون أكثر فاعلية إلى حد كبير في غضون سنوات, ويجب وضعها في الميزان مع واقع أن الناس يموتون جوعاً". وعزت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل ودولتها أكبر منتج في أوروبا للوقود الحيوي، ارتفاع أسعار الغذاء إلى"قصور السياسات الزراعية في البلدان النامية .. والى توقعات غير وافية لتغير العادات الغذائية"في الأسواق الناشئة، وأكدت انه لا يرجع أساساً الى انتاج الوقود الحيوي. وقالت:"من يزور الهند هذه الأيام يلاحظ أن النقاش الرئيس يدور حول الوجبة الثانية، وأن الناس يأكلون مرتين في اليوم، وإذا كان ثلث الشعب الهندي البالغ بليون شخص، هو المعني بذلك، فهذا يعني أن 300 مليون شخص، أي أقل قليلاً من عدد سكان أوروبا الغربية لا يأكلون كما يجب". وأشارت الى القيود التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على منتجات الألبان"فاذا استهلكوا فجأة طعاماً يعادل ضعفي ما كانوا يستهلكونه، وإذا بدأ 100 مليون صيني في شرب الحليب أيضاً، فإن حصص الحليب لدينا ستتقلّص". وكانت الجماعات المدافعة عن البيئة والجماعات الإنسانية، صعدت حملتها ضد الوقود الحيوي، معتبرةً انه يحوّل الإنتاج بعيداً من الغذاء والأعلاف الحيوانية، بينما يساهم في ارتفاعات حادة في أسعار الحبوب ومنتجات الألبان. ويستخرج الوقود الحيوي وهو وسيلة لزيادة أمن الطاقة وتقليل انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، من مواد غذائية مثل الحبوب والبذور الزيتية وقصب السكر. ويرى منتقدون القليل من المزايا البيئية في ما يسمى بالجيل الأول للوقود الحيوي. ويحمّلونه مسؤولية تزايد الطلب على الحبوب ورفع الأسعار في وقت يتعاظم خطر المجاعة في أنحاء من العالم. وأفادت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، أن الوقود الحيوي أحد"المحركات الرئيسة"لتوقعات زيادة أسعار الغذاء بنسب تراوح بين 20 و50 في المئة بحلول عام 2016.