شهد قطاع غزة امس يوما دامياً عاش خلاله على وقع مجازر اسرائيلية خلّفت 19 شهيدا وعشرات الجرحى، بينهم ستة اطفال وصحافي، في وقت كبد الجناح العسكري لحركة"حماس"لواء النخبة في الجيش الاسرائيلي غفعاتي ثلاثة قتلى من جنوده، في حين واصلت الاجنحة المسلحة للفصائل الفلسطينية اطلاق الصواريخ على بلدات اسرائيلية. راجع ص 5 ودان الرئيس محمود عباس"بشدة"العمليات الاسرائيلية، ودعا خلال زيارته لموسكو الدولة العبرية الى وضع حد"لعدوانها"فورا، كما دعا"الاطراف الى التجاوب مع الجهود المصرية من اجل التهدئة"، في وقت اعرب الرئيس شمعون بيريز عن اسفه لمقتل الجنود الثلاثة، مؤكدا في مؤتمر صحافي في وارسو ان اسرائيل"ستواصل"محاربة الاسلاميين. وعمّ التوتر مناطق القطاع الذي شهد منذ ساعات الفجر الاولى غارات اسرائيلية أسفرت الاولى عن استشهاد فلسطيني عندما اطلقت طائرة اسرائيلية صاروخا على سيارة في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، وأعقبها استشهاد اربعة ناشطين من حركة"حماس"ومقتل ثلاثة جنود اسرائيليين خلال اشتباكات في قطاع غزة وقعت اثر توغل قوة من الجيش الاسرائيلي مدعومة بالمروحيات في حي الزيتون وحي الشجاعية جنوب مدينة غزة وشرقها. وفي تفاصيل عملية التوغل، كمنت مجموعتان من"كتائب القسام"التابعة ل"حماس"لجنود اسرائيليين من لواء النخبة، وقتلت ثلاثة منهم في عملية اطلقت عليها اسم"حقل الموت"، ليرتفع بذلك عدد القتلى الاسرائيليين خلال عشرة أيام الى ستة. واعترفت اسرائيل بسقوط ثلاثة من جنودها من الكتيبة"401"التابعة للواء"غفعاتي"وإصابة 5 آخرين قرب"كيبوتس باري"القرية التعاونية الزراعية المحاذي لقطاع غزة، فيما رجح خبراء عسكريون اسرائيليون أن يكون مقاتلو"كتائب القسام"يمتلكون مناظير للرؤية الليلية تمكنهم من تحديد أماكن الجنود وتحركاتهم. وردت اسرائيل على هذ الكمين بغارة جوية استهدفت مسجد الإحسان ومنزلين مجاورين له مساء امس، واسفرت عن استشهاد 12 فلسطينيا دفعة واحدة، بينهم ستة أطفال، والمصور التلفزيوني الصحافي في وكالة"رويترز"للأنباء فضل شناعة. وقال ناطق باسم الجيش الاسرائيلي:"نفذت غارة ضد مسلحين في مخيم البريج، واصيب الهدف". وذكر شهود ان شناعة 25 عاما ومساعده كانا في سيارة جيب مصفحة تابعة لوكالة"رويترز"عندما اصيب بشظايا صاروخ اطلقته طائرة اسرائيلية سقط قرب السيارة في منطقة جسر وادي غزة قرب المخيم. ويأتي التصعيد الاسرائيلي في وقت توجه وفد من"حماس"يضم القياديين محمود الزهار وسعيد صيام الى القاهرة حيث التقى رئيس الاستخبارات المصرية الوزير عمر سليمان مساء أمس لبحث موضوع التهدئة مع الإسرائيليين ورفع الحصار عن قطاع غزة وفتح المعابر، خصوصا معبر رفح الحدودي مع مصر. ومن المقرر ايضا ان يلتقي الوفد الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر اليوم.