كشفت صحيفة "اساهي شيمبون" اليابانية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت ابلغ رئيس وزراء اليابان ياسو فوكودا خلال زيارته الأخيرة لطوكيو أن الموقع الذي استهدف في سورية كان مشروع منشأة نووية تبنى بمساعدة كوريين شماليين أرسلتهم بيونغيانغ. وليؤكد وجهة نظره حمل معه صوراً فضائية التقطتها أقمار اصطناعية إسرائيلية إلى المسؤولين اليابانيين عن باخرة كورية شمالية تفرغ حمولتها العسكرية في ميناء سوري، مؤكّداً أنها تتضمن أسلحة وصواريخ. وكان أولمرت قد وعد اليابانيين بالتعاون الإستخباراتي خصوصاً في مجال المعلومات التي تحصل عليها إسرائيل بصدد كوريا الشمالية، وأهمها نقل التجربة النووية الكورية الشمالية الى إيران، والمعلومات التي تتوافر عن المختطفين اليابانيين من قبل كوريا الشمالية، وأبرز أولمرت في حديثه إلى الجانب الياباني قلق إسرائيل من تصدير كوريا الشمالية لأحدث التقنيات العسكرية إلى بلدان الشرق الأوسط، بناء على معلومات إسرائيلية أكيدة. وأوضح أن إسرائيل في وضع صعب بسبب البرنامج النووي الإيراني إضافة الى قضايا الإرهاب ومنها: عمليات المجموعات المعادية لإسرائيل مثل"حزب الله"في لبنان، وپ"حماس"التي تسيطر على قطاع غزة. واتفق الجانبان الياباني والإسرائيلي على وضع آلية لتبادل المعلومات دورياً عن إيرانوكوريا الشمالية، فضلاً عن مسائل أمنية تهم الجانبين. كما طلب أولمرت من اليابان استمرار التعاون في ما يتعلق بالتقنية اليابانية في مجال الاتصالات الحديثة، واستمرار الاستثمار التكنولوجي الياباني في إسرائيل. علماً أن كلاً من شركة Mitsubishi و Mitsui وItochu وهي شركات يابانية كبيرة تستثمر حالياً في إسرائيل. فضلاً عن أن شركة DO COMO اليابانية، تستثمر بدورها في إسرائيل ويربط البلدين نظام اتصالات GSM System، وبدورها أظهرت اليابان اهتماماً كبيراً بجهاز توجيه إسرائيلي ذي تقنية عالية في مجال تفجير الصواريخ العابرة للقارات. وأبدت رغبتها في شراء هذا الجهاز. المحور الإيراني - السوري وتقوم بعض الجهات العسكرية في القيادة الأميركية بدراسة أوجه التعاون القائمة بين كوريا الشمالية من جهة وكل من إيران وسورية من جهة أخرى. في محاولة لتحديد احتمال وجود تحالف استراتيجي في ما بينها، ما قد يضع واشنطن وحلفاءها في الغرب أمام محور ايراني - سوري - كوري شمالي، يضطرها إلى إعادة حساباتها ومخططاتها العسكرية كافة. وتستند هذه الجهات في شكوكها وتحليلاتها على معطيات ووقائع عدة، أهمها: -ورود معلومات عسكرية شبه أكيدة عن وجود خبراء إيرانيين في كوريا الشمالية لحظة إجراء التجربة النووية الأخيرة. -مساهمة كوريا الشمالية الكبيرة والأساسية بإنجاح برنامج الصواريخ الباليستية في إيران، إذ كانت كوريا الشمالية مصدر تكنولوجيا صواريخ"سكود"التي بدأت إيران بتطويرها في أواخر الثمانينات ما مكنها من إنتاج صواريخ"شهاب"المتوسطة المدى. كما أن كوريا الشمالية ساهمت في شكل كبير في إنشاء برنامج الصواريخ الباليستية في سورية حيث يتم إنتاج صواريخ"سكود ? بي"وپ"سكود ? دي"التي يصل مداها الى 700 كلم. -تزويد كوريا الشماليةإيران وسورية تكنولوجيا عسكرية مثل أجهزة اتصال ورادارات. وقامت البحرية القبرصية باعتراض سفينة شحن تنقل أنظمة رادار عسكرية. -وجود كل من إيرانوكوريا الشمالية على لائحة دول"محور الشر"التي أعلنها الرئيس جورج بوش وقد تكون سياسة إدارة بوش المتشددة وتحذيراتها ضد بيونغيانغ وطهران قد دفعتاها إلى تشكيل تحالف استراتيجي ضمن محور يضم سورية. -وتخشى الجهات العسكرية الأميركية - الإسرائيلية من عواقب وجود محور إيراني ? سوري ? كوري شمالي، كون ذلك سيؤثّر في شكل راديكالي على الخطط العسكرية لأميركا والغرب في منطقتي شرق آسيا والشرق الأوسط فإذا ما قررت واشنطن توجيه ضربة عسكرية إلى طهران، فقد يتوجب عليها أن تأخذ في الاعتبار احتمال رد فعل من كوريا الشمالية، ولذلك، وبحسب الجهات العسكرية الأميركية، فإن من أولويات واشنطن فرض حصار دولي قوي على كوريا الشمالية تمنع بموجبه بونغيانغ من تزويد إيران أو سورية بأي تكنولوجيا عسكرية، تشكل خطراً على إسرائيل, كما تمنع بموجبه كوريا الشمالية من تسلم أي أموال أو مساعدات نفطية من طهران ودمشق تمكنها من تحسين اقتصادها والإنفاق على تطوير ترسانتها العسكرية والنووية. ومع ذلك يشهد الملف النووي لكوريا الشمالية تطوراً مثيراً مع إعلان بيونغيانغ وقف التزامها بتفكيك برنامجها النووي, فيما لا تخفي كوريا المخاوف من"عسكرة"اليابان نتيجة التعديلات على الدستور"المسالم"بما يسمح للقوات اليابانية بالعمل بحرية أكبر في الخارج؟ لكن الوضع مع كوريا الشمالية مختلف، إذ أنها أجرت العام الماضي تجارب على صواريخ بالستية وصواريخ قصيرة المدى إضافة إلى تجربة نووية. وتشكل هذه النشاطات العسكرية تهديداً خطيراً من وجهة نظر اليابان في منطقة شرق آسيا. ولذلك تقوم طوكيو بتحسين علاقاتها السياسية والعسكرية وهي بصدد تطوير نظام دفاعي لاعتراض الصواريخ البالستية، ولديها معاهدة صداقة دفاعية مع الولاياتالمتحدة، وتعتمد على الاستراتيجية الأميركية كعامل ردع ضد أي تهديد"كما أن إسرائيل تستفيد من التناقضات بين كوريا - واليابان, والهند - وباكستان, ودول الخليج - وإيران... والعالم العربي لا يستفيد من تجارب أحد! * باحث في الشؤون العسكرية